تثبيت وزير العدل الأميركي اليوم.. رغم عدم تعهده بعدم ملاحقة متهمين بتعذيب معتقلين

الجمهوريون قلقون من وضعه طريقة «الإيهام بالإغراق» في خانة وسائل التعذيب

TT

على الرغم من عدم تعهد إيريك هولدر، المرشح لمنصب وزير العدل الأميركي (المعروف أيضا بالمدعي العام)، بوضوح بعدم ملاحقة مسؤولين في الإدارة السابقة بقضايا تتعلق بتعذيب معتقلين، فقد صوتت لجنة العدل في مجلس الشيوخ أمس على تثبيته في منصبه، إلا أنه لا يزال يتعين عليه انتظار تثبيته في مجلس الشيوخ قبل أن يتسلم مهامه، وهو ما قد يتم اليوم. وتساور الجمهوريين في الكونغرس شكوك قوية بشأن موقف هولدر من ملاحقة مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس جورج بوش، بتهمة ممارسة التعذيب، خصوصا بعد أن رفض خلال جلسات الاستماع إعطاء تعهد واضح للسيناتور جون كورنين الجمهوري حول عدم ملاحقته أفراد إدارة سابقين. وكرر هولدر موقف الرئيس أوباما الذي كان قد قال إنه لا يريد النظر إلى الوراء، بل سينظر إلى الأمام. وكان أوباما قد وقّع، خلال الأيام الأولى من دخوله إلى البيت الأبيض، أمرا تنفيذيا يمنع بموجبه على أي جهة حكومية أميركية ممارسة التعذيب للحصول على معلومات من معتقلين. واستمرت مناقشات لجنة العدل حتى الليلة الماضية، في حين توقعت مصادر الكونغرس أن يتم إقرار تعيين إريك هولدر صباح اليوم، ليصبح بذلك أول وزير عدل (مدع عام) أسود في تاريخ الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن الجمهوريين يعارضون بشدة فتح ملفات قضائية ضد إدارة جورج بوش، فإن عددا منهم أعلنوا تأييدهم تثبيت هولدر في منصبه.

وكان جمهوريون قد طرحوا أسئلة مباشرة على إريك هولدر خلال جلسات الاستماع، بشأن احتمال القيام بتحريات قضائية حول استعمال أساليب قاسية في الاستجواب، وما إذا كان هولدر يعتبر أن وسيلة «الإيهام بالإغراق» التي استعملت خاصة في معسكر غوانتانامو، تعتبر من أساليب التعذيب. وقال هولدر إنه يعتبر هذا الأسلوب تعذيبا.

وقال ضباط سابقون في الـ«سي آي إيه» إن هذا الأسلوب يجعل المستجوب يعترف خلال ثوان قليلة بأفعاله. ويقضي أسلوب «الإيهام بالإغراق» بتثبيت المتهم على لوحة خشبية، رأسه إلى أسفل وقدماه إلى أعلى، وتغليف وجهه بشكل شبه كامل بما يشبه كيسا من النايلون، ثم يتم سكب الماء على وجهه مما يجعله يشعر أنه يغرق، وهي عملية تسبب ضيقا شديدا للمعتقلين، ويرضخون بالتالي لطلبات المحققين. وقالت وسائل الإعلام الأميركية إن الـ«سي آي إيه» استعملت أسلوب الإيهام بالإغراق مع «إرهابيين» معتقلين، خاصة الذين كانت لهم علاقة بهجمات سبتمبر (أيلول)، ومن بينهم خالد شيخ محمد الذي يعتبر العقل المدبر لتلك الهجمات.

وتضغط جماعات حقوقية على إدارة باراك أوباما من أجل متابعة المتورطين في عمليات تعذيب، بيد أن الجمهوريين يقولون إن فتح هذا الملف سيجعلهم يعيدون النظر في أي تعاون حزبي داخل الكونغرس. وقال السيناتور الجمهوري جون كورنين إنه حاول - دون جدوى - الحصول على تأكيدات من إريك هولدر عدم متابعة ضباط مخابرات.

وكان أوباما قال في وقت سابق إنه يتطلع إلى الأمام وليس إلى الوراء، وأشار إريك هولدر في معرض تصريحاته خلال جلسات الاستماع إلى هذا الموقف، لكنه لم يلتزم صراحة بعدم متابعة متورطين في التعذيب، كما كان يأمل السيناتور كورنين.