القوات الإثيوبية تنسحب من بيداوا.. ومؤتمر المصالحة الصومالي يبدأ بجدل في جيبوتي

نواب صوماليون لـ«الشرق الأوسط»: ما نتعرض له مهزلة وحرب أعصاب لمنع حصول انتخابات نزيهة

نواب ومسؤولون صوماليون وأجانب خلال افتتاح مؤتمر للبرلمان الصومالي في جيبوتي لاختيار رئيس جديد للصومال (أ.ب)
TT

قالت إثيوبيا أمس انها أكملت انسحابها من الصومال التي دخلتها قبل عامين، بمغادرة قواتها لآخر المعاقل في مدينة بيداوا، بعد 10 أيام من انسحابها من العاصمة الصومالية. وتتزامن الخطوة مع بدء مؤتمر في جيبوتي برعاية الأمم المتحدة، لانتخاب رئيس جديد للصومال، وسط خلافات طاحنة واتهامات.. واحتمالات بتأجيل الجلسة لمدة أسبوع.

واعلن وزير الاتصالات الاثيوبي بيريكيت سيمون أمس ان الجيش الاثيوبي انهى بنجاح انسحابه الكامل من الصومال.. وقد انسحب تماما». واضاف «بذلك ستواصل القوى السياسية (الحكومة الانتقالية الصومالية) تلقي الدعم» للعملية السياسية. ويتزامن انسحاب القوات الإثيوبية مع مؤتمر للمصالحة يعقد في جيبوتي برعاية الأمم المتحدة، حيث يوجد هناك معظم أعضاء البرلمان الصومالي البالغ عددهم 275 عضوا، ومن المتوقع أن يتم توسيع البرلمان الى الضعف ليصبح 550 عضوا يمثل نصفهم تحالف المعارضة.

وروى نواب برلمانيون صوماليون لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من جيبوتي ما وصفوه بالظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها بالإضافة إلى حرب أعصاب وحملة نفسية لمنعهم من الحصول على انتخابات نزيهة وديمقراطية. وأكد أكثر من عضو في البرلمان الصومالي طلبوا من «الشرق الأوسط» عدم تعريفهم أن الفنادق الرئيسية في جيبوتي تلقت تعليمات رسمية من الأمم المتحدة بأنها غير مسؤولة عن دفع نفقات إقامة معظم أعضاء البرلمان الصومالي مما اضطر معظمهم إلى البحث عن حلول فردية وسط تضارب بين الجهات المنظمة لعملية انتقالهم إلى جيبوتي.

وقال برلماني صومالي «الوضع هنا مريع للغاية ومؤسف جدا، من كان محظوظا حصل على غرفة يتشاركها مع آخرين، ومعظمنا اضطر للمبيت لدى بعض المعارف والأصدقاء»، فيما قال برلماني آخر أنه اضطر شخصيا إلى البحث عمن يقرضه بعض المال لتدبير غرفة بسيطة في أي مكان داخل العاصمة جيبوتي». وأضاف «الأمر أشبه بالتسول، لا بل إن بعضنا تسول ثمن إقامته، واحدهم اضطر إلى النوم في الشارع في العراء.. هذه إهانة لأعضاء البرلمان ومحاولة لشن حرب نفسية لإفقادهم الهدوء والتركيز اللازمين قبل جلسة انتخاب الرئيس الجديد». لكن هذه الشكوى المريرة لا تزعج أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال والذي يعتبر الراعي الرسمي لعملية السلام والمصالحة الصومالية الراهنة، حيث يتهمه بعض أعضاء البرلمان بتعمد إذلالهم وترهيبهم. وفي محاولة لامتصاص غضب النواب تعهد رئيس البرلمان عدن مادوبي في اجتماع عقده معهم مساء أول من امس بإيجاد حلول عاجلة لهذه المشاكل، منحيا اللائمة على سوء تنظيم الدولة المضيفة، والجهة المعنية بالتنظيم (الأمم المتحدة ومنظمة دول إيقاد). وأكد برلمانيون صوماليون أمس في سلسلة اتصالات مع «الشرق الأوسط» أنه حتى عصر أمس كان الوضع على حاله دون أدنى تغيير، وطالبوا بتوقف هذه المهزلة فورا، وتساءلوا عن سر التجاهل الاعلامى الدولي لها. وفي المقابل يقيم النواب المحسوبون على الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم جناح جيبوتي المنشق على تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة، في أرقى فنادق جيبوتي ولا يجدون أية صعوبة في الانتقال أو الحصول على وجبات طعام فاخرة.

وكان مقررا أن يعقد البرلمان الصومالي مساء أمس اجتماعا حاسما لبدء مناقشة تقارير لجنتي المصالحة الوطنية والانتخابات، فيما يقول برلمانيون صوماليون إن المناقشات التي ستستمر يومين قد تنتهي بموافقة البرلمان على زيادة عدد يتراوح ما بين خمسين إلى سبعين مقعدا فقط لصالح جناح جيبوتي. ويرفض معظم الأعضاء محاولات جناح جيبوتي فكرة توسيع البرلمان إلى الضعف تمهيدا لانتخاب الشيخ شريف شيخ أحمد المدعوم من إثيوبيا والولايات المتحدة رئيسا للبلاد على الرغم أنه لم يعلن ترشيحه رسميا بعد.