عباس زكي: مبادرة الملك عبدالله قطعت الطريق على إباحة الوضع الفلسطيني

السفير الفلسطيني لدى لبنان تحدث عن تداعيات حرب غزة

TT

شدّد السفير الفلسطيني لدى لبنان عباس زكي على ضرورة اعادة توحيد الصف الفلسطيني وبناء المؤسسات، مرحبا في مقابلة مع «الشرق الأوسط» بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وداعيا حركة «حماس» الى انهاء «الانقلاب» والعودة الى البناء المشترك للاستفادة من الدعم الدولي والعربي.

ودعا زكي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى «الاسراع لتطبيق نتائج الحوار في القاهرة وتأليف حكومة توافق وطني، وفي الوقت نفسه الاشراف على انتخابات رئاسية تشريعية وفقا للقانون الاساسي. يساعدنا في ذلك ترفّع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في الكويت بعدما فتح عقله وذراعيه لاحتضان الامة العربية التي بدا البعض يحضّر لها النعوش وكأنها انتهت». وأعرب عن أمله في ان تدرك حماس «ضرورة التحام الموقف الفلسطيني بإنهاء الانقلاب الذي وقع في 14 يونيو (حزيران) 2007».

واعتبر زكي ان «اسرائيل لم تحقّق اهدافا في غزّة بل في الضفة الغربية. وما حدث، كان حالة من الجنون وتجربة السلاح وارهاب اهالي غزة. ويجمع المحلّلون على انها ارادت ترحيل الفلسطينيين الى مصر ولم تحقّق هذا الهدف. ولو تمكنت من ذلك في ظل تدمير المؤسسات، لحرمت اي فلسطيني من العودة بحكم حرق الاوراق الثبوتية ولتمادت اكثر بتحريك عرب 48 لاحلالهم في غزة بدلا من الغزيين».

وردا على سؤال حول اعلان حماس انها حققت نصرا في غزة، قال زكي «لا اعتقد ان النصر يتحقّق بتدمير غزّة وكل المنجزات التي تحققت بالعرق والدم، رسميا وشعبيا، وان تصبح غزّة مقبرة او ان تصاب بكارثة بيئية. هناك 100 ألف يبحثون عن سكن و70 ألفا لا يتوافر لهم ماء الشفة إضافة الى المئات الذين يحتاجون الى المعالجات النفسية بعدما عاشوا على مدار 21 يوما كل اشكال التدمير لحياتهم. ان الانتصار هو ان تكون غزّة قوية وان يكون الاسرائيلي قد انهى احتلال أرضنا الفلسطينية. وأعتقد ان الاعلان عن الانتصار جاء مبكرا وكان الافضل ان يتمّ ذلك بعد انكفاء اسرائيل من الاراضي الفلسطينية وكان يمكن ابدال كلمة انتصار، بالصمود البطولي والمواجهات الجريئة والتضحيات الكبرى». وشدد على ان منظمة التحرير الفلسطينية «دعت الى حوار سريع وعاجل وحكومة وفاق وطني واجراء انتخابات والبدء بالاعمار وتأهيل الشعب في غزة. وكل هذه الخطوات يجب ان تأتي متزامنة لردّ الاعتبار الى الفلسطينيين في غزة»، مشيرا الى ان المطلوب «تحقيق الوحدة السياسية كما هي وحدة الميدان حيث استشهد في غزة 73 من مقاتلي فتح».

واعتبر ان «ما حدث في الكويت، مبادرة من فارس عربي اسمه الملك عبدالله. وإذا ما تلقّف الاشقاء هذه المبادرة فنحن نكون قد كوفئنا بثمن كبير وهو وحدة الامة» قائلا انه «اذا لم يتلقّف القادة العرب هذه المبادرة سنبقى في المعاناة نفسها وقد تكون اصعب في ظل متغيّرات مذهلة على الصعيد العالمي، لاسيما مع خطاب (باراك) أوباما الذي فتح ذراعيه لادخال تغييرات جادة وجذرية».

وردا على سؤال حول وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، قال زكي «الآن بعد اقرار سياستنا التي تقوم على احترام سيادة لبنان واحترام قانونه وتحرص على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، بدأ تطوير العلاقات التي انقطعت 24 عاما. وفي مايو (ايار) 2006، استأنفنا التثميل ثم ارتفع الى مستوى السفارة. ولدينا ملف كبير يشمل الحقوق المدنية واعادة اعمار مخيم نهر البارد الذي اصبح عبئا ثقيلا على فلسطين ولبنان، وهناك لجنة حوار فلسطيني لبناني تعمل على مدار الساعة وتحل ببطء الكثير من العقد».