رئيس المفوضية الأوروبية يطالب الدول الأعضاء بمساعدة واشنطن في استقبال سجناء غوانتانامو

TT

طرحت فرنسا عبر دبلوماسييها في عواصم دول الاتحاد الأوروبي خطة لقبول لجوء بعض سجناء معتقل غوانتانامو إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وذكر تقرير مجلة «دير شبيغل» الألمانية في عددها الذي يصدر غدا أن فرنسا شرحت تفاصيل الرغبة الأميركية في توزيع نحو 60 معتقلا تعتقد السلطات العسكرية الأميركية أنهم أبرياء من التهم الموجهة إليهم. وتخشى السلطات الأميركية من ترحيل هؤلاء المعتقلين بعد إغلاق معتقل غوانتانامو إلى بلادهم حيث تزيد احتمالات تعرضهم للتعذيب والملاحقة هناك. وأضاف تقرير المجلة أن الخطة الفرنسية تعتمد على دراسة حالة كل معتقل وكل دولة على حدة مع فتح الباب أمام كل دولة أوروبية لتحديد اسم المعتقل الذي ترغب في منحه اللجوء وتوفير المخصصات المالية من ميزانية الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى استبعدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن يسفر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد غدا في بروكسل عن قرارات نهائية حول هذا الموضوع بالنظر إلى وجود خلافات داخل الاتحاد، غير أن المصادر لم تستبعد التوصل إلى توصية حول قبول المعتقلين. يذكر أن الحكومة الألمانية لم تحسم حتى الآن أمرها من مسألة قبول بعض معتقلي غوانتانامو بسبب الخلاف بين وزارتي الداخلية والخارجية. الى ذلك وجه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، نداء الى دول الاتحاد الأوروبي، من أجل استقبال معتقلين في سجن غوانتانامو، بهدف مساعدة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد إعلان إغلاق المعتقل المثير للجدل. وقال باروسو «إن على كل دولة ان تتخذ قرارها بنفسها، ولكن عليها ان تعلم جيدا، انها ستتحمل تبعات ايجاد حل لوضعية المعتقلين». وقال العديد من المراقبين في بروكسل، ان باروسو كان يتحدث عن وجهة نظره الشخصية، لان موقف المفوضية الاوروبية غير واضح حتى الان حول هذا الملف، وبناء على مقترح للبرتغال سيكون الملف معروضا امام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، في اجتماع الغد في بروكسل وتلك هي المرة الأولى التي يجري فيها، بحث مسألة القيام بخطوة في هذا الإطار والمتمثلة باستقبال المعتقلين في غوانتانامو بعد إغلاق المعتقل.

وسيكون الملف من وجهة نظر المراقبين الاوروبيين في بروكسل، اكثر الموضوعات الشائكة على اجندة الاجتماعات، ويقول دبلوماسيون اوروبيون، ان المشكلة تخص الولايات المتحدة الأميركية في المقام الاول، ولكن من الصعب ان يظل الاوروبيون، يطالبون بإغلاق المعتقل، وعندما يتحقق الامر لا يفعلون شيئا، وعليهم التصرف بشكل ايجابي. وأبدت البرتغال استعدادا لاستقبال السجناء، وتدرس اسبانيا الموقف حاليا، بينما لا تزال هولندا والدنمارك على الموقف المعارض لاستقبال اي من سجناء غوانتانامو، وتفضل بلجيكا الانتظار قبل اعلان موقفها، وحسب مصادر بلجيكية يأتي ذلك انطلاقا من ان الولايات المتحدة الأميركية لم تتقدم بشكل رسمي لطلب مساعدة الدول الاوروبية في هذا الامر، كما انه لا يزال الأمر غير واضح بالنسبة للوضعية القانونية لـ 245 شخصا، لم يتخذ أوباما قرارا بشأنهم، وتطالب بلجيكا من الدول الاوروبية، ضرورة دراسة الامر قضائيا وسياسيا وليس احدهما فقط. وحول مستقبل العلاقات الأميركية الهولندية من زاوية أخرى وهي كيف يمكن التعامل مع قضية إغلاق معسكر غوانتانامو، فتقول وسائل الاعلام الهولندية «تنتاب خيبة الأمل واشنطن حيال هذا الأمر. فهولندا التي طالما أدانت بشدة معسكر الإرهاب في غوانتانامو ترفض الآن التعاون مع إغلاق المعسكر، وهو ما تعهد به أوباما، برفضها استقبال السجناء الذين سيطلق سراحهم». وتشير المصادر نفسها إلى أن «هناك الكثير مما يثير الشكوك فيما يتعلق بالـ80 سجينا من أصل 250 لا يزالون قيد الاحتجاز في المعتقل، لكن العديد من السجناء لا يستطيعون العودة بسبب خطر تعرضهم للتعذيب والاضطهاد في بلادهم». وقال الإعلام الهولندي إن «ألبانيا أعلنت عن نيتها قبول 5 سجناء من الايغوريين (مسلمين صينيين)، كما أعلنت البرتغال أنها ستقبل بعض السجناء». وتضيف المصادر الاعلامية المختلفة، «لكن هولندا ليست مستعدة لتقديم يد المساعدة». وتنقل عن وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاخين قوله، «إن رعاية السجناء الذين لن يحاكموا وسيطلق سراحهم تقع على عاتق الولايات المتحدة أولا وأخيرا، نحن لم نشيّد معتقل غوانتانامو أو نؤيده. نحن لم نرتكب الأخطاء، لا أري سببا يدعونا لتقديم اللجوء لأشخاص أطلق سراحهم من سجون هناك».