ترشيح رشيدة داتي رسميا لانتخابات البرلمان الأوروبي

بعد يوم من إعلانها استقالتها من الحكومة الفرنسية

TT

عيّن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الحاكم في فرنسا رسميا أمس وزيرة العدل رشيدة داتي مرشحة للانتخابات الأوروبية التي ستنظم في يونيو (حزيران)، ووضع اسمها ثانيا في لائحة برئاسة وزير الزراعة ميشال بارنييه. وأيّد أعضاء المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) المجتمعون في باريس بأغلبية 83 في المائة ترشيح الثنائي للانتخابات الأوروبية.

وكان الحزب قد أعلن أن الوزراء الذين يُرشحون للانتخابات الأوروبية سيغادرون مناصبهم في مايو (أيار) على أقصى تقدير. وردًّا على سؤال لدى وصولها اجتماع المجلس الوطني، حول احتمال مغادرتها الحكومة لتولي منصب في البرلمان الأوروبي قبل أو بعد الانتخابات، قالت داتي «هذا طبيعي، ويبدو لي بديهيا». وأضافت: «حين تكون امرأة أو رجل سياسة، يجب خوض المعارك»، وتابعت «إن مسيرة رجال ونساء السياسة لا تتلخص في أن يكونوا مُلّاكا لولاية أو لمنصب»، موضحة «يجب الذهاب في كل مرة إلى الميدان».

ومضت تقول «حين يكون لديكم قناعات سياسية وفكرة رفيعة عن أوروبا، فالقضية لا تعود قضية مكان. نحن في فريق يعمل لفوز لائحتنا، ولكن أيضا حزبنا». وقال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رافاران من على منبر المجلس الوطني متوجها إلى رشيدة داتي: «إننا نحب شجاعتك، ونحب ابتسامتك، ونحب تصميمك. إننا نحب رشيدة». وكانت داتي قد كررت مرارا أنها لا ترغب في خوض معركة الانتخابات الأوروبية، غير أنها قبلت في النهاية بإلحاح من الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي قيل إنه أراد إيجاد مخرج لائق لإخراجها من حكومته. ويؤكد هذا التعيين زوال الحظوة التي كانت تحظى بها الوزيرة الشابة (43 عاما)، والتي جسدت خط الانفتاح السياسي على الأقليات، الذي تبناه ساركوزي، الذي كانت تحظى بحمايته.

وخلال العامين اللذين شغلت فيهما داتي منصب وزيرة العدل، سال حبر كثير عن انبهارها، وهي ابنة عائلة متواضعة، بحياة القصور والنجوم، وهو ما كان أحد الأسباب التي أسهمت في إيجاد نقمة إزاءها من بين موظفي وزارتها بالدرجة الأولى، وداخل الجسم القضائي في الدرجة الثانية. وأخذ على داتي أنها تحب صفحات المجلات الأولى، التي غالبا ما شوهدت عليها بكعبها العالي، وفساتينها «المُعارة» من أرقى محال الثياب الفاخرة في فرنسا.

وداتي كانت مقربة جدا من ساركوزي ومن زوجته السابقة سيسيليا، ويقال إن علاقتها ليس جيدة مع زوجته الحالية المغنية كارلا بروني. وبدأ يظهر أن داتي، التي كانت تعتبر من الوزراء المقربين من ساركوزي، قد خسرت حظوتها، عندما لم تتم دعوتها لحضور اجتماع ضمن «مجموعة السبعة»، أي الوزراء الأقرب لساركوزي الذين يجمعهم مرة في الأسبوع في إطار غير رسمي للتخطيط للعمل الحكومي، وعمل الأكثرية النيابية.