معلقو الملصقات الانتخابية.. يجنون في المتوسط 600 دولار

مستعدون للعمل حتى لحساب من لا يؤيدون

TT

يؤكد رحيم حسن شبيب البطاط، رئيس مهندسين، في وزارة التربية العراقية، أنه اعتمد على إمكاناته الخاصة للترويج لنفسه خلال الحملات الانتخابية التي بلغت أوجها هذه الأيام، وأنه أنفق مبلغ 700 ألف دينار عراقي (حوالي 600 دولار أميركي) على هذه الدعاية التي تمثلت في طبع بطاقات تعريفية و50 ملصقا، علق أغلبها في مناطق قريبة من منزله في منطقة جميلة شرقي بغداد، وقام بتعليقها أبناؤه وأصدقاؤهم، لذلك فهو لم يضطر لدفع أجور العاملين الذين كلفوا من قبل قوائم وشخصيات سياسية كبيرة بتعليق ملصقاتهم ولافتاتهم..

أما علي حسن، فيخرج يوميا في الصباح الباكر حاملا مئات الملصقات ليقوم بتعليقها في شوارع بغداد. وعندما التقته «الشرق الأوسط» قرب متنزه الزوراء رفض تصويره قائلا «لا، أرجوكم؛ أنا أعلق هذه الملصقات لقائمة معينة، وأقوم بتعليق قائمة أخرى منافسة عند المساء في مناطق أخرى، وصورتي قد تدل على إحدى القائمتين، فأحرم من العمل».

ويتقاضى حسن من قائمة الفترة الصباحية 100 دولار أسبوعيا، ومن القائمة المسائية - كما يحب أن يسميها - 200 دولار عن كل عمله لكل الفترة الدعائية. ويقول «سأجني ما يقارب 700 دولار أحاول من خلالها توفير احتياجاتي للجامعة التي أنتمي إليها، وأنا الآن لا أنتظم في الدوام وإلى حين انتهاء فترة الانتخابات».

ويؤكد حسن، وهو شاب في العشرينات من العمر، أن العديد من الشباب، وحتى الأطفال، شاركوا في هذا العمل، وقد تفاوتت نسب الدفع من قبل القوائم، وأحيانا يكلف بعض عمال المطبعة التي قامت بطبع الملصقات بتعليق الملصقات، مؤكدا أن المطابع العراقية ومنذ ما يقارب الشهرين وفرت عمالا جددا، استعدادا لهذه الأيام، في طباعة وتوزيع الملصقات والصور. وأكد أنه لا يؤيد أيا من القائمتين التي يعمل لهما.

مهند، 14 عاما، كان يهم برفع صورة لمثال الألوسي أسقطها أحدهم على الأرض، وقال «والدي سيرشح مثال الألوسي». ويرأس الألوسي حزب الأمة العراقية، وقد رفعت عنه الحصانة البرلمانية لزيارته إسرائيل، وعادت إليه بأمر قضائي. وعما إذا كان يقوم بتعليق صور الألوسي على الجدران، قال مهند «لا، لكن والدي أبلغني أنه سيرشحه، وأنا كلما رأيت صورة له ممزقة في الشارع أرفعها»، مؤكدا أن الألوسي يشبه إلى حد كبير أحد أعمامه، الذي قتل بانفجار في سيارة مفخخة. ومهند لا يعرف أيا من المرشحين الملصقة صورهم على الجدران القريبة من منزله في حي اليرموك، لكنه يجد الكثير منها ممزقة في اليوم التالي، ويؤكد أن كثيرا من العمال يعاودون إلصاق غيرها مرة أخرى، متمنيا أن يعمل معهم لكسب بعض المال، لكن والده يرفض الأمر تماما.

وبرزت ظاهرة تمزيق الصور والملصقات الخاصة بالحملات الانتخابية مع بداية الحملة.