المبعوث الأميركي يبدأ جولته الأولى بالقاهرة والإسرائيليون يتنافسون على كسب وده

المصريون يطلعون ميتشل على الجدول الزمني لتطبيق مبادرتهم لإنهاء الأزمة في غزة

TT

يدير القادة الاسرائيليون، الذين سيلتقون مع جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الى الشرق الأوسط، معركة لكسب ود المسؤول الأميركي وللفوز بتعاطفه، وذلك في سبيل تعزيز موقع كل منهم في الانتخابات القريبة المقبلة.

ومن المقرر ان يصل ميتشل اليوم الى اسرائيل قادما من القاهرة، حيث يلتقي عددا من كبار المسؤولين الاسرائيليين. كما سيزور ايضا رام الله ويلتقي فيها الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء سلام فياض.

وكان ميتشل قد وصل الى القاهرة بعد ظهر امس، المحطة الاولى في اول جولة له يقوم بها في المنطقة منذ تسلمه منصبه الجديد كوسيط سلام في الشرق الاوسط. واجتمع ميتشل فور وصوله في مطار القاهرة مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في مطار القاهرة. كما التقى الموفد الاميركي مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. والتقى ميتشل مساء امس ايضا وزير الخارجية المصري، أحمد ابو الغيط، ومن المقرر ان يلتقي صباح اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل ان يتوجه الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وسيطلع المسؤولون المصريون ميتشل على الجدول الزمني لتطبيق المبادرة المصرية لانهاء الازمة في غزة الذي كشف عنه أبو الغيط عقب لقائه بسولانا في القاهرة، بقوله إن التوصل الى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، سيتم في غضون الأسبوع الأول من فبراير (شباط) المقبل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع سولانا، عقب استقبال مبارك لها «إن مباحثات الفصائل الفلسطينية ستُحْدِث تطورات ايجابية وأنه في إطار الجهود المصرية في هذا الصدد، فإننا قد نصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مستمر في الأسبوع الأول من فبراير المقبل ما يؤدي إلى فتح المعابر وفقا للمبادرة المصرية في بندها الثاني».

وقال أبو الغيط إنه يجري حاليا الإعداد للمصالحة الفلسطينية حيث سيتم دعوة الفصائل الفلسطينية للحوار، معربا عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق في هذا الشأن خلال الأسبوع الثالث من الشهر المقبل. وأشار إلى أنه في حالة الوصول إلى هذه الاتفاقات سيتم في الأسبوع الأخير من شهر فبراير فتح ملف إعادة الاعمار في غزة. وأوضح أبو الغيط أنه يأتي بعد ذلك استعادة الأداء العالمي لعملية السلام بالتعاون مع مبعوث السلام الأميركي، وأشار إلى أن الخطوات المختلفة في هذه المرحلة تتم بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي كما أن العمل مع الولايات المتحدة له دوره وتأثيره المهم. وفي اسرائيل أعلن وزير الدفاع رئيس حزب العمل، ايهود باراك، انه يقود الحزب الوحيد الذي يضع في رأس اهتمامه دفع عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني ـ والاسرائيلي ـ السوري ـ اللبناني ويتعاطى باحترام مع مبادرة السلام العربية لتكون ذات وزن لائق في المفاوضات من أجل عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط. وقال انه في الوقت نفسه يدير معركة لا هوادة فيها لمكافحة الارهاب. وأكد ان هذه السياسة تتلاءم تماما مع سياسة الرئيس أوباما. وأما في اليمين الذي يؤيد انتخاب رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، فيوجهون الرسائل والتلميحات الى ميتشل ان اسرائيل بقيادة نتنياهو لن تقبل ممارسة الضغوط عليها على عكس حزبي «كديما» و«العمل»، مع العلم بأن نتنياهو شخصيا لا يتطرق الى هذا الموضوع. ويفضل انتظار لقائه مع ميتشل. وسيحاول استغلال هذا اللقاء لاظهار المشترك بينهما.

وأما رئيسة حزب «كديما» الحاكم وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، فقد تحدثت عن توافق كامل في سياستها مع سياسة الادارة الأميركية ورفضت اتهامات اليمين بأن الأميركيين يريدون الضغط. وقالت: «هنالك مصلحة مشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة ولا توجد أية حاجة لممارسة الضغط». وأضافت ان ما يسميه اليمين ضغطا هو في الواقع فرصة توفرها الادارة الأميركية لاسرائيل حتى تحقق السلام مع جيرانها. وهذا بالضبط ما يخيف اليمين بقيادة نتنياهو الذي يخاف السلام. وحزب «كديما» ينوي تشكيل حكومة سلام قوية تعرف كيف تعزز الفرز في المنطقة لصالح قوى السلام والاعتدال اليهود والعرب، بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل، تكون فيهــا اسرائيل خالية من اللاجئين الفلسطينيين وتكون فلسطين خالية من الارهاب.

ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الذي سيترك منصبه وعمله السياسي بعد الانتخابات المقبلة، فقد اعتبر لقاءه مع المنتظر مع ميتشل فرصة لاعطائه فكرة عن مدى التقدم الحاصل في المفاوضات بينه وبين الرئيس الفلسطيني من جهة ومع سورية من جهة ثانية. وقال أولمرت إن ميتشل قادم لكي يسمع بالأساس ويعرف كيف يتابع مسيرة الوساطة بين اسرائيل والعرب. وأكد ان اية حكومة ستقوم في اسرائيل ستكون مضطرة للبدء في المفاوضات من النقطة التي وصل اليها هو في المفاوضات. وانه سيمد ميتشل بشحنات ايجابية تشجعه على الاندفاع بالمسيرة السلمية بخطوات كبيرة الى الأمام.

وأما الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس، فقد تكلم مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الليلة قبل الماضية وأبلغها انه قرر الامتناع عن السفر الى مؤتمر اقتصادي في أوروبا لكي يلتقي ميتشل. وأكد انه سيحاول أن يشرح كيف يمكن للسياسة الأميركية أن تنجح في الشرق الأوسط، بعد مسلسل الاخفاقات العديدة التي اعترت هذه السياسة في السنوات الأخيرة. وقال بيريس انه ينصح واشنطن بأن لا تبدأ في مفاوضات مع ايران قبل الصيف المقبل. فايران تخوض حملة انتخابات في الصيف. وهناك صراع بين التيار المتشدد بقيادة محمود أحمدي نجاد وبين التيار الاصلاحي والمفاوضات مع نجاد ستقويه في المعركة وستلحق الضرر في التيار المعتدل.