قيادات الموالاة تستعجل بت الاستراتيجية الدفاعية.. و«حزب الله» يتشدد في خيار المقاومة وتعميمه

الجلسة الرابعة للحوار اللبناني تنعقد اليوم وسط أجواء متشنجة

TT

تنعقد اليوم الجلسة الرابعة للحوار الوطني اللبناني في القصر الجمهوري وسط اجواء متشنجة في الداخل لم تبددها المصالحات العربية التي جرت في قمة الكويت الاقتصادية، ووسط مواقف لا تزال على تباين كبير في شأن الاستراتيجية الدفاعية المطلوب التوصل اليها والتي ستكون نجم جلسة اليوم حيث سيكون دور النائب بطرس حرب، ممثلا «لقاء قرنة شهوان» السابق، في تقديم ورقته المتعلقة بالخطة الدفاعية، بعدما كان كل من رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع قدم ورقته الخاصة بالاستراتيجية الدفاعية مع قليل من القواسم المشتركة وكثير من نقاط الاختلاف.

ويؤكد النائب حرب لـ«الشرق الاوسط» ان خطته التي سيطرحها اليوم للنقاش «تقوم على ثابتتين. الاولى الحفاظ على وحدة الدولة. والثانية منع الاعتداءات على لبنان». ويقول: «علينا السعي للتوفيق بين هاتين الثابتتين، لان بقاء السلاح خارج سلطة الدولة والجيش يعرض الوحدة الوطنية للاهتزاز».

وردا على سؤال حول عدم قدرة الجيوش العربية، بما فيها الجيش اللبناني، على صد الاعتداءات الاسرائيلية، قال: «هذا صحيح اذا كان هناك قرار بالمواجهة. واذا لم يكن هناك قرار بالمواجهة كما فعلت سورية منذ العام 1973، فلا تُطلَق أي رصاصة. اما اذا كان هناك قرار عربي شامل بالمواجهة فنحن مع هذا القرار ايا تكن نتائجه».

وحول ما اذا كان فريق «14 اذار» موافقاً على خطة حرب، قال النائب محمد الحجار (كتلة المستقبل) لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة لم اطلع شخصيا على مضمون الخطة. الا انها لا بد من ان تكون متوافقة مع طروحات 14 اذار التي باتت معروفة. ونحن كتيار مستقبل سنكون مستمعين الى كل الاراء حول استراتيجية الدفاع عن لبنان وعن الدولة في آن واحد». وتمنى ان تتوصل جلسات الحوار «باسرع مما هو حاصل حاليا» الى «رؤية موحدة للاستراتيجية الدفاعية». وقال: «لا بد من ان نناقش سبل تنفيذ مقررات الحوار السابقة، ولاسيما لجهة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات».

وفي ظل الاجواء السائدة، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان جلسات الحوار يجب ان تبقى وهي عامل تهدئة. ويترجم موقفه هذا بـ«ممالحة» المتحاورين على مائدة الغداء. اما الرئيس السابق امين الجميل فقد استبعد «الخروج بنتائج سريعة من جلسة الحوار بعد تصريحات حزب الله عن استمرار بقاء السلاح والتمسك بمنطق المقاومة». واكتفى باعتبار جلسة اليوم «لقاء للقادة حول الطاولة ليحاولوا بهدوء تذليل بعض العقبات وتأمين الاستقرار من خلال الحوار والتهدئة».

هذا، والتقى نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان مع النائب محمد الحجار في الدعوة الى «الاسراع في بت موضوع الاستراتيجية الدفاعية لان احداث غزة كانت تجربة مهمة علمتنا الكثير. فيوم كان القرار في الحكومة، كل الحكومة، بعدم توريط لبنان، نجا لبنان من فوضى جديدة». ووافق الرئيس ميشال سليمان بشأن تغيير تسمية الاستراتيجية الدفاعية لتصبح «الاستراتيجية الوطنية» التي «يجب ان تنطلق من مبدأ قائم على ان قرار الحرب والسلم والسلاح هو في الحكومة اللبنانية وليس في مكان آخر».

واذا كانت مواقف «14 اذار» ترواح بين انتقاد المراوحة واستعجال النتائج، فان مواقف المعارضة تبدي مزيدا من التشدد في موضوع المقاومة، وخصوصا من قبل «حزب الله» الذي اكثر من اطلاق المواقف في هذا المعنى، اذ اكد رئيس «كتلة الوفاء والمقاومة» النائب محمد رعد امس: «ان تسلح المقاومة حق وواجب مشروع اقرته وكفلته كل الشرائع والمواثيق. ومن يحاول مصادرة هذا الحق تحت اي عنوان او ذريعة انما يمارس فعل الارهاب ويوفر الدعم للارهاب الذي يمثله الكيان الصهيوني الغاصب للارض». واعتبر «ان المقاومة بعد العدوان الصهيوني على لبنان وعلى غزة اكدت بشكل ملموس انها الخيار الاجدى للدفاع عن الارض وعن الحقوق». ورأى «ان هذا الهدف (نزع سلاح المقاومة الذي عجزت الحرب العدوانية عن تحقيقه) لن تنجح كل محاولات شراء الذمم ان تحققه عبر الانتخابات النيابية العامة».

وجاء موقف مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق بالتشدد نفسه، اذ قال: «ان البحث في الحوار لن يكون حول نزع السلاح بل حول تعميم استراتيجية المقاومة على جميع اللبنانيين وعلى جميع دول المنطقة». واكد: «اننا اليوم امام نجاح جديد لاستراتيجية المقاومة. فالامة تتمسك اكثر فاكثر بهذه الاستراتيجية لانها وحدها التي تردع اسرائيل وتحمي الوطن والكرامات». واعتبر «ان انتصارات المقاومة في لبنان على المستوى العسكري في حرب تموز وعلى المستوى السياسي بعده تحول دون ان تتغير هوية لبنان المقاوم» لافتاً الى ان الانتخابات النيابية القادمة «ستكون محطة اضافية لحماية موقع ودور وهوية لبنان المقاوم من محاولات جره الى محور عرب اميركا». والتشدد اياه برز جليا ايضا في كلمة عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله في احتفال تأبيني اقيم امس في الجنوب، اذ قال: «ان اي استراتيجية دفاعية للبنان يجب أن يكون عمادها ونقطة الارتكاز فيها وجود مقاومة قوية قادرة تمتلك من الامكانات ما يخولها ان تهزم الجيش الاسرائيلي على مختلف المستويات، والتي تمنع العدو حتى من التفكير في الاعتداء علينا» مشدداً على أن «المقاومة وبعد العدوان على غزة هي اكثر قناعة بان الخيار الوحيد المتاح امام اللبنانيين هو ان يقووا مقاومتهم وان يكونوا جميعا شركاء فيها». وافاد: «نحن في الحوار الوطني اللبناني سنستمع الى الافكار والطروحات ومنفتحون على النقاش ولدينا قناعات ثابتة وراسخة وليدة المعايشة والتجربة التي عشناها على مدى السنوات الماضية».

وفي التوجه نفسه، جاء كلام مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي خلال استقباله امس مسؤولا شيوعيا كوبيا، حيث قال: «نحن اليوم متمسكون اكثر من اي وقت مضى باستمرار هذا السلاح وتعزيزه. بل اننا نعمل على الاستيعاب التدريجي للقوى السياسية في اطار المقاومة». واكد ان «كل محاولة لحرمان شعب من التسلح واجهاض مقاومته هي شراكة كاملة في العدوان عليه والمجزرة بحقه».

يشار الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيطلب خلال جلسة الحوار من جميع المتحاورين انتداب من يمثلهم الى اللجنة العسكرية التي ينوي تشكيلها من اجل دراسة كل الخطط والافكار والاقتراحات التي طرحت وستطرح على طاولة الحوار. وقد كانت «القوات اللبنانية» اسرع من تجاوب مع هذه الرغبة من خلال اختيار العميد وهبة قاطيشا ممثلا عنها.