البرامج الانتخابية للكتل السياسية تتصارع على أحلام العراقيين.. والأمن لم يعد في المقدمة

الوعود تنوعت ما بين تحسين الخدمات والبطالة والتلوث البيئي و«الشعائر الحسينية»

TT

جاءت البرامج الانتخابية للقوائم العراقية خلال هذه الانتخابات مختلفة نوعاً ما عن برامج الأحزاب التي خاضت الانتخابات سابقاً وحتى الجديدة منها على الساحة، فأغلبها لم يركز هذه المرة على الجانب الأمني الذي كان الورقة الرابحة التي استُغلت في الانتخابات الماضية، فهذه المرة وعد المرشحون بتحسين الخدمات أو تحقيق فرص حياة أفضل من خلال القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل. وركزت جميع القوائم الانتخابية تقريباً على الرعاية الاجتماعية وزيادة دور رعاية الأيتام وإنشاء مراكز لتأهيل العاطلين عن العمل وتشغيلهم وإنشاء مجمعات سكنية لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الدعم الكامل للعوائل المهجرة ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأرامل والمطلقات وتفعيل شبكة الحماية الاجتماعية، كما ركزت على القطاع الرياضي من خلال مكافحة الفساد الإداري وبناء مدينة رياضية متكاملة وزيادة عدة الملاعب الدولية. وقال مازن الشيحاني، نائب رئيس قائمة «جامعيون»، إن الحاجة انتفت للاستمرار بتفعيل هذا الملف، لأن العراقيين في الانتخابات الماضية كانوا يفتقدون لأهم شيء بحياتهم ألا وهو الأمن وكل شيء عداه يهون، وأضاف أن «الأمن الآن جيد ولو بشكل نسبي، لكن الأهم أن هناك وعياً وطنياً زاد لدى الجماهير، كما تبددت المخاوف من الولاءات الفرعية ومن أهمها الطائفية والقومية والحزبية وحتى المناطقية».

أما قائمة التوافق العراقية، وهي أكبر ممثل للعرب السنة في البرلمان، فقد دخلت ببرنامج انتخابي وجده المراقبون بأنه الأوسع والأكثر وعوداً، كما تميزت التوافق بأنها الأكثر «فاعلية» في الوصول إلى شرائح مختلفة، كما تميزت، بحسب سياسيين، بأن برامجها شملت مختلف الطوائف العراقية. ويقول القائمون على الحملة الانتخابية لجبهة التوافق إن حملات دعم المتزوجين الجدد «تجد فيها السنة والشيعة والأكراد، فيما لم تعمل قوائم أخرى مثل هذه البرامج». وحملت الدعاية الانتخابية للتوافق شعار «معنا حياتك لها قيمة»، كما حملت رمز الهلال باللون الأصفر وسعفة. وشمل البرنامج الانتخابي الملف الأمني، ويقول البرنامج إن القائمة تدعو إلى بناء جهاز شرطة بعيد عن الانتماءات والولاءات الطائفية والعنصرية، وفتح مراكز جديدة للشرطة وحسب الكثافة السكانية وتأهيل الموجودة منها حالياً، ناهيك عن تحسين الخدمات وتوفير مجمعات سكنية وتحسين الزراعة والاستثمار ومعالجة التلوث البيئي. وتحت شعار «عراق لكل العراقيين»، تعهدت القائمة العراقية الوطنية، التي يرأسها أياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، بالعمل الجاد والحثيث لتوفير حياة كريمة للمواطن العراقي من خلال برنامج وطني لتطوير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والخدمي والصحي والثقافي والتربوي والبيئي والنهوض بشكل جاد بالخدمات والبنى التحتية في المحافظات، وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب والرعاية الصحية والمستشفيات والمدارس والاعتناء بالنظافة، وتخصيص الموارد اللازمة من موازنة المحافظة وتوفير موارد إضافية، فضلا عن امتصاص البطالة بتوفير فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل، وتطوير القدرات والكفاءات، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيداً عن المحاصصات الطائفية الضيقة، ومكافحة الفساد بكل أشكاله المالية والإدارية والاجتماعية في أجهزة الدولة، والنهوض بالواقع التربوي في المحافظات من خلال بناء وترميم المدارس، وتفعيل قوانين التعليم الإلزامي للمراحل الابتدائية والمتوسطة، ودعم التعليم المجاني، وتوفير الكتب والقرطاسية ومراكز خاصة بمحو الأمية والنهوض بصحة النساء في المحافظات، وتوفير الرعاية اللازمة للإنجاب والأمومة والطفولة والتحولات العمرية المختلفة للمرأة، والكشف المبكر عن الأمراض.

كما تطرقت القائمة للجانب الأمني، مؤكدة على ضرورة تطوير الواقع الأمني من خلال تشكيل جهاز محلي من أبناء وبنات المحافظة لمساندة الشرطة وأجهزة الأمن الرسمية، على ألا يتداخل عمله مع عمل مديريات الشرطة والأجهزة الأمنية. كما طالبت القائمة العراقية بفرض ضريبة معقولة على الزوار الأجانب للمحافظات والتي تعتبر مورداً إضافياً للمحافظة وتستغل لتوفير الخدمات اللازمة للزوار. أما قائمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «دولة القانون» فقد ركزت في هذه الانتخابات على تذكير العراقيين بالأمن الذي تحقق، إلى جانب رموز معينة توحي للناخب أو تذكره بفعل معين، والقائمة تضم سبعة كيانات سياسية كبيرة ومعروفة، وقوائم مرشحين تشمل 13 محافظة عراقية تمتد من الجنوب إلى الشمال، بحسب كلام النائب عباس البياتي الذي أكد أن القوى والكيانات المنضوية في هذا الائتلاف أبرزها حزب الدعوة ومستقلون.

وركز البرنامج الانتخابي لقائمة المالكي على تثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز مبدأ سيادة القانون ومكافحة الفساد الإداري والمالي وترشيح شخصيات تتمتع بالنزاهة والخبرة والكفاءة والأمانة لشغل المناصب والمواقع المهمة في المحافظة وتشجيع الاستثمار بما يحقق انتعاشاً اقتصادياً وعمرانياً لأبناء المحافظة وتأمين إنفاق نزيه وعادل لميزانية المحافظة لتنفيذ مشاريع الإعمار والخدمات البلدية ورعاية الشباب والطلاب ودعم نشاطاتهم العلمية والرياضية والاجتماعية والعمل على مكافحة البطالة والسعي لإيجاد فرص عمل للشباب والخريجين والعاطلين والاهتمام بدور المرأة والطفل والسعي لتأمين مسكن لكل أسرة ورعاية الأرامل والمطلقات واليتامى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وباقي الفئات المحرومة وأخيراً دعم وتطوير المؤسسات الراعية لذوي الشهداء.

أما قائمة «شهيد المحراب والقوى المستقلة» التي تضم المجلس الأعلى، بزعامة عبد العزيز الحكيم وشعارها «الشمعة»، وهو الشعار الانتخابي نفسه الذي استخدم في الانتخابات السابقة، فقد ركز برنامجها الانتخابي على رأي المواطن وعقيدته وتشجيع الشعائر الحسينية وتوفير الأجواء المناسبة لأدائها وأيضاً العمل على بناء دولة المواطن وليس دولة المسؤول ومكافحة الروتين الإداري وكذلك الخدمات وإيلاء أهمية كبيرة لذوي الشهداء والسجناء السياسيين وضحايا الإرهاب «التكفيري والصدامي»، كما تناول البرنامج موضوع الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية للعراق وامتصاص البطالة.