إسرائيل تقرر «تسعيرة جديدة»: قصف مكثف ردا على كل عملية فلسطينية أو تهريب سلاح

ترجح مسؤوليةتنظيم قريب من «القاعدة» عن عملية «كيسوفيم»

TT

لأول مرة منذ إعلان وقف اطلاق النار، اطلقت كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس النار على قوة إسرائيلية بالقرب من الجدار الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. وفي بيان لها تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت الكتائب إنها أطلقت ثلاث قذائف هاون على وحدة اسرائيلية خاصة توغلت في المناطق الزراعية الحدودية شرق مخيم المغازي وسط القطاع صباح أمس. وأوضحت الكتائب أن «العملية تأتي في إطار التصدي لمحاولات التوغل الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة ورداً على الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ورداً على الحصار الظالم المتواصل على أبناء الشعب». وأضاف البيان «سنواصل المقاومة والتصدي للتوغل الإسرائيلي»، مشددا على أن الكتائب «سترد بكل قوة على أي حماقة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي». وذكر شهود عيان أن الجيش الاسرائيلي واصل صباح امس عمليات التجريف على طول الحدود مع القطاع، وتحديداً في محيط معبر كيسوفيم، الذي قتل بالقرب منه جندي اسرائيلي واصيب ثلاثة اخرون بتفجير عبوة ناسفة. وأضاف الشهود أن العشرات من العائلات التي تقطن في محيط المنطقة أخلت منازلها خوفاً من توغل اسرائيلي جديد واعمال قتل شبيهة بأيام العدوان. وفي ساعة مبكرة من فجر امس ألقت طائرات اسرائيلية من طراز «اف 16» عددا من القنابل زنة طن على الشريط الحدودي مع مصر، ما ادى الى الحاق أضرار كبيرة بالمنازل. الى ذلك قررت قيادة العمليات الحربية في الحكومة الاسرائيلية، في اجتماع لها، أمس، للبحث في تدهور الأوضاع الأمنية مع قطاع غزة وضع ما أسمته «تسعيرة جديدة» للرد على العمليات الفلسطينية. وحددت «السعر» على النحو التالي: «مقابل كل عملية تفجير أو اطلاق صاروخ فلسطيني باتجاه البلدات الاسرائيلية أو عملية تهريب سلاح الى قطاع غزة، ترد اسرائيل بالقصف المكثف لمرافق ولمجموعات مسلحين ولأنفاق فلسطينية».

وقال مصدر سياسي في القدس الغربية إن الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيري الخارجية والدفاع، تسيبي ليفني وايهود باراك، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية اتخذت عدة قرارات سرية أخرى حول سبل الرد الاسرائيلي على العمليات الفلسطينية، جرى التقدير بأنها تتضمن عمليات اغتيال لقادة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية المسلحة.

وقال عضو المجلس الوزاري الأمني المصغر وزير الداخلية، مئير شطريت، في حديث إذاعي، أمس، ان حماس أرادت بتفجيرها العبوة الناسفة فرض معادلة جديدة للصدام المسلح مع اسرائيل شبيهة بالمعادلة التي كانت قائمة قبيل عملية «الرصاص المتدفق» (هكذا يسمون الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة) «التي كانت اسرائيل فيها تضبط نفسها ولا ترد على كل عملية». واسرائيل قررت ان تفهمها ان تلك المعادلة لم تعد قائمة. وان معادلة جديدة تفرضها اسرائيل هي الرد بشكل قاس على أية عملية. فإذا فهمت حماس الرسالة وضبطت نفسها وتوقفت عن اطلاق النار تماما يكون حسنا، وإلا فإن اسرائيل ستغير المعادلة من جديد وترفع السعر حتى تتراجع حماس وتتصرف كما يجب».

من ناحية ثانية نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية عن مصادر في الجيش والمخابرات الإسرائيلية قولها إن حماس لا تقف وراء عملية التفجير، مرجحة أن تكون منظمة صغيرة تتبنى أفكار تنظيم «القاعدة»، وراء العملية. وشدد القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل على أن حماس ستدفع ثمناً لقاء أي خرق لوقف اطلاق النار، وضمن ذلك عملية التفجير الأخيرة، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن خرق اطلاق النار، على اعتبار أن حماس هي الطرف الذي يتولى ادارة شؤون قطاع غزة.

في سياق آخر كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر أمس النقاب عن قيام الجنود الإسرائيليين بكتابة شعارات عنصرية على جدار البيوت الفلسطينية التي اقتحموها خلال الحملة على القطاع، سيما شعار «الموت لكم جميعاً»، و«الموت للعرب» وغيرها.