مرشح في محافظة نينوى: أنا هدف مزدوج لكوني مرشحا ومسيحيا

استيفو الساعي لمقعد في الحمدانية اختار بديلا له تحسبا لاغتياله

TT

يقول سامي حبيب استيفو، المرشح ضمن إحدى لوائح انتخابات مجلس محافظة نينوى التي تعتبر من أخطر مناطق شمال العراق، إنه هدف مزدوج للاغتيال، لكونه مرشحا ومسيحيا.

ويضيف استيفو (49 عاما) مع ابتسامة لا تخلو من الحزن «لا أستعبد احتمال اغتيالي قبل الانتخابات، وهذا ما دفعني إلى تعيين شخص يحل مكاني. لقد أصبحت هدفا مزدوجا، كوني مرشحا ومسيحيا أيضا». وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يعمل استيفو موظفا في بلدية الحمدانية، وترشح إلى انتخابات مجلس المحافظة عن المقعد المسيحي الوحيد المخصص للمسيحيين بموجب قانون الانتخابات. ويشكل المسيحيون ما نسبته ثلاثة في المائة من سكان العراق. ويضيف استيفو القصير القامة من مقر قناة تلفزيونية محلية في الحمدانية الواقعة إلى الشرق من الموصل «لقد ألح علي أصدقائي للترشح إلى الانتخابات وأقنعوني بذلك. كنت أفضل أن يترشح أحد غيري، لكن لا يمكننا الاختيار في بعض الأحيان، فليس من اللائق رفض طلب الأصدقاء».

وحملة استيفو غريبة نوعا ما، ولو كان يخوضها في بلد غربي لما امتلك أدنى مقومات النجاح. وقبل أيام من الانتخابات التي ستجري السبت المقبل، يتجنب استيفو التوجه إلى الموصل، ثانية مدن العراق بسكانها البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة. ويقول في هذا الشأن «إنها مكان خطير للغاية»، كما أن ملصقات الدعاية الانتخابية الخاصة به لم يتم تعليقها حتى الآن. ويضيف «لقد وصلت الملصقات من بغداد قبل يوم، وفي جميع الأحوال لست في حاجة إليها لكي ينتخبني الناس». وتنتشر في الحمدانية التي يشكل المسيحيون «نسبة 97% من سكانها»، كما يقول، الملصقات والصور واللافتات لمرشحين من العرب السنة والأكراد، بحيث إنها تغطي بشكل كامل الكتل الاسمنتية في حواجز التفتيش.

من جهته، يبدي جمال داوود من الحركة الديمقراطية الآشورية تفاؤلا، ويقول «ليس هناك سوى ثلاثة مرشحين مسيحيين. وبالتالي، لدى استيفو حظوظ كبيرة في الفوز». وخلال شهر من الحملة الانتخابية، لم يلتق استيفو بالناخبين سوى ثلاث مرات في قرى ونواح مسيحية، كما التقى «عائلات تتمتع بنفوذ» وعدته بدعم ترشيحه في أوساط الطوائف الآشورية والكلدانية والسريانية.

يذكر أن آلاف المسيحيين غادروا الموصل، إثر مقتل 15 شخصا منهم وتدمير بعض المنازل، للانتقال إلى بلدات وقصبات سهل نينوى والحمدانية، البالغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة. ويقول استيفو «إن حوالي 700 عائلة وصلت إلى الحمدانية، حيث تتولى الشرطة هنا حمايتنا». وتقع الحمدانية التي تبعد 25 كلم عن الموصل في سهل جاف يزرع بالحنطة والقمح، وشتاؤها بارد جدا. ويعدد استيفو «الحوادث البسيطة في الحمدانية»، مشيرا إلى خطف ثلاثة أشخاص خلال الشهرين الأخيرين، وتفجير سيارة مفخخة لدى مرور دورية للأكراد أمام إحدى الكنائس، وتفجير محل لبيع المشروبات الكحولية أسفر عن إصابة بائعين بجروح». ويختم المرشح إلى المقعد المسيحي في محافظة نينوى، آخر معاقل «القاعدة» في العراق، قائلا بنبرة حازمة إن «الأوضاع الأمنية آخذة في التحسن».