مصادر فرنسية: «النافذة الدبلوماسية» مع إيران تبدأ بعد يونيو.. وتنتهي مطلع 2010

مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط» : ساركوزي الى عمان والكويت ومصر في 11 و12 فبراير المقبل

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر رسمية متطابقة في باريس أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيقوم يومي 11 و 12 فبراير (شباط) القادم بزيارة الى منطقة الخليج تشمل سلطنة عمان والكويت. كذلك كشفت هذه المصادر أنه «من المرجح» أن يزور مصر مجددا وذلك في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا فرديا ومع الاتحاد الأوروبي لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والدفع باتجاه إقامة حكومة وحدة فلسطينية ومعاودة إطلاق مفاوضات السلام.

وأفادت المصادر الى أن الملف النووي الإيراني «سيطغى» على محادثات ساركوزي في مسقط والكويت فيما ينتظر أن تصدر عن الولايات المتحدة الأميركية «إشارات» تدل على السلوك الذي ستنتهجه إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إزاء إيران.

ورغم إبداء باريس ترحيبها بنية واشنطن «الانفتاح» على طهران، غير أن المصادر الفرنسية والأوروبية لا تخفي «قلقها» من «خطوات أميركية غير محسوبة» باتجاه طهران أو أن «تميل واشنطن الى التصرف بمفردها وبمعزل عن الثوابت» التي التزمتها مجموعة خمسة زائد واحد حتى الآن (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا).

وينتظر أن يعقد الأسبوع القادم في برلين اجتماع للدول الست على مستوى مديري وزارات الخارجية فيها لبحث الملف الإيراني. وتدفع باريس ودول اوروبية أخرى متشددة باتجاه فرض عقوبات إضافية على إيران في مجلس الأمن الدولي. وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس وغيرها من العواصم الأوروبية «لا تعرف حتى الآن الكثير» ما تنوي الإدارة الأميركية القيام به باستثناء الخطوط العامة التي صدرت عن الرئيس أوباما. وتخوفت مصادر سياسية فرنسية من أن تجد باريس نفسها «على يمين واشنطن» أي في وضعية الجهة المتشددة بينما يلعب أوباما دور الانفتاح، غير أن هذه المصادر أشارت الى أن اوباما «سيكتشف سريعا جدا هامش المناورة الضيق الذي يتمتع به بسبب رفض القيادة الإيرانية، حتى الآن، أية مناقشة جدية لبرنامجها النووي». وتؤكد باريس أن إيران «تسعى للقنبلة النووية» وأن «ليست هناك غاية سلمية» للبرنامج المذكور. وتذهب مصادر فرنسية رسمية الى اعتبار أن «النافذة الدبلوماسية» مع إيران التي يمكن أن تستفيد منها إدارة أوباما «تبدأ بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتنتهي مطلع العام القادم». ويعزى قصر المدة لمعلومات غربية توافرت من مصادر استخبارية وأخرى تحليلية مفادها أن إيران «اقتربت من حافة النووي العسكري» وأنه «إذا استمرت على انطلاقتها فإن المرجح أن تمتلك التكنولوجيا العسكرية خلال سنة من تاريخه». وقالت المصادر التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» إن الرئيس ساركوزي «يريد أن يتعرف لرؤية الدول الخليجية» للملف النووي الإيراني علما أن سلطنة عمان ترتبط بـ«علاقة» خاصة مع طهران. وسبق للرئيس الفرنسي أن زار السعودية وقطر والإمارات أكثر من مرة، وهي المرة الأولى التي يذهب فيها الى عمان والكويت.

وفي مصر، سيكون الموضوع الفلسطيني «الطبق الرئيسي» في محادثاته، وستكون زيارة ساركوزي الى مصر الثالثة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبالإضافة الى مسارعة باريس في إرسال الفرقاطة «جيرمينال» الى مياه غزة وتأكيد استعدادها للمساهمة في تأمين الرقابة على معبر رفح، فإن باريس تدفع باتجاه تأمين «سقف سياسي» لقيام مصالحة فلسطينية وحكومة جديدة تعيد اللحمة بين الضفة وغزة كشرط ضروري لتفادي انتكاسات جديدة ومن أجل معاودة إطلاق مفاوضات السلام. وتستمر باريس بالتواصل مع دمشق وطهران كطرفين قادرين على التأثير على حماس ودفعها الى الاعتدال، لكن باريس تنتظر أيضا ما ستقترحه الإدارة الأميركية وما إذا كان خطها مختلفا عن خط الإدارة السابقة. وبانتظار ذلك، فإن مشروع باريس بالدعوة الى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط «معلق» حتى تنجلي الخطط الأميركية من جهة وتعرف نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وهوية وبرنامج الحكومة التي ستخلف حكومة أيهود أولمرت.