اللبنانيون يعيشون أجواء الانتخابات قبل انطلاق حملاتها

بري: نتائجها يجب ألا تحدد أو تهدد مصير الأوطان.. وعدوان: علينا تحييد رئيس الجمهورية من أي صراع

TT

لم تحل التطورات الإقليمية والدولية دون إنشغال اللبنانيين بالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة التي بدأت حملاتها ـ وان بصورة غير رسمية ـ تطغى على اي قضية اخرى مطروحة على الساحة. وقد سأل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس: «لماذا كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية يعمد البعض الى استنساخ الخطاب الغرائزي الذي لم يجلب للوطن والمواطن إلا الويلات ولم يؤد إلا الى تقطيع أوصال الوطن وتعميق الكراهية بين اللبنانيين؟» معتبرا ان «الانتخابات النيابية ورغم أهميتها وضرورتها فان نتائجها يجب الا تحدد أو تهدد مصير الأوطان». ودعا «الأطراف السياسية التي تتحضر لخوض الانتخابات النيابية» إلى «استحضار نموذج الوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي تمثله منطقة جزين وجبل الريحان، بأهلها وجغرافيتها التي كانت ولا تزال وستبقى جسر التواصل الإنساني والوطني الذي لم ينقطع بين جهات الوطن». وسأل بري خلال لقاءات تشاورية عقدها امس مع رؤساء المجالس البلدية والهيئات الاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية: «لماذا كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية يعمد البعض الى استنساخ الخطاب الغرائزي الذي لم يجلب للوطن والمواطن إلا الويلات ؟»، مشيرا الى انه «ربما غاب عن بال هذا البعض ان اللبنانيين موالين ومعارضين يئنون تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية هي نتيجة تداعيات مثل هذا النوع من الخطابات ونتيجة عقلية المكابرة والاستفراد والاستئثار».

واعتبر بري «ان الانتخابات النيابية ورغم أهميتها وضرورتها في الحياة السياسية والتي يجب أن ينخرط فيها الجميع اقتراعا وترشحا، يجب الا تعتبر مصيرية بالنسبة للبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، فالوطن ليس إرثا لطائفة أو لحزب أو وقفا ذريا لأحد». وقال: «وحده الذي يمكن أن يكون قد أخطأ بحق الوطن والمواطن ووحده الذي استهان أو يستهين بثوابت لبنان من حقه أن يخاف من محاسبة الناخب له في صناديق الاقتراع، وبالتالي يعتبر الانتخابات النيابية مصيرية لمشروعه السياسي» مؤكدا ان «كتلة التحرير والتنمية النيابية (برئاسته) ستخوض الانتخابات النيابية باعتبارها استحقاقا وطنيا وليس استحقاقا ثأريا من أحد، وذلك وفق برنامج سياسي تشارك في صياغته وبلورته كل هيئات المجتمع المدني الثقافية والاجتماعية والشعبية للوصول الى مشروع يؤمن للبنان وحدته واستقراره». وفي السياق نفسه، أمل نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» اللبنانية النائب جورج عدوان، عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي أمس، ان «يكون في الانتخابات النيابية المقبلة أكثرية وأقلية، لتحكم الاكثرية وتعارض الأقلية. ونحن إذا كنا أكثرية نحكم لوحدنا وإذا كنا أقلية سنعارض لوحدنا ايضا».

وعما يحكى عن الكتلة الوسطية والحملة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من المعارضة بسببها، افاد: «علينا أولا، كلبنانيين وكمسؤولين سياسيين، تحييد رئيس الجمهورية عن أي صراع ممكن. فالرئيس على رأس المؤسسات وهو الحكم في كل ما يجري ودوره في الانتخابات يقتصر على تأمين الانتخابات النزيهة للجميع. لذلك علينا ان نبقي الرئيس فوق الصراعات، أيا تكن. أما بالنسبة للكتلة الوسطية، ففي كل البلدان الديمقراطية هناك خياران متاحان واحد للمرشح وآخر للمواطن. المرشح يستطيع أن يصنف نفسه وسطيا أو أخضر أو أصفر أو أزرق. والناخب، من خلال قناعاته، يستطيع تصنيف نفسه وانتخاب من يريد. وعلينا نحن التفكير والوعي وقبول الآخر أيا يكن هذا الآخر، واختيار من نراه مناسبا. ولا يمكننا القول: اما أن يكون الآخر مثلنا أو لا يكون. وعما يتردد عن خلافات داخل قوى «14 آذار» بالنسبة الى الترشيحات، قال عدوان: «هذا غير صحيح. وأنا أطمئن كل اللبنانيين وأتعهد أمامهم بأنه وفي وقت قريب جدا ستخرج 14 آذار بلوائح موحدة على إمتداد الوطن اللبناني... أؤكد ان كل الأمور تسير على الطريق الصحيح. وسيكون مناسبة لإعلان الميثاق الذي على أساسه سنخوض الانتخابات النيابية بلوائح موحدة تضم كل 14 آذار، لان هذا واجبنا تجاه كل اللبنانيين الذين ضحوا واستشهد بعضهم من اجل تحقيق مبادئ ثورة الأرز، ثورة الاستقلال».

من جهته، اعتبر وزير الاتصالات جبران باسيل (التيار الوطني الحر) «ان الكتلة الوسطية أضحت طرفية بعد الدعم الذي تلقته من الاكثرية وتبعاتها المتنوعة، فأخذت بذلك بعدها الحقيقي وانكشفت اللعبة وبان دور الجميع فيها، وظلت الاطراف اطرافا والرئيس رئيسا توافقيا».

اما عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي خريس فأسف «لاستحضار البعض مرحلة 7 مايو (أيار) لغايات انتخابية وتوظيفها في أماكن تعيد الى داخل الوطن الفرقة والتشرذم». واكد خرس ان «لغة حركة امل ستبقى هي ذاتها قبل الانتخابات وبعدها».