باكستان: 21 قتيلا في الغارات الجوية الأميركية على الشريط الحدودي

الرئيس زرداري يستدعي السفيرة الأميركية ويحذر من التأثير السلبي على تعاون الدولتين في محاربة الإرهاب

TT

حذرت باكستان الولايات المتحدة من أن استمرار الضربات الصاروخية الأميركية في المناطق القبلية الباكستانية سيؤثر سلبيا على التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وصرح مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد أخبر السفيرة الأميركية آن بيترسون، أن استمرار الضربات الصاروخية التي يقوم بها الجيش الأميركي داخل الأراضي الباكستانية، سيكون له أثر سلبي على تعاون الدولتين في محاربة الإرهاب. وقد قابلت السفيرة الأميركية آن بيترسون الرئيس آصف علي زرداري أمس، وناقشت معه العلاقات الثنائية بين البلدين. ووفقا لتصريحات مسؤول حكومي رفيع المستوى، تم تناول قضية الغارات الأميركية المستمرة داخل الأراضي الباكستانية على وجه خاص في الاجتماع.

وفي الاجتماع، أعرب الرئيس الباكستاني عن أمله في أن تضع الإدارة الأميركية الجديدة حدا للغارات الصاروخية داخل الأراضي الباكستانية التي بدأت في وجود إدارة بوش في واشنطن. وفي الماضي، كان رئيس الوزراء الباكستاني قد أعرب مرارا عن أمله في أن تتوقف الغارات الصاروخية بعد أن تتولى إدارة أوباما الحكم. ولكن في ثالث يوم بعد تولي إدارة أوباما مهامها، أطلق صاروخان قاتلان، مما أسفر عن مصرع عدد من المدنيين الأبرياء. وأخبر الرئيس زرداري السفيرة الأميركية بأن البرلمان الباكستاني قد مرر أخيرا قرارا ينص على اعتبار أية ضربات صاروخية أميركية انتهاكا لسيادة باكستان ووحدة أراضيها.

إلى ذلك ذكر مسئول استخباراتي أن عدد القتلى جراء الغارتين الصاروخيتين الأميركيتين اللتين استهدفتا مخابئ لحركة طالبان في المنطقة القبلية الباكستانية ارتفع إلى 21 قتيلا، فيما قام السكان المحليون بإخراج أربع جثث أخرى من تحت الأنقاض أمس.

وتسبب إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز هيلفاير، مساء أول من أمس، في تدمير منزل بمنطقة خليل داور خارج مدينة مير على بمنطقة شمال وزيرستان القبلية التي تعد الملجأ الرئيسي لعناصر طالبان وتنظيم القاعدة وينطلقون منها عبر الحدود لشن هجمات على القوات الدولية في أفغانستان. وكان مصدر استخباراتي قال في وقت سابق إن تسعة أشخاص، بينهم أربعة من العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة ومن أصول عربية، قتلوا خلال الغارة. وأوضح المصدر أن مسلحي طالبان والمتعاطفين معهم أخرجوا أربع جثث من تحت الركام في وقت مبكر من صباح أول من أمس. يذكر أن صاحب المنزل «داوار» وابنيه وشقيقه وابن شقيقه قتلوا أيضا خلال الهجوم.

وبعد ساعات قامت طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية باستهداف منزل آخر في منطقة جنوب وزيرستان المجاورة أول من أمس. وقال مسؤولون إن اثنين من تنظيم القاعدة من بين القتلى، غير أن السكان المحليين زعموا أن الهجوم استهدف عائلة لا توجد لها صلات مع المتمردين. ومن جانبها نقلت صحيفة «ذا نيوز» عن مسؤول محلى قوله «يبدو أن الطائرة بدون طيار أخطأت الهدف وقتلت فقط أشخاصا أبرياء، حيث فقد أيضا أربعة أطفال حياتهم». ويعد هذا هو الهجوم الأول منذ أن تولى الرئيس باراك أوباما منصبه يوم الثلاثاء الماضي ويعتبر مؤشرا على أن أوباما لا توجد لديه أي نية لوقف الضربات الجوية التي بدأت خلال فترة حكم إدارة الرئيس السابق جورج بوش. من جهة أخرى رحبت باكستان أمس بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق معتقل خليج غوانتانامو بكوبا. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية أن «إغلاق معتقل غوانتانامو يمثل خطوة مهمة تجاه تأكيد سيادة القانون ويضيف البعد الأخلاقي المطلوب بصورة ملحة في التعامل مع الإرهاب». وكان أوباما وقع أمرا أول من أمس بإغلاق معتقل غوانتانامو سيئ السمعة خلال عام واحد. كما منع أوباما عمليات التعذيب خلال التحقيقات وإخضاع المعتقلين للمعاهدات الدولية المتعلقة بأسرى الحرب.

وقال البيان الرسمي الباكستاني إن إسلام أباد واثقة في أن الإدارة الأميركية الجديدة ستعمل على تطوير استراتيجية تاريخية للتغلب بنجاح على التحديات التي تواجه العالم حاليا. يذكر أن إسلام أباد تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، كما ساعدت أجهزتها الاستخباراتية أميركا في اعتقال المئات من المشتبه بتورطهم في أعمال «الإرهاب» الذين لا يزال عشرات منهم محتجزون في معسكر غوانتانامو. من جهة أخرى نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن يوسف رضا جيلاني، رئيس وزراء باكستان قوله إن بلاده تحتاج للتحرك بسرعة لتخفيف التوترات مع الهند بما في ذلك دراسة القوانين التي تحول دون محاكمة المتشددين الذي ارتكبوا أعمال عنف في دول أخرى. وقال جيلاني أيضا في مقابلة نشرت في عدد «فاينانشال تايمز» في مطلع الأسبوع إن باكستان بحاجة إلى مزيد من المساعدة من دول أخرى لزيادة كفاءتها في مكافحة المتشددين على حدودها مع أفغانستان. وتتبادل الهند وباكستان عبارات ساخنة وتهديدات منذ هجمات مومباي التي أدت إلى سقوط 179 قتيلا في نوفمبر (تشرين الثاني) التي تقول الهند إنه لم ينفذها باكستانيون فقط، وإنما لا بد أن يكونوا قد تلقوا دعما من وكالات حكومية باكستانية. ونقل عن جيلاني قوله إن باكستان «لا بد أن تتحرك بسرعة لتخفيف التوترات، وإذا كان أحد خارج البلاد وثبت أنه مذنب فإنه يتعين علينا بالتأكيد النظر في قوانيننا أيضا».