اتهامات للحكومة بـ«تسخير» المال العام لصالح حملاتها الانتخابية

عبد المهدي أول مسؤول عراقي يستقل القطار إلى محافظات الوسط والجنوب للترويج لقائمته

نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي (الثاني من اليمين) يجلس في عربة قطار متوجها إلى جنوب العراق للترويج لقائمته الانتخابية («الشرق الأوسط»)
TT

تثير تنقلات كبار المسؤولين في الدولة من نائبي رئيس الجمهورية ومرورا برئيس الوزراء وانتهاء بالوزراء في إطار الحملة الانتخابية لاختيار مجلس المحافظات في اقتراع السبت المقبل، تساؤلات في الشارع العراقي حول من يتحمل تكاليف هذه الفعاليات.

ففي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تساءل مثال الألوسي، زعيم حزب الأمة العراقية «ما سر هذه المهمات التي تقوم بها بعض الزعامات الحكومية إلى بعض مدن ومحافظات العراق من رأس الحكومة وحتى الوزراء، والانتقال من مكان إلى آخر واستخدام الموارد الحكومية». وأضاف «تحت أي باب سوف تبوب هذه المصاريف ألا يعد هذا هدراً للمال العام تم استغلاله للدعايات الانتخابية» لافتاً إلى أن «حيتاناً كبيرة وحكومة نزلت بكل ثقلها في هذه الانتخابات فضلاً عن عمليات الترهيب والتزوير التي ستحصل». ومن جهته، أكد صالح الفياض نائب رئيس تيار الإصلاح الوطني، بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري، أن «هناك رصدا واضحا من قبل الكتل السياسية، بل من أغلب السياسيين العراقيين، بأن الحكومة العراقية تستخدم المال العام في دعايتها الانتخابية».

وأكد الفياض لـ«الشرق الأوسط» أن «قناة العراقية على سبيل المثال، التي تعتبر حكومية ترصد جميع أخبار الحكومة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي وتركز على نشاطاتهم الانتخابية، بينما تستثني أخبار جميع الكتل السياسية الأخرى المشاركة في الانتخابات»، وضرب مثلا على ذلك قائلا إنه «لو حصل أي خطأ وتم نشر الخبر عن تيار الإصلاح من قبل أحد المراسلين، فسوف تقول القناة (العراقية) إن هذا الأمر دعم منها للعشائر من دون ذكر اسم التيار مطلقا». وأشار الفياض إلى أن «هذه الظاهرة مؤشرة منذ وقت طويل»، غير أنه رفض أن يوجه اتهاما لأي شخص أو قائمة لكنه قال إن «الحكومة تسخر المنصب ومقدراته لصالح العملية الانتخابية والإعلان عن نفسها في تلك الانتخابات». من جانبه، أكد فارس الرماحي، عضو شبكة عين العراق، المعنية بمراقبة الانتخابات، أن اجتماعات مكثفة تجري هذه الأيام بعد تقديم المراقبين لتقاريرهم من جميع مدن العراق، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «ظاهرة استخدام المقدرات المادية للحكومات المحلية والمركزية موجودة»، لكنه تساءل "هل هذه التسخيرات للمال العام تعتبر خرقا (انتخابيا)؟ هذا ما يتم مناقشته الآن والإعلان عنه خلال يومين». إلى ذلك، أكدت وزارة النقل العراقية أمس أن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي هو أول مسؤول عراقي رفيع المستوى يستقل القطار في جولته للمحافظات. وقال عقيل كوثر مدير إعلام وزارة النقل إن عبد المهدي هو أول مسؤول رفيع المستوى يستقل قطار السكك الحديد العراقية للسفر إلى محافظات الوسط والجنوب. ولزيارة عبد المهدي طابع انتخابي أيضا لكنه حسب المسؤول في وزارة النقل استقل القطار لتشجيع العراقيين على استخدامه.