الحريري: المصالحة العربية أربكت الإيرانيين والانتخابات المقبلة خط الدفاع الأول عن لبنان

بري يدعو اللبنانيين والفلسطينيين الى استثمار المناخات الإيجابية

TT

بقيت الأجواء الايجابية للمصالحة العربية التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت مخيمة على مواقف القيادات السياسية في لبنان التي تدعو الى الاستفادة من ايجابيات مبادرة الملك عبد الله التصالحية. غير أن هذه الاجواء لم تحل دون استمرار قيادات فريقي الأكثرية والاقلية في التحضير لاستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة بخطابات عالية السقف ومحاولة كل من الفريقين الحصول على الغالبية البرلمانية.

فقد نوه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«أجواء المصالحة العربيةالعربية التي بدأتها قمة الكويت»، ودعا اللبنانيين والفلسطينيين الى «ضرورة الاستثمار على مناخات التفاهم والتقارب العربيين من اجل إعادة انتاج الوحدة الداخلية الفلسطينيةالفلسطينية وتعزيز مناخات الوحدة الوطنية اللبنانية». وقال في لقاء تشاوري عقده مع رؤساء المجالس البلدية والاختيارية لقرى قضاء صور (جنوب لبنان)، «كما كانت الساحتان اللبنانية والفلسطينية الاكثر تضررا من حالة التشظي في النظام الرسمي العربي وانقسام الرؤى، بالتأكيد ان هاتين الساحتين ستكونان الاكثر استفادة من عودة العلاقات العربيةالعربية الى سياقها الطبيعي والذي يجب ان تكون عليه في الموقف والتطلعات في ايام الرخاء فكيف في ايام الشدة».

ورأى أن «الاسابيع الثلاثة التي عاشها الفلسطينيون في قطاع غزة كانت واحدة من المحطات التي كان من المفترض ان يتوحد العرب منذ الساعات الاولى للعدوان عليهم في غزة»، مستغربا «شعور البعض بالخيبة جراء أجواء المصالحة في حين ان العدو هو من يجب ان يكون لديه هذا الشعور». وعن موضوع تعويضات المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب والهبة السعودية قال بري: «حتى هذه اللحظة أموال الهبة السعودية محجوبة عن اللبنانيين، حتى ان بعض المشاريع التي تبنتها المملكة العربية السعودية مشكورة، طلب من مجلس الانماء والاعمار ومن الشركات الدارسة تقليص حجمها وبالتالي إضعاف الفائدة المرجوة منها». وبالنسبة إلى الانتخابات النيابية المقبلة دعا ابناء الجنوب الى «تحويل الاستحقاق الانتخابي استفتاء في مواجهة الاستهدافات التي يتعرضون لها من العدو وممن يفترض انهم ذوو قربى»، وقال: «ان حسم الجنوبيين لخياراتهم السياسية يجب ألا يشكل على الاطلاق استرخاء حيال هذا الاستحقاق حتى تصدح كلمة الجنوب عالية في سماء كل الوطن».

من جهته، اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التصالحية التي طرحها في قمة الكويت أربكت الايرانيين»، ورأى «أن وحدة الصف العربي هي التي تمنع التدخل الايراني في الشؤون اللبنانية والعربية». وأكد «ان الانتخابات النيابية في الربيع ستكون مصيرية وستكون خط الدفاع الاول عن لبنان والعرب والقضية الفلسطينية». وقال في كلمة ألقاها في مأدبة عشاء أقامها على شرف منسقي تيار المستقبل في الاغتراب «ان لبنان مقبل على انتخابات نيابية مصيرية في تاريخه، وأن: «لبنان مر بصعوبات كبيرة خلال السنوات الاربع الماضية، ولكن بالرغم من كل ذلك اطمئنكم الى ان تحالف قوى 14 (آذار) بخير ومسيرتنا بخير». وتابع: «عندما طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت مبادرته التصالحية، سارعوا اليها لانهم يريدون الخلاص، ولكن ليس على حساب المحكمة الدولية. الجميع كان يراقب الانقسام العربي الحاد في قمة الكويت، وسبب هذا الانقسام ايران، وقد قام الملك عبد الله بكل شجاعة وسحب البساط الذي كانوا يحيكونه منذ سنوات من تحت اقدامهم. والان هم مربكون لانهم لم يتوقعوا طرح مثل هذه المبادرة. ان مصلحة لبنان هي في نجاح هذه المبادرة التصالحية، لان وحدة الصف العربي هي التي تمنع التدخل الايراني في الشأن اللبناني والشؤون العربية». وختم الحريري: «نحن نخوض معارك عدة ، ولبنان هو خط الدفاع الاول، والانتخابات المقبلة في لبنان هي خط الدفاع الاول عن لبنان والعرب والعروبة والقضية الفلسطينية وشهداء ثورة الارز وشهداء عدوان 2006 وشهداء غزة. ونسعى لكسب هذه المعركة المفصلية في تاريخنا السياسي».

من جهته، رحب النائب روبير غانم خلال ندوة صحافية بالمصالحات التي جرت في الكويت، ولفت الى «ان المبادرة التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز وما فيها من مصالحات هي حتمية واذا استمرت ستعمق وتؤمن المصالحة الفلسطينيةالفلسطينية حيث لا يمكن الوصول الى حل من دونها لانها مرتبطة بعضها ببعض».