رئيس أكثر الأحزاب اليمينية تطرفا في إسرائيل متهم بالفساد

الشبهات ضد ليبرمان: تبييض أموال.. ورشوة وإخفاء دخل عن مصلحة الضرائب

TT

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية سبعة من كبار المسؤولين في حزب «اسيل بيتنا» اليميني المتطرف للتحقيق معهم حول دورهم في الحصول على أموال غير شرعية، وكذلك غسل الاموال. وتنوي في القريب استدعاء رئيس الحزب نفسه، أفيغدور ليبرمان، الى التحقيق. واعتبر ليبرمان هذا التحقيق قبل أسبوعين من الانتخابات بمثابة ملاحقة من الشرطة ومن جهات سياسية معادية له تخاف من تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي. ونفت الشرطة ان تكون هناك علاقة بين الانتخابات والاعتقالات الجديدة، وقالت ان التحقيقات في هذه الملفات بدأت في أبريل (نيسان) سنة 2006، ولكن ليبرمان أعاق التقدمَ فيها لأنه استصدر أمراً من المحكمة يمنعها من التفتيش في مكاتب شركة مسجلة على اسم ابنته في قبرص. ولكن عندما أقنعت الشرطة المحكمة بالسماح لها بتدقيق الملفات، بدأ الانعطاف في القضية. وضبطت الشرطة أوراقا تعزز الشبهات ضد ليبرمان ورفاقه في الحزب. وحسب الشبهات، فإن ليبرمان حصل على ملايين الدولارات بطريق الخداع والاحتيال، حيث وصلت الأموال من روسيا وتحولت اليه بواسطة شركة وهمية مسجلة في قبرص على اسم ابنته ميخال ليبرمان. وقسم من هذه الأموال دخل الى صندوق الحزب خلال حملة الانتخابات الماضية، وهذا غير قانوني، وقسم منها وصل الى حسابه الخاص وحساب ابنته على انه «راتب»، وهو يزيد على راتبه عندما كان نائباً لرئيس الحكومة. وتعتقد الشرطة أن ليبرمان ربح أموالا طائلة من ارتفاع سعر الروبل الروسي في اطار عملية احتيال قام بها مع عاملين كبار في البورصة الروسية. وتم تحويل الأموال وتبييضها في إسرائيل.

واعتقلت الشرطة ابنة ليبرمان المذكورة ومحاميه وخمسة آخرين من كبار المسؤولين في الحزب. وقالت انها تتوقع اعتقال آخرين. ولا تستبعد التحقيق تحت التحذير مع ليبرمان نفسه. يذكر ان ليبرمان، 51 عاما، من مواليد مولدافيا في الاتحاد السوفياتي سابقا، وهاجر الى اسرائيل سنة 1978. ويعيش في إحدى المستوطنات قرب بيت لحم. انضم الى حزب الليكود اليميني عندما فاز بنيامين نتنياهو برئاسته سنة 1992 فاختاره هذا مديرا عاما للحزب. وفي سنة 1996 عندما فاز نتنياهو برئاسة الحكومة، عين ليبرمان مديرا عاما لديوان رئيس الوزراء. ولكنه ترك نتنياهو احتجاجا على قراره الانسحاب من الخليل. وأقام لنفسه حزبا يمينيا محافظا لليهود الروس، وفاز بأربعة مقاعد. ثم تحالف مع حزبين من غلاة المتطرفين وفاز معهما بسبعة مقاعد. وفي الانتخابات الأخيرة حظيَّ بشكل مفاجئ للغاية بـ11 مقعداً. وتعطيه استطلاعات الرأي الاسرائيلية حاليا 16 مقعدا.

ويتميز ليبرمان بمواقف عدائية متعصبة ضد العرب. وهدد قبل ثلاث سنوات بضرب ايران وأسوان. وفي الحرب الأخيرة، طالب بتدمير قطاع غزة. ويدير معركة عنصرية خاصة ضد المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، فيقترح سحب الجنسية الاسرائيلية منهم وطرد أحزابهم الوطنية من الكنيست. وهو يؤمن بالتسوية الاسرائيلية ـ الفلسطينية على أساس دولتين للشعبين، ولكن بشرطين؛ الأول ألا تتنازل اسرائيل عن القدس الشرقية، والثاني ان يتم نقل مجموعة كبيرة من المدن العربية والقرى في اسرائيل الى تخوم الدولة الفلسطينية العتيدة في اطار تبادل أراض مع المستوطنات.

وهو يتكلم بلهجة مغطرسة، ويدعو الى استخدام القبضة الحديدية مع المواطنين العرب. ويريد الحصول على منصب عسكري في الحكومة القادمة، مثل وزير الدفاع أو وزير الأمن الداخلي. ويؤكد ليبرمان ان التحقيقات معه في الشرطة لن تلحقَ به الضرر؛ فمصوتوه الروس يرون فيها نوعاً من العنصرية التي يمارسها الاسرائيليون مع اليهود الروس.