سعد الحريري يبرق للرئيس أوباما مهنئا ومؤكدا: لبنان يتطلع بكل ثقة إلى الدور الأميركي الجديد

فضل الله تساءل إلى أي مدى يمكن أن تتغير سياسة واشنطن؟

TT

رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال احتفال تنصيبه «لا يعبر عن روح التجديد التي يراهن عليها الشعب الأميركي فحسب، إنما هو يعبر عن ثقافة إنسانية نبيلة تقدم مفهوما جديدا لقوة المجتمع الأميركي، وترتقي بدور الولايات المتحدة الى موقع الريادة في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب». وقال: «ان لبنان يتطلع بكل ثقة الى الدور الأميركي الجديد والآمال المعلقة على إدارتكم في دعم دولة لبنان ونظامها الديمقراطي وإنقاذ قضية السلام في الشرق الأوسط من الضياع».

وجاء في برقية تهنئة وجهها الحريري الى اوباما لمناسبة توليه رئاسة الولايات المتحدة: «يسرني أن أتوجه لفخامتكم بالتهنئة لمناسبة توليكم رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، متمنيا أن يشكل عهدكم وثبة نوعية في تعميق مفاهيم الحرية والعدالة والسلام في كل أرجاء العالم». وقال: «ان الخطاب غير المسبوق الذي توجهتم به في احتفال التنصيب، لا يعبر عن روح التجديد التي يراهن عليها الشعب الأميركي فحسب، إنما هو يعبر عن ثقافة إنسانية نبيلة تقدم مفهوما جديدا لقوة المجتمع الأميركي وترتقي بدور الولايات المتحدة، إلى موقع الريادة في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب. ما من إنسان استمع اليكم يا فخامة الرئيس، إلا وشعر بقوة الشباب والحق والعدل تنبض في كل مكان من العالم. وهذا في حد ذاته اكبر انتصار لقيم الديمقراطية، وأشد وقعا على الشعوب والوجدان الإنساني من أشكال القوة المتعارف عليها لدى الدول العظمى».

واضاف: «نحن في لبنان، هذا البلد الصغير الذي عانى طويلا من ويلات الصراعات وأشكال التدخل في شؤونه الداخلية وتعرض لمسلسل طويل من العدوان على أرضه وسيادته، يتطلع بكل ثقة الى الدور الأميركي الجديد والآمال المعلقة على إدارتكم في دعم دولة لبنان ونظامها الديمقراطي وإنقاذ قضية السلام في الشرق الأوسط من الضياع. إنني باسمي الشخصي، وباسم كتلة المستقبل النيابية في البرلمان اللبناني، أجدد التهنئة لفخامتكم. وأتمنى لكم التوفيق مع إدارتكم الجديدة في قيادة الولايات المتحدة الأميركية نحو عصر جديد، عصر الحرية والعدالة وحقوق الإنسان». من جهته، تساءل المرجع الشيعي اللبناني، السيد محمد حسين فضل الله، في رسالة وجهها إلى أوباما: «إذا كانت إسرائيل ستبقى هي المحور والمحرّك للسياسة الأميركية في منطقتنا، أم أن الولايات المتحدة ستكون هي نفسها المحرّك لهذه السياسة؟». وقال: «ان يدنا في العالم الإسلامي ستظل ممدودة ولكن على أساس التغيير من موقع المسؤولية عن صناعة التاريخ لكل الذين يؤمنون بالتغيير مصدّقاً بالأفعال لا بالأقوال، وعلى أساس الحق والخير والعدالة والسلام».

واضاف: «لقد بات معروفاً حجم الدعم والتغطية التي تمنحها دولتكم للكيان الصهيوني الذي أقيم على أرضٍ اقتُلع شعبها منها بقوّة الحديد والنار. وقد كانت السياسات الأميركية المتعاقبة سبباً في تضييع قضيّة فلسطين، بالرغم من صدور أكثر من قرار دولي عن مجلس الأمن بحقّها. وقد كان آخر الفصول الرهيبة ما حصل في قطاع غزّة الذي مثّل جريمة من أفظع الجرائم في التاريخ. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أيّ مدى يُمكن أن تتغيّر سياسة الولايات المتّحدة الأميركية لتنظر بعينين إلى ما يجري على أرض فلسطين، حتّى في ما يخصّ التنازلات التي لم يقدّمها العرب أو الفلسطينيّون إلا تحت الضغط الأميركي الذي أخذ ويأخذ أشكالاً وألواناً متنوّعة؟ وهل من الممكن أن نرى ضغطاً أميركياً لإعادة الكيان العبري إلى جادّة القانون الدولي الذي يدلّل كل تاريخه أنّه لم يعبأ به يوماً».

وتابع: «إننا لا نحمل العهد الجديد في الولايات المتحدة الاميركية أكثر ممّا يتحمّل. لكن من يأخذ على نفسه سلوك نهج مختلف عن السائد والسابق، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الناس وأن تسبق أفعاله أقواله، لأنّ الذي يحكم في النهاية هو التاريخ الذي يقيس النجاحات والفشل بمنطق الفعل لا بمنطق الكلمات».