الجامعة العربية تنشئ لجنة عليا لإعادة إعمار غزة ومصر تتحدث عن مؤتمر فبراير

تشكيل لجنة عربية ودولية لإعداد تقرير حول جرائم الحرب إلاسرائيلية

TT

في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الخارجية المصرية عن بعض ملامح مؤتمر فبراير لإعادة إعمار قطاع غزة الفلسطيني، قائلة على لسان منسق المؤتمر السفير نهاد عبد اللطيف «إن المؤتمر سيعقد في القاهرة، نهاية فبراير (شباط) المقبل ويستمر يوماً واحداً، وأن مصر تسعى لحشد تأييد دولي يضمن نجاح المؤتمر، قرر مجلس جامعة الدول العربية إنشاء هيئة عربية عليا لإعادة إعمار غزة، تعمل في إطار الجامعة العربية وتقوم بوضع الآليات العربية لإعادة الإعمار، في ضوء التبرعات المالية العربية، بما في ذلك إنشاء صندوق خاص بقطاع غزة.

وقرر المجلس في ختام اجتماعه غير العادي على مستوى المندوبين أمس بالقاهرة، تشكيل لجنة من شخصيات عربية ودولية للتوجه إلى غزة، لإعداد تقرير حول جرائم الحرب الإسرائيلية هناك، بما فيها استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا.

وطالب المجلس الجمعية العامة للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في إطار زمني محدد وإنشاء محكمة جنائية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وأكد المجلس ضرورة متابعة جهود المصالحة العربية وتعزيز التضامن العربي بالبناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في قمة الكويت 2009 وتوفير المناخ المناسب لتحقيق المصالحة الفلسطينية فورا باعتبار ذلك أولوية عاجلة، داعياً إلى تكثيف جهود الإغاثة والعون الإنساني لغزة بالتنسيق مع مصر والأردن.

وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الهيئة العربية العليا لإعادة إعمار غزة ستتعامل مع الواقع في فلسطين حيث ستقوم بتنفيذ المشروعات بدون تسليم حقائب أموال لأحد من الأطراف الفلسطينية، مشيراً إلى تبرعات بعض الدول لهذه العملية، وقال ان «السعودية تبرعت بمبلغ مليار دولار وقطر بنحو 250 مليون دولار، والجزائر بـ 200 مليون دولار إلى جانب هيئة خيرية قطرية بمبلغ 100 مليون دولار».

وعلى صعيد ذي صلة بالتعاطي المصري مع محاولات علاج تداعيات الحرب في قطاع غزة يلتقي الرئيس حسني مبارك اليوم الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي يزور مصر ضمن جولة لعدد من دول المنطقة بعد حوالي 3 أسابيع من زيارته الأخيرة في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري ضمن وفد الترويكا الأوروبية الذي ضم وزراء خارجية التشيك والسويد وفرنسا. وفي نفس الإطار يستقبل مبارك غداً المبعوث الأميركي الجديد للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل. وقالت السفيرة وفاء بسيم، مساعد وزير الخارجية المصري، إن مصر سوف تشرح للمبعوث الأميركي المبادرة المصرية بوضوح والاتصالات المكثفة التي يقوم بها الرئيس مبارك للبدء في النظر في خطوات العمل السريع لإعادة عملية السلام والاهتمام بهذه المنطقة. وحول ترتيبات عقد مؤتمر إعادة إعمار غزة قالت السفيرة بسيم «إن مصر حريصة على أن تكون الحقائق على الأرض في غزة واضحة لدى مصر بشأن حجم الدمار ومدى الاحتياجات الفلسطينية على المدى القصير والمتوسط والبعيد». وأضافت «إن الخبراء والمتخصصين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يقومون حاليا بالتنسيق مع مصر بعمليات التقييم للاحتياجات اللازمة للأوضاع على الأرض في قطاع غزة وكذلك من جانب النرويج التي لها باع طويل فيما يسمى إعادة إعمار غزة وإعادة إعمار فلسطين ومساعدة الاقتصاد الفلسطيني من النواحي الاقتصادية والإنسانية، وهو ما يوفر حشدا للمؤتمر الدولي المنشود في القاهرة بالنسبة للمبالغ المطلوبة وكيفية إدارة هذه الأموال وتوزيعها على المشروعات في ضوء الاحتياجات الحقيقية لسكان القطاع. وأشارت بسيم إلى أن للمؤتمر الدولي بشأن إعادة إعمار غزة جانبا سياسيا وهو «الحفاظ على التوازن بين غزة والضفة الغربية باعتبارهما أرضا واحدة تشكل نواة الدولة الفلسطينية القادمة».