لاريجاني: لدى طهران شكوك في أن سياسات أوباما ستكون مختلفة عن بوش

وسط انتقادات للإدارة الأميركية بين المحافظين.. وصمت من خامنئي وأحمدي نجاد

ايرانيات يتظاهرن امام سفارة فرنسا في طهران احتجاجا على توقع رفع منظمة «مجاهدين خلق» من لائحة المنظمات الإرهابية (أ.ب)
TT

انتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، الرئيس الأميركي باراك أوباما، موضحا أن طهران لديها «شكوك» في أن سياسات إدارة أوباما ستكون مختلفة عن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقال لاريجاني في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني أمس، إن الحرب الإسرائيلية على غزة، ودعم أميركا لإسرائيل «خلقا كثيرا من الشكوك حول (نظرية التغيير)». وأوضح لاريجاني أن الملف النووي لإيران سيكون اختبارا آخر لمدى التغيير الذي ستجريه إدارة أوباما، والذي كان شعار حملته الانتخابية. وجاءت انتقادات لاريجاني بعد أول تصريحات لأوباما حول غزة، منذ أن أدى القسم ودخل البيت الأبيض، فقد حمل أوباما يوم الخميس الماضي صواريخ حماس مسؤولية اندلاع الحرب في غزة، موضحا أنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، كما شدد على أن الإدارة ستتحدث مع السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس، في جهود السلام التي ستحاول إدارة أوباما إطلاقها، خلال الأيام المقبلة. وتتلاقي سياسيات أوباما حول حماس بشكل كبير مع سياسات بوش، الذي رفض تماما أي حوار مع حماس.

وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، قد قال بعد قليل من تنصيب أوباما، إن طهران «جاهزة لطرق جديدة للتعامل من قبل الولايات المتحدة الأميركية». غير أن اللهجة الإيرانية تغيرت منذ ذلك الحين، فإلى جانب انتقادات لاريجاني، انتقدت افتتاحية صحيفة «جمهوري إسلامي» الإيرانية اليومية، المحسوبة على السلطات، أوباما أمس، وقالت الصحيفة، شبه الرسمية: «أخذ أوباما منحى سلبيا ومخيبا للآمال تجاه فلسطين». وكان لافتا أن المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لم يتحدثا كثيرا خلال الأيام الماضية، حول أوباما. وقال المحلل الإيراني سعيد لايلاز لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، إن «القيادة الإيرانية تنتظر الخطوة الأولى من واشنطن، قبل أن تتخذ أي خطوة». ويأتي ذلك فيما أعلن قائد السلاح الجوي الإيراني عن تصنيع طائرات لا يرصدها الرادار، واختبار صواريخ جديدة جو ـ جو. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن قائد السلاح الجوي الإيراني شاه صفي، قوله في مؤتمر صحافي أمس: «إننا حاليا في المرحلة النهائية من تصميم طائرات لا يرصدها الرادار، واختبار صواريخ جديدة جو ـ جو، حيث انتهت حاليا مرحلة تصميم الطائرات ودخلت مرحلة تصنيع النموذج الأولي».

وأشار قائد السلاح الجوي إلى اختبار الصواريخ الجديدة في المناورات الأخيرة، التي جرت في شمال غربي البلاد، موضحا أن سلاح الجو الإيراني يسعى إلى استخدام أفضل الأنظمة الهجومية والدفاعية الحديثة في العالم، «بسبب وجود إيران في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية والحساسة، وانتهاجها سياسة مستقلة». إلى ذلك، انتقدت إيران القرار الذي سيصدره الاتحاد الأوروبي، اليوم على الأرجح، بشطب منظمة «مجاهدين خلق»، أبرز منظمة معارضة للنظام الإيراني، عن لائحته للمنظمات الإرهابية.

وتظاهر المئات أمام السفارة الفرنسية في طهران، احتجاجا على القرار الأوروبي المرتقب. ونقلت وكالة أنباء «العمال» شبه الرسمية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقوي، قوله إن «ملف نشاطات المنافقين (عبارة مستخدمة للإشارة إلى «مجاهدين خلق») ثقيل جدا، وإذا قرر الاتحاد الأوروبي شطب هذه المنظمة عن قائمة المنظمات الإرهابية، فسيكون هذا القرار سياسيا بحتا». وأضاف أن «الرأي العام الإيراني يترقب ليرى ما إذا كانوا (الأوروبيون) سيتصرفون في قضية المنافقين بشكل اختياري، وإذا كانوا سيعتمدون سياسة الكيل بمكيالين، وإذا كانوا جادين في محاربة الإرهاب».

وهتف مئات المتظاهرين أمام مقر السفارة الفرنسية، أمس «الموت لساركوزي» و«عار على أوروبا، تخلي عن المنافقين». وقال أحد الخطباء في المظاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية: «على الأوروبيين أن يدركوا عواقب مثل هذا القرار في العلاقات مع إيران». وأضاف: «النتيجة الوحيدة هي تدهور العلاقات بين إيران وأوروبا». ووصف إعلان فرنسا عزمها الطعن في قرار القضاء الأوروبي، الذي ألغى تجميد أموال الحركة، بأنه «خطوة إيجابية». وإثر هذا القرار، سيوافق وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم في بروكسل، على شطب منظمة «مجاهدين خلق» من قائمة المنظمات الإرهابية.

ووضعت هذه اللائحة السوداء في 2002 إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، ويتم تحديثها كل ستة أشهر. وردد المتظاهرون أيضا «الموت لأميركا»، قبل أن يتفرقوا بهدوء. وتولت شرطة مكافحة أعمال الشغب التي انتشرت بأعداد كبيرة، حماية مقر السفارة. وأعلن أحد الخطباء أن تجمعا سينظم اليوم في الساعة 00:15 بالتوقيت المحلي (30:11 ت. غ) أمام السفارة البريطانية.

وتأسست منظمة «مجاهدين خلق» في 1965 بهدف إطاحة نظام شاه إيران، وبعد الثورة الإيرانية في 1979 عارضت نظام الجمهورية الإسلامية. وتتهم السلطات الإيرانية «مجاهدين خلق» بالخيانة، لتحالفها في الثمانينات مع نظام صدام حسين، خلال الحرب بين إيران والعراق.