العراق: مقتل 12 شخصا من عائلتين في حادثين منفصلين.. أحدهما نحرا

80 ألف مقاتل لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع ببغداد

TT

فيما دب الذعر بين سكان مدينة الصويرة التابعة لمحافظة واسط، 55 كلم جنوب شرقي بغداد، عند سماعهم صباح أمس نبأ إبادة عائلة كاملة نحرا بآلة حادة، داخل بيت يقع وسط المدينة التي يعرف عنها أنها من المناطق الآمنة حاليا، والمؤمنة بشكل متميز من جميع منافذها، أعلنت الشرطة العراقية مقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفل، في هجوم شنه مسلحون في محافظة ديالي شمال شرقي بغداد.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» حول مقتل العائلة الأولى: «إن بلاغا جاءنا من قبل أحد الأشخاص، وهو جار العائلة، فاتجهنا على الفور إلى مكان الحادث، فوجدنا أربع جثث قتلت نحرا بآلة حادة، ومن ثم التمثيل بالجثث»، مؤكدا أن منزل العائلة يقع في حي الزهور في الصويرة.

وأشار المصدر الأمني إلى أن «العائلة تتكون من الأب وزوجتيه الاثنتين وابنته البالغة من العمر 30 عاما، والتي كانت معاقة تماما، لكنها أيضا كانت من بين الضحايا».

وأضاف المصدر أن أغلب عوائل المدينة الآن تعيش في «حالة رعب»، رغم التشدد الأمني ونقاط التفتيش التي تنتشر في عموم أنحاء المدينة، كما أكد أن تحقيقا فتح في الحادث، وأضاف: «توصلنا إلى بداية الخيط الذي سيوصلنا إلى الجناة»، موضحا أن «طريقة قتل الضحايا كانت بشعة جدا، وتقع ضمن جرائم القتل تحت الظروف المشددة. والغريب أن أغلب العوائل الساكنة بجوار هذه العائلة أكدت عدم سماعها لأي صوت أو صراخ لأحد الضحايا».

ومن جانبه قال أحد سكان المدينة إن الصويرة لم تشهد مثل هذه الحادثة طيلة السنوات الماضية، مشيرا إلى أن «عمليات إبادة لعوائل كاملة كانت تحدث في مناطق محيطة بالصويرة، وتحديدا في مناطق عرب جبور واللطيفية والخناسة، وهي مناطق كانت ساخنة وتمكّن عناصر تنظيم القاعدة وجهات مسلحة أخرى من السيطرة عليها سابقا»، مستبعدا أن تكون الدوافع من وراء هذه الجريمة طائفية، لأن الضحايا أغلبهم من النساء، ولا يوجد سوى الأب، وهو كبير في السن، من مواليد 1933.

وقالت الشرطة إن مسلحين قتلوا بالرصاص ثمانية أفراد من أسرة واحدة من بينهم خمس نساء وطفلة (12 عاما)، في غارة شنوها ليلا على منزل الأسرة في محافظة ديالي الشمالية المضطربة.

وقال عبد الجبار رحيم، الملازم أول بالشرطة في بلدة بلد روز، لوكالة رويترز، إن المسلحين اختطفوا كذلك اثنين آخرين، هما رجل وامرأة من منزل الأسرة في قرية قرب بلد روز على بُعد 90 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد.

ولم يعرف من يقف وراء الحادث أو لماذا استهدفت الأسرة وكل أفرادها من العرب السنة، وتعيش في حي يغلب على سكانه الشيعة، قبل أسبوع من انتخابات المحافظات التي تعتبر اختبارا رئيسيا للاستقرار المتنامي في العراق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني أن «القتلى، وهم من عائلة الكروي من العرب السنة، كانوا مهجرين من المعامل إلى منطقة الكاطون في جنوب بعقوبة، لكنهم غادروها بعد فترة باتجاه المناطق الجنوبية خلال عام 2007»، وتابع: «إن العائلة عادت إلى منطقتها قبل نحو شهرين».

وأعاد الهجوم الذي وقع مساء أول من أمس ذكريات المذابح الطائفية الثأرية، التي مزقت العراق تقريبا عامي 2006 و2007، والتي بدأت الآن فقط في التراجع بعد نحو ست سنوات من الغزو الأميركي.

وقال رحيم إن أفراد الأسرة كانوا نازحين، ليس لهم صلات سياسية، وفروا من العنف في بعقوبة عاصمة ديالي. وأضاف أنهم كانوا فقراء ويعملون جميعا في مصانع محلية للطوب في المنطقة.

وتعد محافظة ديالي واحدة من أكثر المناطق المضطربة في العراق، وهي بوتقة تنصهر فيها الأعراق المتنافسة من العرب والأكراد والتركمان، التي تنقسم بدورها بين السنة والشيعة.

وقال مصدر عسكري في ديالي، طلب عدم نشر اسمه، إن الجيش يبحث عن مرتكبي الجريمة ويريد أن يعرف ما إذا كان القتل بدافع عشائري أو طائفي أو سياسي أو مجرد جنائي. وما زال مسلحو القاعدة السنة وجماعات الميليشيا الشيعية يجوبون ديالي تحت جنح بساتين النخيل الكثيفة، بعدما طردت من مناطق أخرى في العراق. وقالت مصادر في الشرطة إن مسلحين شيعة يسيطرون على القرية.

وتواصل القوات الأمنية العراقية استعداداتها من أجل إنجاح الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها نهاية الشهر الحالي، وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون، إن أكثر من 80 ألف مقاتل مستعدون الآن لحماية مراكز الانتخابات في العاصمة بغداد وحدها.

وأكد عطا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء الأمنية أصبحت الآن مهيأة بشكل كامل لإجراء الانتخابات في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن «جميع التجهيزات للمقاتلين والآليات، والكلاب البوليسية، والمفتشات من النساء، وأجهزة الكشف عن المتفجرات، أصبحت جاهزة تماما لحماية الناخبين والمراكز الانتخابية».

وحول فرض حظر التجوال قال عطا إن «الأيام الأربعة القادمة ستعلن خلالها الإجراءات الأمنية المفترض اتخاذها في يوم الانتخاب»، متوقعا أن «يكون هناك حظر لتجوال المركبات فقط، لأن هناك مراكز انتخابية في كل منطقة، وإذا لم يتم هذا الحظر فهناك إجراءات أمنية ستتخذ بصدد هذا الأمر».