مفوضية الانتخابات: 100 % نسبة المشاركة باقتراع الجيش والشرطة والمرضى والسجناء

أحد نزلاء سجن المعقل بالبصرة: لا أعرف لمن أصوت لكن شيخا كتب هذا الرقم على يدي وسأصوت له

امرأة وضعت مولودها حديثاً تصوت من على سريرها بالمستشفى في الانتخابات أمس (أ.ب).. وعناصر شرطة يرون أصابعهم المخضبة بحبر الانتخاب (أ.ف.ب).. وسجين يدلي بصوته في سجن المعقل بالبصرة (أ.ف.ب)
TT

كان الإقبال كثيفا على صناديق الاقتراع أمس مع بدء عملية «التصويت الخاص» للجيش والشرطة والمرضى والسجناء في انتخابات مجالس المحافظات وسط إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع.

وقال قاسم العبودي رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا للصحافيين «إن العملية الانتخابية جرت بطريقة ممتازة والإقبال كان ممتازا ونسبة المشاركة تقدر بنحو مائة في المائة». وأضاف أن «المراكز التي يبلغ عددها 374 وتضم 1699 مكتبا للاقتراع افتتحت في عموم البلاد»، مشيرا إلى أن «بعض المراكز أغلقت عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بعد انتهاء التصويت مبكرا». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «السجناء لدى السلطات العراقية وقوات التحالف شاركوا في الانتخابات، باستثناء الذين لا يحملون أوراق ثبوتية».

وأكد العبودي أن «مراقبين دوليين شاركوا هذا العام بكثافة، ولم يحصل حتى الآن أي خروقات تذكر (...) هناك التزام». وشارك أكثر من 614 ألف ناخب من عناصر قوات الأمن وسجناء صدرت بحقهم أحكام لمدد تقل عن خمسة أعوام والمرضى في المستشفيات في التصويت الخاص.

وفي بغداد، فتحت المراكز الانتخابية أبوابها عند الساعة السابعة فيما فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع. وقال المهندس عمار حامد (46 عاما) المسؤول عن أحد المراكز الانتخابية «فتحت الأبواب للناخبين من قوات الشرطة والجيش السابعة صباحا، ونستقبل بشكل متواصل العشرات منهم». وأضاف حامد أن «الأمور تسير بشكل جيد جدا. الناخبون يدلون بأصواتهم بحرية». وأكد يوسف إبراهيم مسؤول مركز «القادسية الرابع» في الحارثية (غرب بغداد) أن «على الناخب تقديم هويته الشخصية بالإضافة إلى بطاقة التموين ليتم تثبيت أرقامهما، والتدقيق عند عملية فرز الأصوات لاحقا تجنبا لتكرار التصويت». وأغلقت صناديق الاقتراع بأشرطة بلاستيكية. وهناك قفل أخير للصندوق يوضع في نهاية الاقتراع. وقال يوسف إن «الحبر المخصص لأصابع الناخبين لا يمكن إزالته إلا بعد ثلاثة أيام على الأقل». وكانت حمدية الحسيني من مفوضية الانتخابات، أكدت أول من أمس «وصول 800 مراقب دولي للمساعدة في الانتخابات».

من جهته، قال اللواء الركن عدنان علي من الشرطة «أعطيت صوتي لمن أشعر أنه قادر على خدمة البلاد» رافضا الكشف عن اسم القائمة أو المرشح. وأكد أن «العملية الانتخابية تسير بشكل جيد وأفضل من السابق». من جانبه، قال الشرطي حيدر كريم (22 عاما) وهو يمسح الحبر عن إصبعه «انتخبت قائمة ائتلاف دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) أعتقد أنهم قادرون على قيادة البلاد وخدمة الناس ومعالجة البطالة وتحسين أوضاعنا». واصطف عشرات من عناصر الشرطة بزيهم العسكري دون سلاح، في طوابير فيما وقف نظراؤهم خارج المركز بانتظار دورهم.

وفي الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، أكد صالح العيساوي مدير مركز «الشهداء» استقبال الناخبين في الاقتراع الخاص منذ الصباح وسط فرض قوات الأمن إجراءات مشددة حول مراكز الاقتراع. وأضاف أن هناك «أكثر من 12 ألف ناخب يشاركون في الاقتراع».

وفي محافظة واسط، وكبرى مدنها الكوت (175 كلم جنوب بغداد) أكد كاظم الشمري مدير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بدء عملية الاقتراع الخاص في 11 مركزا انتخابيا.

ويبلغ عدد الناخبين 13 ألفا من قوات الأمن وفي المستشفيات، وفقا للشمري.

وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد)، فتح مركزان انتخابيان أبوابهما أمام خمسة آلاف ناخب معظمهم من قوات الجيش المتمركزة في المحافظة. يشار إلى أن كركوك ليست ضمن المحافظات المشمولة في انتخابات المحافظات.

وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد)، انطلقت عملية التصويت في مراكز حددتها المفوضية منذ الصباح وكان يفترض مشاركة نحو 26 ألف ناخب معظمهم من قوات الأمن. وفي محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد)، قال حسن الوائلي مسؤول المفوضية إن «عملية التصويت الخاص بدأت بمشاركة نحو عشرين ألف ناخب». وخصصت المفوضية 12 مركزا انتخابيا في عموم المحافظة. وقال محمد عبد الواحد أحد عناصر الشرطة «انتخبت قائمة شهيد المحراب» التي تمثل المجلس الإسلامي العراقي الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم. وقال الجندي غسان الجنابي (24 عاما) «انتخبت قائمة عشائر الديوانية المستقلة» التي تمثل شيوخ عشائر وآخرين من مختلف أطياف المجتمع.

وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد) انطلقت العملية الانتخابية في 32 مركزا انتخابيا حيث من المفترض أن يدلى نحو 62 ألف ناخب بأصواتهم. وأكد حازم الربيعي مدير مكتب مفوضية الانتخابات أن «عملية التصويت تسير بشكل طبيعي ويتوافد الناخبون إلى مراكز الاقتراع». ونقلت وكالة رويترز عن سجين يرتدي الزي البرتقالي في سجن المعقل بالبصرة حيث ضرب الحراس العديد من الصحافيين لالتقاط صور تبين وجوه السجناء «إنني لا أعرف لمن أصوت لكن شيخا كتب هذا الرقم على يدي وسوف أصوت لصالح هذا الرقم».

وستجرى انتخابات مجالس المحافظات السبت. ويشارك 401 كيان سياسي في انتخابات ستجرى في 14 من أصل 18 محافظة باستثناء كركوك والمحافظات الكردية الثلاث السليمانية وأربيل ودهوك في الشمال. ويتنافس 14431 مرشحا على 440 مقعدا في حين يبلغ عدد الناخبين أقل من 15 مليونا.

ولم يتم الإبلاغ سوى عن حوادث أمنية طفيفة تمثلت في انفجار قنبلة على جانب طريق أسفرت عن إصابة مدني بجروح في هجوم على قافلة جيش في بلدة شمالي بغداد وقتل مسلحون مدنيا في متجر لإصلاح ماكينات الحياكة في كركوك. وفي الموصل قتل شرطي في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق وأصيب ثلاثة أشخاص في انفجار قنبلة في متجر لبيع الملابس العسكرية.

وقد يمر شهر قبل أن تتضح النتائج. ولن تتوفر النتائج الأولية قبل عدة أيام، أما النتائج النهائية فستعلن بعد أسابيع. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى إلى أن تجتمع المجالس من الائتلافات لاختيار المحافظين الجدد.