توقف البريد الإلكتروني في البيت الأبيض يربك الموظفين ويعيدهم إلى وسائل الاتصال القديمة

أجبر العاملين على ترك رسائل عاجلة على أوراق وردية

TT

بدا الشخص الذي يعمل في خط تقديم مساعدة الكومبيوتر في البيت الأبيض منهكا قليلا بعد ظهر أمس. فبعد بداية الأسبوع بوقت قصير، أصيبت إدارة أوباما البارعة في التكنولوجيا بـ«عطل في مزود» الكومبيوتر على نحو غامض، تسبب في منع جميع رسائل البريد الإلكتروني الواردة والصادرة لأكثر من ثماني ساعات، ما أجبر المساعدين على اللجوء إلى الاتصالات الهاتفية على الطريقة القديمة والمحادثات وجها لوجه.

قال الموظف بعد الرد على اتصالات هاتفية من موظفين يعانون من الحرمان من استخدام البريد الإلكتروني في البيت الأبيض: «نتلقى عددا كبيرا من الاتصالات». وتساءل أحد المتصلين، كيف من الممكن أن يتعطل نظام البريد الإلكتروني في البيت الأبيض لفترة طويلة كهذه؟ وقد اعتذر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس على الهواء مباشرة عبر التلفزيون عن فقدان أي اتصال عبر البريد الإلكتروني.

وقال موظف خط تقديم المساعدة: «ما زلنا لا نعرف»، مضيفا أنه تمت إعادة تشغيل مزودين للبريد الإلكتروني، ولكن لا يزال الاثنان الآخران معطلين على نحو غامض، بدون أي تفسير.

ثم وضع المتصل فجأة على الانتظار، ليعود إليه بعد لحظة ويقول إنه ليس مكلفا بالإجابة عن أسئلة.

وتسبب عطل البريد الإلكتروني في الإضرار بالاتصالات، إضافة إلى الضرر التكنولوجي. وكان مساعدو أوباما قد تحولوا عن بريدهم الانتقالي الذي توقف حاليا في عطلة نهاية الأسبوع، وكانوا يوزعون عناوين بريدهم الإلكتروني الحكومي الجديد عندما توقفت المزودات. ولا توجد إشارة إلى أن هذا العطل تسبب في أي نوع من الكارثة الوطنية. ولا يزال الرئيس باراك أوباما يخطط لتوديع السيناتور السابق جورج ميتشيل رسميا قبل مغادرته إلى الشرق الأوسط، وكذلك استقبال تيموثي غايتنر ليؤدي أمامه اليمين في منصب وزير الخزانة.

إلا أن عددا من مسؤولي الإدارة، قالوا إن هناك أعمالا توقفت بسبب هذا العطل، وإنهم يخافون من فيض الرسائل التي ستصل عندما تعود الخدمة إلى طبيعتها. وصرح أحد الأشخاص، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن العطل ازداد سوءا، لأن العاملين لا يزالون يحاولون استكشاف الطريق في الجناح الغربي ومبنى المكاتب التنفيذية القديم، وأنهم كانوا يعتمدون على البريد الإليكتروني بكثافة من أجل التواصل مع زملائهم الجدد. ويشعر العاملون في البيت الأبيض بالفعل بالإحباط، بسبب وسائل التكنولوجيا القديمة، التي وجدوها لدى توليهم مناصبهم. ومنذ الساعة العاشرة صباحا وحتى مساء يوم أول من أمس، لم يستقبل مساعدو البيت الأبيض رسالة إلكترونية واحدة، لا على أجهزة الكومبيوتر ولا على أجهزة البلاك بيري الخاصة بهم. وبدلا من الأصوات المستمرة التي تصدر عند استقبال الرسائل الجديدة، كان هناك هدوءا مخيفا يسري في المكان. وقال أحد المساعدين مع دخول العطل في ساعته الثامنة: «هذا سخيف للغاية. إن هذا الجناح الغربي غريب». وكانت نتيجة ذلك أن مر اليوم على الطريقة القديمة في البيت الأبيض. وبدلا من البلاك بيري، استخدم الجميع الهواتف المحمولة، وهي وسيلة تكنولوجيا كانت في التسعينات من أهم وسائل الاتصال في دوائر واشنطن السياسية. وظهرت الأوراق الوردية، التي تحمل رسالة عاجلة يتركها البعض على مكاتب المسؤولين في حالة عدم وجودهم على مكاتبهم، وعلى مكاتب المساعدين الصحافيين في البيت الأبيض، الذين أصبحوا غير قادرين فجأة على التعامل مع فيض من الأسئلة التي يتلقونها من الصحافيين بشكل طبيعي. وقال غيبس مازحا: «لم أمر بيوم أقل توترا من هذا اليوم منذ خمسة أعوام»، مشيرا إلى جهاز بلاك بيري الموجود على مكتبه قائلا، إنه قد ينفع كصحن جيد.

وتعمل كاتي ليلي، مديرة الإعداد الصحافي، ومسؤولة عن قيادة فريق الصحافيين من مكان إلى آخر. وبالطبع، لا يتوقف جهاز البلاك بيري الذي تحمله عن الامتلاء بالأسئلة والشكاوى. قالت وهي تتقدم مجموعة من الصحافيين إلى غرفة مجلس الوزراء، حيث كان أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مجتمعين: «هل تعرف، إنه أمر جيد. من الذين قلقوا بشأن هذا الأمر؟ أنا لا أعرف شيئا عن ذلك».

وقال جوش إرنست، وهو مساعد آخر في المكتب الصحافي، إنه «قابل الكثير من الناس» أمس، لأنه لم يتمكن من الاعتماد على نظام البريد الإلكتروني من أجل الاتصال بهم. وعلق قائلا: «إنها طريقة قديمة جدا». إذا كيف يعمل البيت الأبيض في العصر الحديث من دون بريد إلكتروني؟ لم يتمكن المكتب الصحافي من إرسال البيانات الصحافية أو النصوص الرسمية أو المذكرات إلى قائمته المتزايدة من الصحافيين في جميع أنحاء البلاد. وبدلا من ذلك، سلم نسخا مصورة ضوئيا للصحافيين المجتمعين في غرفة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض. وقال تومي فيتور، أحد المساعدين الصحافيين: «إن ذلك مثلما كان يحدث قديما، حيث كنتم تهرعون إلى كبائن هواتف العملة لتتصلوا بصحفكم». وفي الساعة الخامسة والنصف مساء، ارتفع صوت فيتور عبر مكبرات الصوت في غرفة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض ليخطر الحاضرين أن نص تعليقات الرئيس مع هيلاري كلينتون جاهز للتسليم. وعادة توزع النصوص عبر البريد الإلكتروني. وفي الساعة الخامسة والدقيقة الثالثة والأربعين، حصل الصحافيون على تقرير من مجموعة صغيرة من الصحافيين الآخرين الذين راقبوا اجتماع أوباما وكلينتون، الذي أرسلته جمعية مراسلي البيت الأبيض.

وجاء في الرسالة الإلكترونية: «ملحوظة: لقد أصيب نظام البريد الإلكتروني في البيت الأبيض بعطل. ووافق المكتب الصحافي على السماح لجمعية مراسلي البيت الأبيض بتوزيع هذا التقرير اليوم. رجاء مشاركة زملائكم غير المدرجين على القائمة (في هذا التقرير). وشكرا»! وصرح المساعدون أن مكتب السيدة الأولى كان أيضا من دون خدمة البريد الإلكتروني، كما هو الحال في مكاتب أخرى في أشهر مباني الحكومة. ولم تكن هناك إشارة يوم الاثنين إلى موعد عودة خدمة البريد الإلكتروني. وفيما يتعلق بمعدات الاتصال الأكثر تعقيدا في البيت الأبيض، ومنها أنظمة قد توجد في غرفة العمليات، قال أحد المساعدين: «لا نعلق على قضايا أمنية».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»