«سكاي نيوز» تقرر عدم بث نداء جمع تبرعات لضحايا غزة «حماية للحيادية»

«بي بي سي» تلتزم قرارها.. ونقابة الصحافيين تطالبها بالتراجع

TT

اعلنت قناة «سكاي نيوز» الاخبارية البريطانية امس عدم بث نداء لجمع التبرعات لدعم منكوبي غزة، وهي بذلك تسير على خطى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) التي دافعت مجدداً عن قرارِها عقب الضجة التي أثارها في بريطانيا. واوضح مدير «سكاي نيوز»، جون رايلي، ان القرار يعود لحرص القناة على الحيادية، معبراً عن قلقه من ان يؤدي نداء «لجنة الكوارث الطارئة» التي تضم عدة منظمات غير حكومية من بينها الصليب الاحمر البريطاني وأوكسفام الى التأثير على حياديتها. واضاف في بيان امس: «يشكل النزاع في غزة أحد المواضيع الاكثر صعوبة واثارة للجدل التي تغطيها وسائل الاعلام»، موضحاً: «ان التزامنا كصحافيين يكمن في تغطية كافة اوجه الموضوع بحيادية قاطعة». وقال مدير القسم الاجنبي في «سكاي نيوز» آدريان ويلز: «نظرا لأننا محطة دولية، علينا التركيز على دورنا الرئيسي، وهو تغطية موضوع، لا التحول الى طرف فيه». وكانت هيئة الاذاعة البريطانية قد اعلنت منذ 3 ايام رفضها بث نداء «لجنة الكوارث الطارئة» بناءً على السبب نفسه. وكرر المدير العام لـ«بي بي سي» مارك تومسون تبرير القرار باسم الحيادية الضرورية التي تتوخاها المحطة. وقال: «نريد ان نغطي المنحى الانساني في القصة عبر برامجنا الاخبارية حيث نستطيع ان نضعه في اطاره، مما يسمح لنا بالتغطية بتوازن وموضوعية».

يذكر ان المحطات الارضية البريطانية الثلاث «آي تي في» والقناتين الرابعة والخامسة وافقت على بث النداء. ويُفترض ان تكون بثتها الليلة الماضية بالتزامن مع نشرات الاخبار المسائية. وتشارك صحف بريطانية عدة في نشر اعلانات مجانية داعمة للحملة.

وحول تأثير موقف «بي بي سي» على قرار «سكاي نيوز»، اكدت ناطقة باسم المحطة لـ«الشرق الاوسط»: «ان القرار اتخذ بمعزل عن قرار الهيئة البريطانية». واضافت «نحن على علم بقرار «بي بي سي» والمحطات الاخرى، ولكن هذا القرار هو قرارنا، ولم نتأثر بالآخرين». وكانت «سكاي» قد تأخرت في ردها على طلب اللجنة، لبث النداء حتى صباح امس، واوضحت الناطقة ان «اهمية القضية جعلتنا حريصين على تخصيص الوقت الملائم لاتخاذ القرار». ورغم ان «سكاي» اكدت اهتمامها بالحيادية وعدم اتخاذ مواقف سياسية من خلال بث نداء في منطقة تشهد صراعاً، الا انها ساهمت بالسابق في بث نداءات للجنة للمحتاجين في دول عدة مثل السودان والكونغو. وكانت هناك انتقادات داخلية عدة لقرار «سكاي»، مما دفع مدير المحطة توجيه رسالة الى جميع موظفي القناة جاء فيها «من الضروري التوضيح ان هذا القرار ليس حكماً على النوايا الحسنة لهذه الحملة». وتدخلت نقابتان للصحافيين البريطانية اتحاد الصحافيين الوطني (ان يو جي) واتحاد الاذاعة والترفيه والسينما والمسرح (بيكتو) في القضية، حيث ارسلت النقابتان رسالة مشتركة للمدير العام لـ«بي بي سي» اعتبرا فيها أن «موقف بي بي سي يعرقل جهود اللجنة لتوصيل رسالتها الى الشعب البريطاني». واعتبر رئيسا النقابتين جيري موريسي وجيرمي دير قرار «بي بي سي» «جباناً ويخاطر في الظهور بأن اسبابه سياسية ومنحازة لاسرائيل». وطالب موريسي ودير من الهيئة البريطانية مراجعة قرارها بناءً على رغبة اعضاء النقابتين من الصحافيين البريطانيين. وبعد ان وجه وزير التنمية الدولية البريطاني دوغلاس الكساندر انتقادات لـ«بي بي سي» بسبب قرارها عدم بث النداء، كرر الكساندر هذه الانتقادات لـ«سكاي» في مقابلة مع المحطة صباح امس. وقال: «رغم انني احترم حق سكاي في اتخاذ هذا القرار، إلا انني غير مقتنع بأنه صائب لأنني لا اعتقد بأن الحيادية تتأثر من خلال السماح لمشاهدي سكاي بتقديم التبرعات والإعلان عن الحاجة للتبرعات من قبل مؤسسات مثل الصليب الاحمر البريطاني». واضاف: «هذه المنظمات حيادية تماماً، والعمل الذي تقوم به حيادي، وهناك حاجة ماسة لها بسبب المعاناة الانسانية المستمرة في غزة».