فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي للاحتجاج على معاملة قنصلها ودبلوماسيين أوروبيين

الموكب أوقف 6 ساعات وأطلق الجنود النار عليه

TT

في بادرة نادرة، استدعت الخارجية الفرنسية أمس السفير الإسرائيلي في باريس دانيل شيك للاحتجاج على المعاملة التي لقيها القنصل الفرنسي في القدس ألان ريمي ودبلوماسيون فرنسيون وأوروبيون آخرون على معبر إريز بين إسرائيل وغزة.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس، إن القنصل العام في القدس وعددا من معاونيه توجهوا أمس الى غزة لتقويم الوضع خصوصا على المعابر والنظر في ما حل بالمشاريع التي تمولها فرنسا في غزة. وأضاف الناطق، أن الوفد الدبلوماسي الذي أراد العودة الى القدس مساء، أوقف ست ساعات على معبر إريز، مؤكدا أن الوفد تعرض لإطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين. وخلص الناطق باسم الخارجية الى القول، إن السفير الإسرائيلي استدعي الى الخارجية من أجل «تقديم احتجاج» اليه لما تصفه باريس بحادث «غير مقبول» ولطلب «تفسير لما حصل».

وجاء هذا الحادث في الوقت الذي كان فيه رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي يستقبل والد الجندي الفرنسي ـ الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ حوالي العامين.

ويرى مراقبون في العاصمة الفرنسية أن حادث معبر إريز يعكس نوعا من «التوتر في العلاقة» بين باريس وإسرائيل على خلفية ما تعتبره إسرائيل تخلي فرنسا عن المواقف السابقة من حماس، ومن استعداد باريس للعمل مع حكومة وحدة فلسطينية تضم وزراء من حماس، وذلك بعكس المواقف التي التزمت بها فرنسا والاتحاد الأوروبي من حماس منذ انتخابات العام 2006.

ورسميا، لم تقل فرنسا أبدا إنها غيرت موقفها. بينما أفادت تقارير من بروكسيل أن هناك انقساما داخل الاتحاد الأوروبي لجهة طبيعة التعامل مع حماس بين تيار متشدد يضم دول وسط اوروبا وألمانيا وهولندا وإيطاليا، وآخر أكثر ميلا لتسهيل شروط التعامل معها، في محاولة لمساعدة الرئيس محمود عباس على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

والأمر المدهش في التصرف الإسرائيلي الذي بررته تل أبيب بالأحداث الأمنية التي عرفتها المنطقة وبأن ما حصل ليس موجها ضد باريس وأن فرنسا كانت السباقة للاستجابة لمطلب إسرائيل بتوفير رقابة بحرية لمنع وصول أسلحة عن طريق البحر الى حماس. وكانت باريس نشرت الفرقاطة جيرمينال قبل ايام وبدأت هذه الفرقاطة دورياتها.

وتتمتع باريس وإسرائيل بعلاقات جيدة منذ وصول الرئيس ساركوزي الى السلطة قبل حوالي العامين ولا يخفي ساركوزي صداقته لإسرائيل.