مصادر فرنسية: باريس لم تغير نهجها إزاء حماس

نفت علمها بالدول الأوروبية التي تتفاوض مع الحركة

TT

قالت مصادر فرنسية رسمية إن باريس «لم تغير نهجها إزاء التواصل مع حماس كحركة وإنه لا اتصالات مباشرة رسمية أو غير رسمية معها». وكانت هذه المصادر ترد على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، التي أعلن فيها أن ثمة دولا أوروبية عدة تتصل بحماس، رافضا الكشف عن هويتها.

وأفادت هذه المصادر التي سألتها «الشرق الأوسط» أن باريس «لا تتحدث مع حماس ولكنها تتواصل مع دول على اتصال بها مثل قطر وسورية وتركيا وروسيا وغيرها». غير أن فرنسا وكما قال ذلك مسؤولوها بمن فيهم وزير الخارجية تدفع باتجاه قيام حكومة وحدة فلسطينية تضم كل الأطراف الفلسطينية بما فيها حماس، وهي ترى أن هذا التطور هو«المخرج الوحيد» المتاح للتغلب على الانقسام الفلسطيني ووجود سلطتين واحدة في الضفة الغربية وأخرى في غزة.

وسعت فرنسا هذه المرة لتحاشي الفخ الذي وقعت فيه الدول الأوروبية عندما فرضت «الشروط الثلاثة» على حماس، وهي الشروط الثلاثة التي تبنتها اللجنة الرباعية، وهي الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات السابقة معها والتخلي عن الإرهاب. وكان إحدى نتائج الشروط المذكورة أن الحكومات الغربية كانت تتعاطى مع وزراء فتح أو المستقلين وترفض التعاطي مع وزراء حماس. وتؤكد باريس أنها مستعدة للتعامل مع مجمل الحكومة الفلسطينية الجديدة من غير تمييز بين هوية هذا الوزير أو ذاك شرط أن تلتزم مسار السلام، مما يعني التخلي عمليا عن العنف.

وتنفي باريس أن تكون قد كلفت أحدا الاتصال بحماس باسمها، بمن في ذلك إيف أوبان دولا ميسوزيير، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية الذي قام في السابق بزيارة الى غزة والتقى مسؤولي حماس في الداخل والخارج وعاد الى غزة مؤخرا بصفته باحثا في العلاقات الدولية. وكان دولا ميسوزيير قد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه أطلع الخارجية الفرنسية على اتصالاته مع قادة حماس.

وكان موضوع التعاطي مع حماس مطروحا على جدول أعمال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم في بروكسيل أمس. وتقول مصادر فرنسية أخرى إن الاتحاد «يضم أكثر من اتجاه» وثمة دول «تسير وراء الموقف الإسرائيلي من غير نقاش ودولا أخرى تريد الخروج من المأزق وتبحث عن وسيلة للحديث الى حماس». وبأي حال، لا تريد الدول الأوروبية أن يفضي الانفتاح على حماس التي تعتبرها منظمة إرهابية الى إضعاف الرئيس الفلسطيني الذي خرج منهكا من الحرب الإسرائيلية على غزة.