المفوضية الأوروبية تضع خطة عمل للتفاوض مع واشنطن حول شروط استقبال سجناء غوانتانامو

مؤشرات أميركية حول أسماء المعتقلين المؤهلين للانتقال إلى إيطاليا

TT

ستقوم المفوضية الأوروبية بإعداد خطة عمل تتحرك على أساسها الدول الأعضاء في الاتحاد، في التفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة، حول استقبال سجناء غوانتانامو، بعد حصول تلك الدول على الوثائق والتفصيلات الخاصة بكل الحالات التي ستغادر المعتقل، وتستقبلها الدول الأعضاء في المجموعة الأوروبية خلال الأسابيع المقبلة. وقالت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي، إن المناقشات التي جرت بين وزراء الخارجية، حول إمكانية مساهمة الاتحاد الأوروبي في ملف إغلاق معسكر غوانتانامو، باستقبال عدد من السجناء، كان أحد الملفات الصعبة خلال النقاش بين الوزراء، واعتبر بعض من المراقبين في بروكسل، أن الوزراء فشلوا في تحقيق تفاهم مشترك حول هذا الملف، وبرر وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرغ، «فتور» الموقف الأوروبي بشأن استقبال معتقلي غوانتانامو، بعدم توفر إطار تشريعي موحد في الدول الأعضاء بهذا الشأن، منوها بأن «هناك بلدان لا تسمح تشريعاتها أبدا بإيواء مثل هؤلاء الأشخاص». وأكد شوارزنبرغ، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد «متمسكون بالعمل على محاربة الإرهاب، مع ترحيبهم بقرار الرئيس الأميركي (باراك) أوباما بإغلاق المعتقل خلال عام». وقال «إن مسألة استقبال بعض من هؤلاء المعتقلين السابقين تعود إلى كل بلد على حدة»، فـ«هو قرار فردي»، وأشار رئيس الدبلوماسية التشيكي، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع مفوضة الشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر، إلى أن وزراء داخلية وعدل الدول الأعضاء هم المعنيون أولا بوضع قاعدة أوروبية متناسقة لأي عملية قبول مستقبلية للمعتقلين، واعتبر أن ما حصل هو «مناقشة أولية» بعد الإعلان عن إغلاق المعتقل. ومن جانبه كشف وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن أن الولايات المتحدة قامت بإرسال «مؤشرات» حول أسماء المعتقلين في غوانتانامو المؤهلين للانتقال إلى إيطاليا، وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيطالية في تصريحات من بروكسل، أنه نقل موقف حكومته الداعي إلى «التعامل بروح إيجابية مع الطلب الأميركي، عندما يصبح رسميا». وأضاف «هناك بالفعل دلائل من خلال الأسماء التي تلقيناها، وهي بالطبع قيد الدراسة».

إلى ذلك قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن عواصم دول الاتحاد الأوروبي، ربما تحاول على الأقل أن تحدد معا، أي النزلاء السابقين في غوانتانامو، يمكن قبولهم داخل الاتحاد. وقال إن دول الاتحاد الأوروبي، تتوقع أن تتصل بها الإدارة الأميركية الجديدة قريبا، لمعرفة ما اذا كانت على استعداد لقبول بعض السجناء الباقين البالغ عددهم 245 نزيلا. وذكر ألكسندر شتوب وزير الخارجية الفنلندي، أن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يبحث استقبال السجناء، الذين لم يحاكموا بأي تهمة، لكنهم لا يستطيعون العودة إلى بلادهم، ولا تريد الولايات المتحدة استقبالهم، وأن يدرس أي طلبات للجوء. وذكر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، أنه لا يمكن أن يوجد قرار مشترك للاتحاد الأوروبي بقبول سجناء، لأن قبولهم مسؤولية قومية.

وقال دبلوماسي فرنسي إن بلاده تريد أن يتوجه منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف، إلى الولايات المتحدة، ليتوسط بين واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي بخصوص سجناء غوانتانامو.