رئيس مجلس إنقاذ الأنبار: سنطرد الحزب الإسلامي.. وسنقاتلهم بكل ما لدينا من قوة

قيادي في حزب الهاشمي: هذا من باب التمني * الشيخ أبو ريشة: إذا زورت النتائج ستكون هناك دارفور ثانية

عراقيات يتظاهرن تأييدا لقائمة انتخابية تضم قوات الصحوة، للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، في مدينة الرمادي أول من أمس (رويترز)
TT

في أعنف هجوم له على الحزب الإسلامي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، تعهد الشيخ حميد الهايس، رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، بـ«طرد» الحزب من المحافظة وبقتاله، فيما حذر زعيم عشائري آخر من أنه في حال فوز الحزب الإسلامي في انتخابات مجلس المحافظة السبت المقبل ستتحول المحافظة إلى «دارفور ثانية».

ولم يشارك العرب السنة، الذين يشكلون أغلب السكان في الأنبار في الانتخابات السابقة التي وقعت بعد أشهر من هجومين مدمرين للجيش الأميركي على الفلوجة، قتل فيهما المئات، كما حولا أجزاء كثيرة منها إلى أنقاض. واضطرت الحكومة المركزية إلى تعيين مستشارين محليين معظمهم متحالف مع الحزب الإسلامي العراقي أكبر تكتل للعرب السنة في البرلمان. وسرعان ما سيطر تنظيم القاعدة على المحافظة بعد ذلك. لكن الفضل يرجع – جزئيا - في طرد «القاعدة»، إلى تحالف شيوخ عشائر محليين يأملون في أن يكافأوا الآن في الانتخابات على حساب الحزب الإسلامي العراقي.

وقال الشيخ حميد الهايس لوكالة رويترز «هدفنا هو الانتقام من الحزب الإسلامي وطرده من محافظة الأنبار.. سنقاتلهم بكل ما عندنا من قوة». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الهايس «نحن مصرون على هزيمة الحزب الإسلامي خلال الانتخابات المقبلة»، وعن حظوظ الحزب الإسلامي في المدينة سيما وأن هناك كثيرا من المؤيدين لهم في الأنبار أوضح أن «الحزب الإسلامي بدأ يفقد شعبيته جراء نقمة الأهالي من أساليبه التي اعتمدها في المدينة، ومع قرب الانتخابات أقدم على شراء بعض القوائم من خلال الدخول معها في الانتخابات وكما حصل في قائمة (شيوخ ومثقفو الأنبار) ومع الصحوة من خلال قائمة (المستقلين)» مشيرا إلى أن «سوء الخدمات وعدم مساعدة الأهالي من الأسباب الكثيرة التي أدت إلى عدم رغبة الأهالي في التصويت للحزب الإسلامي في الانتخابات المقبلة».

من جهته، قال الشيخ عامر علي السليمان وهو يجلس أسفل صورة لابنه المبتسم الذي قتله مسلحو «القاعدة» قبل عامين إنه ينتظر على أحر من الجمر الترشح لمقعد في انتخابات السبت. وأضاف «نحن مصممون على المشاركة في الانتخابات المقبلة لتعويض ما فاتنا في الانتخابات الماضية». أما الزعيم العشائري الكبير بالأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة فقد توقع فوزا كبيرا لتحالف صحوة العراق والمستقلين الوطني. وأضاف «الحزب الإسلامي ومحافظ الأنبار أخفقوا بشكل كبير في إدارة المحافظة وفي توفير الخدمات للناس في المحافظة.. لكن لا تفصلنا سوى أيام عن الانتخابات وسننتزع المحافظة منهم». وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية حذر أبو ريشة من تحول الأنبار إلى «دارفور ثانية إذا استطاع الحزب الإسلامي أن يزور النتيجة لأن الشعب لن يقبل بذلك». ويوضح أبو ريشة «لم نكن نرغب في التدخل في العملية السياسية، تركنا المجال لمن ادعى أنه يمثل الشعب، لكنه لم يعمل لصالح الشعب بل لجماعته. ابتعدنا عن الشرطة والجيش بسبب فتوى هيئة علماء المسلمين لكننا كسرناها وشكلنا لواء أبو ريشة». ويقول إن «مجلس المحافظة السابق كارثي بامتياز. فقد ازدهرت القاعدة في عهده وفر المسؤولون إلى سورية ولم يعودوا إلا بعد أن قمنا بفرض الأمن. منحتهم الحكومة موازنة ضخمة فاستولوا عليها، بينما كانت (القاعدة) منهمكة في الذبح والقتل». ويؤكد أبو ريشة أن «الأحزاب فشلت في الأنبار ويقول الحزب الإسلامي إنه موجود منذ ستين عاما لكنه اضطر للتنازل عن اسمه للدخول في تحالفات مع أربعة كيانات في الرمادي». من جهتهم، يقول قادة الحزب الإسلامي العراقي إن هذا تفكير قائم على التمني. وقال عثمان الكبيسي نائب رئيس فرع الحزب الإسلامي العراقي بالفلوجة «ليست لديهم (شيوخ العشائر) القدرة على القيادة.. هم يفتقرون إلى الخبرة وإلى التنظيم في الإدارة». وأعرب عن ثقته في فوز الحزب. أما عمر عبد الستار، عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي، فيرى أن حظوظ الحزب في الانتخابات «سيما في الأنبار وافرة، نستطيع من خلالها أن نواصل خدمة أهلنا في هذه الانتخابات».وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب الإسلامي دخل الانتخابات بقوائم معروفة وهناك تحشيد على مستوى جيد» لافتا إلى أن «صناديق الاقتراع هي التي ستثبت بالأخير، من الذي سيفوز، وكذلك المواطن العراقي الذي سيقرر من يريد من القوائم التي ستمثله» وشدد عبد الستار «على أن نتائج الانتخابات ستمثل إرادة الناخب وليس الإرادة المزيفة التي تعود عليها العراقي».