فتح تقول إن حماس أعدمت العشرات من عناصرها.. والحركة ترد: إنهم عملاء

أصوات في فتح ترتفع منتقدة أداء الحركة والسلطة إزاء غزة

TT

في الوقت الذي اتهمت فيه حركة فتح، حركة حماس، باعتقال وإعدام عدد من أنصارها في قطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير وبعده، ردت حماس بقولها إنها أعدمت عملاء، وهي بذلك تنفي تهم فتح، وتغمز في اتجاه أن ناشطين من فتح متورطون فعلا في التخابر مع الإسرائيليين، وهي اتهامات تنفيها فتح على أي حال. ووزعت حركة فتح، كشفا، يتضمن أسماء عشرات الناشطين الذين ينتمون للحركة، وقالت إن حماس أعدمتهم. وكانت السلطة الفلسطينية، اتهمت مسلحي حماس رسميا بإعدام العديد من المواطنين في القطاع أثناء العدوان الإسرائيلي. ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، ومواقع فتح، كشفا بقتلى الحركة، وقالت إن مليشيات حماس خلال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أقدمت على إعدام 17 من كوادر ونشطاء حركة فتح، فيما أطلقت واعتدت بالضرب على المئات منهم.

وقالت فتح، إن التصعيد بدأ من قبل ميليشيات حماس ضد أبناء حركة فتح بشكل منظم وخطير منذ بداية العدوان الإسرائيلي، واشتد بعد أن ظهر فوزي برهوم المتحدث باسم حماس على فضائية الأقصى، واتهم السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، مهمتها تزويد الاحتلال بمعلومات خاصة بأهداف حماس من خلال المتعاونين معها في غزة (قاصدا أبناء الأجهزة الأمنية وحركة فتح).

وبحسب فتح، «فإن هناك تحريضا منظما على أبناء حركة فتح من قبل قيادة ميليشيات حماس في غزة، مع رصد دقيق لتحركات كل أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية، خشية وجود مخطط من قبل رام الله للاستيلاء على السلطة، في حال التصعيد الإسرائيلي». ونشرت فتح أسماء كاملة وبالتفصيل لمن أعدموا عن قرب برصاص حماس، إلا أن حماس سخرت من اتهامات فتح، وقالت مصادر أمنية في غزة، إن فتح «تتبنى رسميا، وعبر إعلامها، عددا من العملاء الذين تمت تصفيتهم خلال العدوان الصهيوني على غزة، واعتبرتهم من كوادرها، الذين زعمت أن حركة حماس أعدمتهم».

ونشر موقع حماس الرسمي، أن الأسماء التي أوردتها حركة فتح ووسائل إعلامها، وآخرها التقرير المنشور على وكالة «وفا» هي لأشخاص قالت إنهم من كوادر حركة فتح وأعدمتهم حماس، هم في الحقيقة عملاء كان محكوم عليهم بالإعدام من قبل محاكم في غزة قبل الحسم العسكري. وكانت حماس اتهمت «شخصيات سابقة» في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل خلال العدوان، وأعلنت أنها قامت بإعدام بعض من تعاونوا مع إسرائيل خلال الحرب، واعتقال البعض الآخر.

إلى ذلك، زادت الأصوات داخل حركة فتح التي انتقدت أداء السلطة الفلسطينية أثناء العدوان على قطاع غزة، وانتقد القيادي في فتح هاني الحسن، أداء السلطة الفلسطينية والحكومة التابعة لها، فيما يخص عملها لإغاثة قطاع غزة، بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي غير مسبوق طوال ثلاثة أسابيع.

واعتبر الحسن، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أن السلطة «لم ترسل مساعدات إلى أهالي قطاع غزة، وإلى المقاومة الفلسطينية التي تصدت للعدوان» الإسرائيلي. وهنأ في بيان صحافي «حركة حماس والمقاومة في تصديها للعدوان، والنصر الذي حققته في دحر الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة». وكان القيادي الآخر في فتح حاتم عبد القادر، وهو مستشار رئيس الوزراء سلام فياض، انتقد ما وصفه بصمت قيادة الحركة تجاه الأحداث المتسارعة التي تعصف بالشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني.

وقال عبد القادر إنه كان من المفروض على قيادة الحركة لعب دور أكبر وأكثر تأثيرا في التعامل مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مذابح ومؤامرات مستغربا «هذا الانكفاء والترهل وعدم القدرة على لعب دور مؤثر في مجريات الأحداث الخطيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية». وكان عبد القادر قال لـ«للشرق الأوسط» إن فتح قادت المقاومة دائما، وهي تقف إلى جانب المقاومة الآن، ولا يعقل ولا يجوز أن تقف الحركة متفرجة الآن أو صامته أو حتى ضد التظاهر في الضفة.. هذا ليس موقف فتح أبدا».