مشرف: واشنطن تعاملنا بطريقة «غير متكافئة»

قال إن مصالح الولايات المتحدة ما زالت على حالها رغم وصول أوباما إلى الحكم

TT

شكا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف من أن الولايات المتحدة الأميركية لا تعامل بلاده بما تستحقه، على الرغم من أنها «حليف مخلص» في الحرب على الإرهاب. وقال مشرف في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن.» الأميركية إنه يتم التعامل مع باكستان بطريقة غير متكافئة، مقارنة مع غيرها من الدول، وهو ما «يضر بالحكومة والشعب الباكستاني».

وتزامنت هذه المقابلة مع تقارير عن قيام طائرات أميركية دون طيار بقصف أهداف للمسلحين في باكستان، وبعد أيام معدودة من تسلم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مهامها، واضعة في سلّم أولويات أمنها القومي محاربة مسلحي حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية في باكستان، على الحدود مع أفغانستان.

وردا على سؤال عما إذا كان راضيا عن تواصل هذه العمليات الأميركية، خصوصا بعد وصول رئيس وإدارة أميركية جديدين، قال مشرف إنه من المؤكد أنه «لا أحد مرتاح في باكستان لهذه الهجمات، والرأي العام ضدها بالمطلق». وأضاف من مدينة دالاس بتكساس: «هذا ما يضر بباكستان، ويضر بقيادتها. في الحقيقة إن المسألة تضر بالحكومة وشعب باكستان». لكن فيما يتعلق بمسألة تسلم الرئيس الجديد أوباما مهامه، وتواصل هذه العمليات، قال: «لطالما قلت إن السياسات لا تتغير مع الأشخاص، السياسات لديها مصالح قومية، والسياسات تعتمد على بيئة ما». وأضاف مشرف: «لذا فإن البيئة والمصالح القومية للولايات المتحدة ما زالت على حالها. أعتقد أن السياسات ثابتة». كذلك علق الرئيس الباكستاني السابق على تصريح كان قد أعلنه بشأن مساعدات أميركية، تسلمتها باكستان وتقدر بعشرة مليارات دولار، واصفا إياها بأنها «أجر زهيد لدولة تلعب دورا قياديا في محاربة الإرهاب».

ورغم تشديده على إظهار عرفان الجميل للولايات المتحدة إزاء التمويل، فإن الرئيس السابق الذي أجبر على التنحي عن السلطة في أغسطس (آب) الماضي، قال إن المبلغ متدنّ مقارنة بالمليارات التي تنفق في أفغانستان، و«حتى أكثر من تريليون دولار» تنفق في العراق.

وأعلن مشرف: «رجاء، لا تعتبروا مبلغ عشرة مليارات دولار عظيما جدا لجعلنا ممتنين للأبد، في حين ندرك أننا نستحق أكثر بكثير، وكان يجب أن نحصل على أكثر بكثير إذا كان علينا محاربة الحرب العالمية ضد الإرهاب». وشدد مشرف أن باكستان «تلعب دورا قياديا في القتال في حرب لكم، لعشر سنوات بين 1979 و1989»، في إشارة إلى تحالف باكستان مع الولايات المتحدة ومجاهدي أفغانستان، خلال احتلال الاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان. وأكد الرئيس الباكستاني السابق أن باكستان، ولمدة 42 عاما وحتى عام 1989، كانت «شريكا استراتيجيا» للولايات المتحدة الأميركية، غير أن العديد من الباكستانيين شعروا بأن الولايات المتحدة قد تخلت عنهم، بعد الانسحاب الاتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان.

وقال الرئيس السابق الذي صعد إلى الحكم في انقلاب أبيض عام 1999 إن «أرباح السلام» لعام 1989 ذهبت إلى أوروبا وشرق أوروبا. وأضاف أن باكستان «تركت وحدها» بين 1989 و2001، وخلال هذه الفترة فرضت مليشيات حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان. وقال إن الرأي العام في بلاده يعارض بشدة القصف الجوي الأميركي للمسلحين في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان، ورغم قوله إنه يجب مواجهة «طالبان» و«القاعدة»، فإن «الرأي العام هو ضد الأساليب التي يتم تبنّيها».