خلافات حول الخطة الاقتصادية بين أوباما والجمهوريين تهدد بنهاية شهر العسل بين الحزبين

الجمهوريون يوافقون على تثبيت وزير الخزانة رغم اعتراضهم عليه.. والمتطرفون في الحزب يوجهون انتقادات شخصية للرئيس

TT

بدأ الرئيس باراك أوباما أول أسبوع كامل في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي، وسط أخبار عن أن شهر العسل المتوقع مع قادة الحزب الجمهوري لن يكمل الأسابيع الثلاثة المتبقية، وذلك بعد أن بدأ هؤلاء في انتقاد مشروع أوباما بصرف 825 مليار دولار لمواجهة الكارثة الاقتصادية. غير أن قادة الحزب الجمهوري أقل نقدا لأوباما من معلقين إذاعيين شنوا هجوما شخصيا على أوباما.

وقد ذهب أوباما إلى الكونغرس في أول زيارة له بعد أن صار رئيسا، وذلك للاجتماع مع قادته من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لبحث اقتراحات مواجهة الكارثة الاقتصادية. ويتوقع أن يجمع قادة الحزب الجمهوري شملهم، وينسوا خلافاتهم، ويتحالفوا ضد مشروع أوباما. وعلى الرغم من أن هؤلاء صوتوا ليلة أول من أمس، لتعيين تيموثي غايثنر وزيرا للخزانة، فقد انتقدوه نقدا شديدا قبل التصويت، خاصة بسبب تقصير الوزير الجديد في دفع الضرائب عندما كان خبيرا في صندوق النقد العالمي، وقبل أن ينتقل إلى فرع «فيدرال ريزيرف» (البنك المركزي) في نيويورك، حيث كان يعمل حتى اختاره أوباما وزيرا للخزانة. وكان من المقرر أن يجيز الكونغرس اختيار الوزير الجديد الأسبوع الماضي، لكن طلب قادة في الحزب الجمهوري تأجيل ذلك حتى عقدت جلسة خاصة عاد فيها الوزير الجديد إلى الكونغرس، وانتقده هؤلاء القادة نقدا شديدا، خاصة لأن جملة الضرائب التي لم يدفعها قاربت الخمسين ألف دولار، ولأن صندوق النقد العالمي دفع له راتبا إضافيا ليدفع الضرائب المستحقة عليه، لأن الصندوق، وهو منظمة دولية، لا يدفع ضرائب بالنيابة عن موظفيه، خاصة لأن قسم الضرائب الفيدرالي يتبع وزارة الخزانة.

وقال قادة الحزب الجمهوري إنهم صوتوا للوزير الجديد بسبب استمرار تدهور الكارثة الاقتصادية، لكنهم حذروه من أنه عندما سيعود اليوم للإجابة عن أسئلة حول اقتراحات أوباما الاقتصادية، سوف يواجه اعتراضات كثيرة. وكان قادة الحزب الجمهوري، قد اعترضوا على مبلغ 825 مليار دولار الذي رصده أوباما لتشجيع الاقتصاد، وقالوا إنه كبير، وإنه سيقود إلى مزيد من العجز في الميزانية الشهرية، وليس فيه تخفيض ضرائب كثيرة.

وبالإضافة إلى المواجهة الدبلوماسية بين أوباما، وقادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، ظهرت مواجهات شخصية مع شخصيات جمهورية محافظة مشهورة ومؤثرة، مثل راش ليمبو، مقدم أشهر برنامج إذاعي في أميركا، الذي شن هجوما شخصيا على أوباما، وقال إنه يتمنى له الفشل. ورد أوباما بأن ليمبو لا يمثل الحزب الجمهوري الذي «يريد التعاون معه لإنقاذ البلاد من الكارثة الاقتصادية».

وأمس أيضا، شن هجوما شخصيا على أوباما شين هانيتي، وهو مثل ليمبو، ينتمى للجناح المحافظ في الحزب الجمهوري. وقال: «لا أتمنى أن يفشل أوباما، لكنه سيفشل». وكان أوباما، خلال المعركة الانتخابية قد رد أكثر من مرة على انتقادات هانيتي له. وسجل هانيتي ردود أوباما، وأذاعها في برنامجه بهدف زيادة أهميته في نقده لأوباما.

لكن يخشى مراقبون في واشنطن أن يدخل أوباما في معركة شخصية مع أمثال ليمبو وهانيتي. وأمس، حتى روبرت بينيت، من قادة الحزب الجمهوري، الذي كان وزيرا للتربية في إدارة الرئيس ريغان، قال إن أوباما أخطأ، عندما رد على ليمبو الذي تمنى له الفشل. وقال بينيت: «يجب على رئيس الجمهورية، مهما كان، أوباما أو ماكين، ديمقراطي أو جمهوري، أن يرتفع عن مستوى الانتقادات الشخصية».