«ويكيبيديا» تريد فرض شروط على المحررين بعد أن نشر أحدهم خطأ أن كيندي توفي

مؤسس الموقع يؤكد أن القرار سيشمل فقط صفحات السير الذاتية.. واعتراضات كثيرة على موقفه

TT

تنوي موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية، التي يساهم القراء في تحريرها وتواجه مشاكل متزايدة تتعلق بمصداقيتها، إدخال تغييرات جذرية على السياسة التحريرية فيها، ووضع شروط محددة للأشخاص الذين يريدون إجراء تعديلات على النصوص. وجاء هذا القرار بعد أن كتب أحد الزوار، خطأ، على صفحتي عضوي مجلس الشيوخ الأميركي تيد كيندي وروبرت بيرد، أنهما توفيا، عقب إصابتهما بتوعك خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما ونقلهما إلى المستشفى. وقال جيمي ويلز، مؤسس موسوعة «ويكيبيديا»، إن أي تعديلات يجري إدخالها على صفحة الأشخاص الأحياء، لن تنشر قبل أن يتحقق منها أحد محرري الموقع أو الأشخاص الموثوق فيهم الذين يستعملون الموقع، قبل أن تصبح متوفرة للجمهور. وستعني هذه التعديلات تغييرا جذريا في فلسفة الموقع، الذي يتيح المجال لتغيير أي مادة من مواد الموسوعة بكل حرية. وبعد حفل التنصيب الثلاثاء الماضي في واشنطن، أصيب كيندي الذي يعاني من سرطان في المخ بنوبة أثناء حفل الغذاء، ونقل إلى المستشفى. إلا أن شخصا ما تسرع وعدل في صفحته في الموسوعة أنه توفي بعد نقله إلى المستشفى، قبل أن يحصل على تأكيد من المستشفى التي نقل إليها كيندي. إلا أن الخطأ جرى تعديله بسرعة وأزيل من الصفحة. وقال ويلز في مدونته إنه كان ينبغي تجنب «هراء» التقارير الخاطئة بواسطة «المراجعة المعلمة»، كما أعلن رغبته في تطبيق هذه التعديلات كاملة في أقرب وقت ممكن. لكن الاقتراح أثار جدلا واسعا واعتراضا من بعض محرري الموقع، الذين اعتبروه غير قابل للتنفيذ. وكتب أحد المحررين: «إن وضع هذه التقييدات على التحرير يظهر مشاعر احتقار لعدد كبير من الأشخاص، الذين يكرسون وقتهم بنية طيبة وهم يصدقون ما قالته لهم ويكيبيديا، من أن الجميع يمكن أن يشارك في تحريرها».

إلا أن أحد المسؤولين في ويكيبيديا كتب قائلا: «في أغلبية الحالات، سيصبح الموضوع المنشور في ويكيبيديا حول شخص الموضوع الأكثر مصداقية من بين الأجوبة التي يحصل عليها الباحث عبر محرك البحث. هذا يؤثر على حياة الأشخاص الذين نكتب عنهم يوميا، والإشارة إلى أن ويكيبيديا ليس لديها مسؤوليات عميقة لكي تبقي مواضيعها خالية من الافتراء والثرثرة والتطفل، يعني أننا غير مسؤولين عن قياس نتائج أعمالنا على الواقع».

وكتب شخص آخر: «إن اللجوء إلى (المراجعة المعلمة) سيؤدي من دون شك إلى خلق تراكمات يصعب إدارتها». وفي النسخة الألمانية من ويكيبيديا، تستعمل هذه الطريقة منذ نحو عام ولا يتم نشر معلومات إلا بعد التأكد منها، وهذا يؤدي أحيانا إلى تأخير يصل إلى ثلاثة أسابيع في تعديل ونشر معلومات جديدة. وقد وصف ويلز هذا التأخير بأنه «غير مقبول»، وقال إن ما يقترحه الان سيطبق فقط على الصفحات الخاصة بالسيرة الذاتية للأشخاص. وقال: «إن رؤيتنا يجب ألا تؤدي إلى تأخير لأكثر من أسبوع، أو أقل». ويقول منتقدون إن هذه الطريقة ستلزم بزيادة عدد الأشخاص العاملين على الموقع. وأمام الاعتراضات الكثيرة، عاد ويلز واقترح تسوية، هي عبارة عن مهلة سبعة أيام لتقديم اقتراح بديل يعرض للتصويت في غضون أسبوعين بعد ذلك. وقد استخدمت المراجعة المُعلَمة من قبل الفرع الألماني لويكيبيديا، لكن بعض المعترضين يعتقدون أن التعديلات المقترحة تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا للتنفيذ.