شقيق ليفني ومدير حزبها ينضمان لليكود و58% من الناخبين لم يحسموا أمرهم

ضربة أخرى لـ«كديما» الحاكم في إسرائيل

TT

مع بدء الدعاية الانتخابية الرسمية في اسرائيل، مساء أمس، واعلان 59% من الناخبين أنهم لم يقرروا بعد لمن سيمنحون أصواتهم رغم انه لم يبق من الوقت على الانتخابات سوى أسبوعين فقط، اشتدت حمم المعركة بين الأحزاب المتنافسة. وازدادت الهجمات المتبادلة حدة. وحقق الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو انجازين كبيرين، حين انضم اليه المدير العام لحزب «كديما» وكذلك شقيق تسيبي ليفني، رئيسة حزب «كديما».

واعتبر المراقبون هذه الخطوة ضربة معنوية قاصمة لوزيرة الخارجية ليفني، حيث ان المدير العام، مئير نتسان، قال انه قرر الانسحاب من «كديما» لأنه اكتشف خلال الحرب ان ليفني شخصية ضعيفة لا تلائم رئاسة الحكومة في وقت الحرب. وقال ايتان ليفني، انه عمل كل ما في وسعه لدعم شقيقته حتى تنتخب رئيسة لحزبها ولكنه بعد أن راقب تصرفات القادة السياسيين بمن في ذلك شقيقته كيف يتصرفون، يرى ان نتنياهو هو الذي يستطيع قيادة اسرائيل في هذه المرحلة العصيبة وليس أي قائد آخر.

وكان حزب «كديما» قد أطلق حملته الانتخابية على ابراز ليفني باعتبارها الوحيدة بين المرشحين الثلاثة القادرة على قيادة اسرائيل في أوقات الحرب والسلم. وقالت ان الجمهور يعرف كلا من ايهود باراك وبنيامين نتنياهو وجربهما في رئاسة الحكومة وعاقب كلا منهما في حينه لأنهما فشلا في قيادة اسرائيل، وهي وحدها التي لم تجرب، وهي وحدها التي تحضر الى اسرائيل روحا جديدة من القيادة. ولكن الجمهور الاسرائيلي لا يأخذ توجهات ليفني على محمل الجد ولهذا فان استطلاعات الرأي ما زالت تشير الى ان نتنياهو هو صاحب أكبر الاحتمالات للفوز، تليه ليفني ثم باراك. إلا ان استطلاعا جديدا نشر أمس في جامعة تل أبيب، أحيى في نفس ليفني وباراك الأمل بالتغلب على نتنياهو، وذلك لأنه كشف ان 58% من الاسرائيليين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. وهذه هي أول مرة في تاريخ السياسة الاسرائيلية تصل فيها البلبلة الى هذا الرقم القياسي. فالانتخابات مقررة ليوم 10 فبراير (شباط) المقبل. وعلى الأحزاب أن تبذل قصارى جهدها، حتى اللحظة الأخيرة للتأثير على الناخبين. وذكر 40% منهم انهم سيقررون شكل تصويتهم فقط في الليلة الأخيرة بعد الانتخابات.

وبدأت الأحزاب الاسرائيلية التي تخوض الانتخابات وعددها 34 كتلة، أمس، تتوجه الى الناخبين بالدعاية الانتخابية المباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون. وخصص لكل حزب جديد 7 دقائق دعاية تلفزيونية و19 دقيقة دعاية في الاذاعة. ويحظى «كديما» بأكبر قدر من المساحة الدعائية كونه يمثل في الكنيست اليوم بـ 29 مقعدا، لذلك يحظى بالدعاية لما مجموعه 65 دقيقة بث في التلفزيون و131 دقيقة في الاذاعة. بينما اللكيود (له اليوم 12 مقعدا وقد اشترى مساحة البث لعضو الكنيست اليميني إيفي ايتام)، يحصل على 35 دقيقة في التلفزيون و71 في الاذاعة، والعمل 43 تلفزيون و87 في الاذاعة. ولكن تأثير هذه الدعايات على الناخبين ينخفض باستمرار من انتخابات لأخرى. فإذا كان تأثير الدعاية على الناخبين وصل الى 30% في سنة 1996، فقد هبطت النسبة الى 14.6% في سنة 2006 ويقول اليوم 5% فقط انهم سينتظرون هذه الدعاية ليقرروا موقفهم، ومع ذلك فإن الأحزاب تصرف أموالا طائلة على هذه الدعايات. ويتضح منها ان الليكود يبني دعايته على الشعار «مهمة رئيس حكومة كبيرة جدا على مقاس ليفني»، بينما تبني ليفني دعايتها على اظهار نتنياهو انسانا غير موثوق يتبع الكذب والنفاق.

ويبني باراك دعايته على التوجه الايجابي، الذي لا يمس بالآخرين، فيقول: «انا لست محبوبا. أنا لا أصلح لك صديقا. ولكن عندما تحتاج لرئيس قوي في الأمن وفي السياسة السلمية تجدني في المقدمة». ويحاول نتنياهو ان يرسخ في دعايته حقيقة كونه المتقدم على الجميع في التنافس وانه بدأ يشكل ائتلافه الحكومي. وسانده في ذلك، أمس، حزب «شاس»، الذي أعلن انه سيوصي رئيس الدولة بأن يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة وانه لن ينضم الى حكومة برئاسة تسيبي ليفني. وقد استغلت ليفني هذا التصريح لتتهم نتنياهو بأنه سيقيم حكومة متدينين متزمتين تعيد اسرائيل الى الوراء مائة سنة في قضايا التعليم والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وطالبت نتنياهو بأن يكشف للجمهور ما هو الثمن الذي وعد بدفعه الى حزب «شاس»، بوصفه حزبا معروفا في الابتزاز المالي.