روسيا تنصح الخرطوم بعدم إغلاق باب الحوار مع لاهاي.. حتى لو تم توقيف البشير

موفدها إلى السودان قال إن موسكو لم تحدد موقفها من إجراءات المحكمة الجنائية بشأن الرئيس السوداني

TT

قال الرئيس السوداني عمر البشير أمس، ان بلاده جاهزة للمواجهة مع القوى الغربية، في حال اختارت هذه الجهات «هذا الطريق»، مشيرا الى انه لن يقبل أية مساومة بشأن مذكرة توقيف بحقه، تتوقع الخرطوم صدورها من المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي. واعلن المبعوث الروسي للسودان الذي يجري مباحثات في الخرطوم مع المسؤولين، تركزت حول الأوضاع في دارفور، ان بلاده لم تحدد بعد موقفها بشأن الازمة بين البشير والمحكمة الجنائية الدولية، لكنه نصح المسؤولين السودانيين بعدم اغلاق باب الحوار مع لاهاي، مهما كانت القرارات الصادرة من محكمتها. وقال البشير، وهو يخاطب حشدا جماهيريا في مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل شمال الخرطوم، التي زارها امس انه لن يطيع اميركا ولا الغرب، ولن يركع الا لله. وسخر من الاتهامات الموجهة ضده من قبل المحكمة الجنائية بشأن جرائم دارفور، وقال «عندما يتهمني شخص مثل مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، فهذا يعني انني أمضي على الطريق الصحيح». وأضاف أن «المؤامرات والتهديدات لشعب السودان، بدات منذ تفجر ثورة الانقاذ الوطني، وان مواصلة تلك التهديدات تؤكد أن توجهاتنا سليمة وصحيحة، وترمي لمصلحة الامة السودانية، وان القيادة السودانية متمسكة بعهدها». وقال البشير ان التهديدات ضد حكومته لن تتوقف، وأضاف «هم لن يتوقفوا ونحن لن نطيعهم»، ومضى «كما لن نقبل اية مساومات فيما يتعلق بالازمة». في غضون ذلك، نقل مركز اخباري مقرب من الحكومة عن مصادر قولها، ان منسق الشؤون الأمنية في البعثة الدولية لمراقبة اتفاق السلام بين الشمال والجنوب المعروفة بـ«يونميس» ابلغ موظفي البعثة في اجتماع معهم في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، انه في حالة حدوث اضطراب امني حال صدور قرار بتوفيق البشير، سيتم اجلاء الموظفين الدوليين والسودانيين الى خارج البلاد. وبدا ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي للسودان امس مباحثاته مع المسؤولين في الخرطوم، ركزت على الاوضاع في اقليم دارفور وتطورات الازمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية. وكشف مارغيلوف في تصريحات صحافية عن ان بلاده لم تحدد بعد موقفها من الازمة بين المحكمة الجنائية والسودان. وشملت مباحثات المبعوث الروسي امس، الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية، وعبد الباسط سبدرات وزير العدل السوداني. وكشف عن جولة غربية سيقوم بها بشأن الازمة بين المحكمة الجنائية والسودان، وقال انه سيزور واشنطن وباريس في الثاني من فبراير (شباط) المقبل وفي الحادي عشر منه، وسيبحث مع المسؤولين هناك الازمة، وأشار الى انه سيلتقي في باريس بالمبعوث الصيني للسودان لتنسيق المواقف حيال قضية توقيف البشير.

ونصح مارغيلوف، الحكومة والشعب السوداني بعدم اغلاق باب الحوار، مهما كانت القرارات التي ستصدر من المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن «ما يهم لتجاوز المحكمة الجنائية، أن تظل كافة الأبواب مشرعة». وكان المبعوث قد قال في تصريحاته فور وصوله مطار الخرطوم، ان روسيا والسودان في خندق واحد في مجابهة التحديات الدولية.

الى ذلك تنتهي اليوم، المهلة التي حددتها الدائرة التمهيدية الأولى، في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للادعاء بتقديم معلومات ومواد إضافية، لدعم طلبها بتقديم ثلاثة من قادة المتمردين في دارفور إلى المحكمة الجنائية.