«دايلي ستار» الصحيفة الإنجليزية العريقة في لبنان أقفلت بالشمع الأحمر

لأسباب مالية بحتة غابت عنها السياسة

TT

أقفلت صحيفة «دايلي ستار» اللبنانية الصادرة بالانجليزية، أما آخر تحديث لموقعها الالكتروني فيعود الى 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، وذلك نتيجة اشهار افلاسها واقفال مكاتبها بالشمع الاحمر بسبب دعوى مالية بينها وبين مصرف «ستاندرد تشارتر».

وعلم انه بعد ساعة ونصف ساعة من اصدار المحكمة الناظرة في القضية قرارها، صار حكمها نافذا. وهذا ما أثار استغراب رئيس تحرير الصحيفة جميل مروة الذي طالب بمهلة 30 يوما القانونية للتقدم بدعوى الاستئناف التي رفعها بعد فترة وجيزة من تطبيق قرار الاقفال.

وسبب الخلاف بين الطرفين ديون وصلت قيمتها الى 1.7 مليون دولار، يقول مروة ان الصحيفة دفعت للمصرف «على مراحل مبلغ 650 ألف دولار، وبقي له في ذمتنا حوالى 700 ألف دولار». وكانت علاقة الصحيفة بالمصرف المذكور، الذي يتخذ من دبي مركزا رئيسيا له، قد بدأت منذ حوالي عشر سنوات، عقب شرائه مصرف «متروبوليتان» الذي كانت الصحيفة تتعامل معه أساساً.

واليوم تبدو الاجوبة عن كل الاسئلة المرتبطة بمصير الجريدة وموظفيها، مبهمة ومعلّقة على القرار الذي ستصدره المحكمة في شأن دعوى الاستئناف. وذكرت معلومات ان جذور الازمة بين «دايلي ستار» و«ستاندرد تشارتر» تعود الى يونيو (حزيران) 2008 حين توعّد المصرف الصحيفة بإعلان افلاسها بعدما كان رهن الاراضي التي يملكها مروة. وعندما عرض الاخير على المصرف استملاك الاراضي التي توازي قيمتها قيمة الدين، قوبل عرضه بالرفض القاطع وصولا الى اعلان الافلاس في 14 الشهر الحالي.

ونقل عن مروة انه بعد حجز الاملاك تحتم الاجراءات القانونية توزيع الحقوق بحسب الاولويات، اي البدء برواتب الموظفين وتعويضاتهم، مرورا بفواتير التشغيل المستحقة للدولة، فأتعاب المحامين ثم حقوق المدينين من التجار المتعاملين مع الصحيفة يبقى للمصرف ما بين 200 و250 ألف دولار حداً أقصى».

يشار الى أن صحيفة «دايلي ستار» تأسست في يونيو 1952. واغتيل ناشرها آنذاك كامل مروة (والد جميل) في العام 1966. وتوقفت عن الصدور قبل ذلك مرتين، بين 1977 و1983 وبين 1986 و1995. وكانت حتى توقيفها، اليومية الوحيدة الصادرة بالإنجليزية في لبنان وكانت حتى العام 2006 توزع عبر دول الشرق الاوسط الى جانب صحيفة «ذا انترناشونال هيرالد تريبيون». ولم تعد الصحيفة متوافرة في اكشاك الصحف الاسبوع الماضي ولم تصدر من بعدها كما لم يحدث موقعها على الانترنت.

ويعتبر السبب الرئيسي وراء تعليق صدور الصحيفة ماليا بحتا اذ لا اسباب سياسية وراء الامر. ونقلت صحيفة «التايمز» عن جميل مروة قوله ان مشكلات الصحيفة المالية جاءت حصيلة الازمة التي يمر بها لبنان جراء حوالي اربعة اعوام من الاغتيالات والازمات السياسية والحروب منتقدا عدم قدرة المصرف على تفهم الامر. وبحسب التقرير، فقد فوجئ الطاقم العامل في الصحيفة برؤية رجال الامن في مكاتب الصحيفة في الخامس عشر من يناير الحالي اذ طلبوا منهم ترك مكاتبهم على الفور كما لم يسمحوا لهم حتى بأخذ أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم.