اليمن: التحقيق مع 16 من مشتبهي «القاعدة» بينهم 5 من دول عربية

النيابة تعرض محاضر اعتراف المتهمين من تنظيم الجهاد بالتخابر مع إسرائيل

عدد من المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل خلال جلسة محاكمتهم في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأت النيابة اليمنية التحقيق مع 16 عنصرا من تنظيم القاعدة، تتهمهم السلطات الأمنية بتنفيذ عدد من الهجمات والأعمال الإرهابية في عدة محافظات، استهدفت سياحا بلجيكيين ومعسكرات أمنية، وتفجيرات أنابيب ومدرسة للبنات في صنعاء. وقالت مصادر قضائية في النيابة الجزائية المتخصصة أمس إن من بين المتهمين 5 عناصر من تنظيم القاعدة من دول عربية، يخضعون للتحقيق في هذه القضايا، مشيرة إلى أن إجراءات التحقيق تشمل تنفيذ المتهمين لعمليات إرهابية في محافظات حضرموت وعدن وصنعاء، واستهدفت تلك الأفعال والعمليات منشآت حيوية، من ضمنها مصالح ومنشآت نفطية.

وقالت ذات المصادر إن من بين العمليات التي تجري التحقيقات حولها، مهاجمة مدرسة 7 يوليو للبنات بجوار السفارة الأميركية، والتي أودت بحياة عدد من تلميذات المدرسة، والهجوم على المجمع السكني في مدينة حدة جنوب العاصمة، والهجوم الإرهابي الذي قصد السياح البلجيك في مديرية دوعن بحضرموت في الـ18 من يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وقتل فيه سائحتان بلجيكيتان ويمني، وجرح في ذات الهجوم بلجيكي ويمني كانا من ضمن المستهدفين في ذلك الحادث.

كما يتم التحقيق مع المتهمين في الهجوم الانتحاري على معسكر الأمن المركزي والأمن العام في مدينة سيؤون بحضرموت في 25 يوليو (تموز) من العام الماضي، وأودى بحياة حارس البوابة الرئيسة للمعسكر، وجرح 17 من الجنود، من ضمنهم 7 من النساء تقع منازلهن بجوار المعسكر.

وتحقق النيابة مع اثنين متهمين اعتقلتهما السلطات الأمنية في الهجوم الاستباقي لفرق مكافحة الإرهاب في مدينة تريم، وقتل في تلك الواقعة 5 من تنظيم القاعدة، حيث كان من القتلى حمزة القعيطي، القيادي في تنظيم القاعدة في 11 أغسطس (آب) المنصرم.

وتوقعت المصادر القضائية الانتهاء من عملية التحقيق بعد أسبوعين، قبل أن تحال هذه القضايا إلى محكمة البدايات المتخصصة، بالنظر في الأعمال والنشاطات التي تخلّ بأمن البلاد.

وعلى صعيد ذي صلة بقضايا الإرهاب استأنفت المحكمة النظر في محاكمة 3 شبان يمنيين متهمين بالتخابر مع رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت، حيث استعرض وكيل النائب العام محاضر الاعترافات التي أدلى بها المتهم الأول في هذه القضية، بسام الحيدري 26 عاما، وجاء في الاعترافات أنه اتصل برئيس الحكومة الإسرائيلية عبر شبكة الإنترنت، معرفا بنفسه وبمنظمة ينتمي إليها، منظمة الجهاد الإسلامي، ومخاطبا أولمرت قائلا: «نحن منظمة الجهاد الإسلامي، وأنتم أيها اليهود إذا وعدتم فلا تكذبون، بالرغم أنكم أعداء الإسلام، ولستم مثل حكام العرب يكذبون، وإذا أردتم سنكون حجر عثرة في منطقة الشرق الأوسط».

وبحسب أدلة التحقيق أبدى أولمرت الاستعداد التام لأي شيء يطلب من منظمة الجهاد، كما بث الحيدري بيانا من خلال الإنترنت قال فيه إنه سيتم تفخيخ 16 سيارة، وتفجير 6 منها في القصر الرئاسي، وعشر سيارات سيتم تفجيرها في وزارة الداخلية اليمنية وسفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا، وسفارتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، مشيرا إلى تبني هذه الأعمال من تنظيم الجهاد. وأعلن في بيان أولي غداة الانفجار الذي وقع في تريم بسيارة مفخخة مفاده: «نحن منظمة الجهاد الإسلامي فرع اليمن، نعلن مسؤوليتنا عن عملية حضرموت، ونطلب من الحكومة اليمنية الإفراج عن جثث إخواننا الذين سقطوا في المعركة، التي دارت في مدينة تريم بين الأمن وخلية تريم في الـ11 من أغسطس (آب)». وأعطوا السلطات مهلة 48 ساعة لتسليم الجثامين، وفي حالة عدم الاستجابة سوف يبدأ التنظيم في ضرب المصالح الغربية، وتحديدا الأميركية والبريطانية في اليمن، وسوف ينادون الخلايا النائمة في حالة التجاهل لمطلب التنظيم.

وعندما انتهى وكيل النيابة من تلاوة محاضر التحقيقات التي تعتبرها السلطات بمثابة إدانة للمتهمين، نفى الحيدري صحة هذه الاعترافات المنسوبة إليه في هذه القضية، بينما طلب محاميه تصوير ملف القضية حتى يتمكن من إعداد الرد على التهم المنسوبة إلى موكله، فيما قرر القاضي محسن علوان رفع المحاكمة على أن تعاود هيئة المحكمة النظر في محاكمة المتهمين بالتخابر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم غد، الإثنين.