العاهل المغربي يدعو إلى خطاب إعلامي متجدد.. وفضح الغزو الفكري المقنع بالشعارات

وزير الإعلام السعودي يقترح إحداث لجنة رباعية لدراسة التراكمات * الناصري يأمل في أن يشكل مؤتمر وزراء الإعلام «فاتحة لعمل إسلامي مشترك»

أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي (يمين)، وإياد بن أمين مدني، وزير الثقافة والإعلام السعودي، ومحمد معتصم، مستشار العاهل المغربي، وخالد الناصري، وزير الإعلام المغربي، أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة لوزراء إعلام الدول الإسلامية (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

انطلقت في الرباط أمس أشغال الدورة الثامنة لوزراء إعلام دول منظمة مؤتمر العالم الإسلامي. ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى المؤتمر وتلاها مستشاره محمد معتصم، إلى وضع خطط فعالة لإسماع صوت العالم الإسلامي، وشرح مواقفه، ونصرة قضاياه العادلة، وتمكينه من الإسهام في تعزيز حوار الثقافات والحضارات، بما يخدم المثل والأهداف السامية للإنسانية جمعاء، وذلك عبر صياغة خطاب إعلامي متجدد، وموضوعي، واعتماد أساليب حديثة للتواصل.

وأكد الملك محمد السادس، أن ذلك لن يتأتى إلا بالانفتاح على التطور التكنولوجي الإعلامي، والتفاعل مع العالم المتقدم، أخذا وعطاء، مع تحصين الذات من المؤثرات السلبية، وفضح المناورات، ومحاولات الاستيلاب بكل أنواعه، والغزو الفكري المقنع بالشعارات، لا سيما أن بعض وسائل الإعلام الخارجي، كثيرا ما تروج صورا نمطية عن الإسلام والمسلمين، وتؤجج التعصب، والتطرف. وقال الملك محمد السادس، في رسالته: «إن المبادرة إلى وضع الأسس الكفيلة بتقليص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة، والدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، أصبحت أمرا ضروريا، قصد تمكين المواطنين من المعرفة، التي هي حجر الزاوية في تحقيق أي تنمية أو تقدم أو تعاون أو عمل مشترك». وأوضح ملك المغرب أنه لتحقيق هذه الأهداف، يجب العمل بمهنية عالية، ورؤية واضحة، وفق مشاريع، وبرامج محكمة التخطيط، تمكن من تقديم صورة حقيقة عن الإسلام، والمسلمين، عقيدة وتراثا وحضارة، وتسمح بالتفاعل السريع مع مختلف التطورات والأزمات، والتصدي، بالحكمة، وبالتي هي أحسن وبالمهنية اللازمة، لكل من يسعى إلى احتكار الإسلام، من الداخل، وكل من يتطاول على تشويهه من الخارج.

واستحضر العاهل المغربي، الإسهامات الجليلة لمؤسسي منظمة المؤتمر الإسلامي المشترك، وفي طليعتهم، والده الملك الراحل الحسن الثاني، والعاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن الوفاء لقمة الرباط التأسيسية الرائدة، سيكون خير محفز «على تعزيز التضامن الإسلامي، والدفاع عن مقدسات الأمة، ومناصرة قضاياها العادلة، وتحصين السيادة، والوحدة الترابية لدولها، والتصدي لنزوعات البلقنة والتجزئة».

ونوه ملك المغرب، بوضع الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، القضية الفلسطينية، وقضية القدس الشريف، في مقدمة جدول أعمالها، مجددا التزام بلاده بالجهود المبذولة على كافة المستويات لإقرار حل سلمي وعادل ودائم وشامل للنزاع العربي- الإسرائيلي، عبر إقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلام العربية، وفي إطار مقررات الشرعية الدولية.

ومن جهته، التمس إياد بن أمين مدني، وزير الثقافة والإعلام السعودي من الوفود المشاركة، تبني رسالة الملك محمد السادس، كوثيقة في المؤتمر، كون مضمونها يؤطر بناء العمل الإعلامي الإسلامي المشترك. وأعرب مدني عن أمله أن تتبنى الدول الأعضاء المشاركة في المؤتمر مقترحا تقدم به، حدد من خلاله موازنة وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، واتحاد الإذاعات الإسلامية، وذلك بعد فحص نتائج الدراسات العلمية المنجزة حول هاتين الوسيلتين الإعلاميتين الهامتين.

واقترح مدني، على المؤتمر، إحداث لجنة رباعية، سماها «ترويكا المتابعة والإشراف»، تتكون من أربعة أعضاء هم: أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، ورئيس الدورة الحالية للمؤتمر، والرئيس المقبل للمؤتمر، ورئيس الدورة السابقة المنتهية ولايته، قصد دراسة التراكمات الحاصلة، واستشراف المستقبل، من خلال وضع خطط عملية قابلة للتنفيذ.

من جهته، أعلن أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، أنه تلقى ردا من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يؤكد فيه فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الإدارة الأميركية والعالم الإسلامي. وقال أوغلي: «بلغ إلى علمي أن الرئيس أوباما تفاعل إيجابيا مع الرسالة التي وجهتها إليه، وذلك من أجل إقامة علاقة الثقة، وتبادل الاحترام، وسأقدم لكم فحوى الرد حالما أتلقاه بصفة رسمية».

وأكد أوغلي أن الموضوع الذي يشغل بال الرأي العام، هو وقوع الحوادث الإرهابية من قبل أفراد ينسبون أفعالهم إلى الإسلام، لذلك فإن بعض الدوائر الإعلامية تقحم كلمة «إسلام» في تقاريرها حول تلك الحوادث، مطالبا وسائل الإعلام بتجنب الإشارة إلى الإسلام ضمن تقاريرها بشأن هذه الأحداث الإجرامية، لتجنب نشر وإشاعة معلومات مغلوطة قد تعرض حقوق الإنسان الأساسية للمسلمين للخطر، كما حذر أغلو من تسارع انتشار الحملة الشرسة على الدين الإسلامي، إلى درجة التخويف منه، ومن معتنقيه، وزرع الكراهية، وتأجيج الصراع بين الديانات، مشددا على دور وسائل الإعلام في تبيان زيف الادعاءات المغرضة.

ومن جهته، أعرب خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام) المغربي، عن أمله في أن يشكل المؤتمر فاتحة عهد جديد لعمل إسلامي مشترك، يروم تأهيل الحقل الإعلامي في الدول الأعضاء، حتى يستجيب لطموحات القادة السياسيين، وآمال الشعوب.