تهديدات إرهابية جديدة بلغات متعددة بضرب ألمانيا

الداخلية تربط بينها وبين الموقف تجاه حرب غزة

TT

أكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية صحة تقرير عرضته القناة الأولى في التلفزيون الألماني عن شريط فيديو يظهر أفرادا ملثمين وجهوا تهديدات بالتعرض لألمانيا بالعمليات الإرهابية. وقدر المتحدث أن الفيلم الذي عرض مساء أول من أمس قد تم تصويره أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وقال إن وزارة الداخلية الألمانية ستتعامل بجدية مع هذه التهديدات وأن خبراء الإرهاب يحللون شريط الفيديو حاليا.

وكانت القناة الأولى في التلفزيون الألماني قد أشارت إلى أن الجزء الأخير من التهديدات تم توجيهها باللغة الألمانية مباشرة إلى حكومة المستشارة أنجيلا ميركل. وجاء في التهديد «يتفرج العالم منذ عشرة أيام على المجازر ضد المسلمين في غزة.. أين الولايات المتحدة؟ وأين السيدة ميركل ووزارتها؟

وبرر الملثمون تهديداتهم إلى ألمانيا بفشل سياسة المستشارة الألمانية في الحرب الأخيرة على غزة وإصرارها على تعزيز قواتها العسكرية في أفغانستان. ونسب التلفزيون الألماني التهديدات إلى منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» ونقل عن التهديدات فقرة تقول: «لدينا بضع مفاجآت لقوات الاحتلال هذا العام.. وعلى هذه القوات أن تحسب دائما حسابا لهجماتنا».

وحسب مصادر قناة التلفزيون الألماني الأولى فقد ظهر في الفيديو 6 ملثمين مسلحين بالبنادق الرشاشة، يجلسون جنب بعضهم، ويرتدون البزات العسكرية الأميركية. وعدا عن إطلاق التهديدات باللغات التركية والروسية والاذرية والكردية فقد أطلق أحد الملثمين التهديدات لمدة 3 دقائق باللغة الألمانية.

وسبق للحكومة الألمانية أن تحدثت قبل أسبوعين عن شريط فيديو مدته 30 دقيقة تم عرضه في الإنترنت ووجه تهديدات مباشرة من منظمة «القاعدة» السرية إلى الحكومة الألمانية. وتوعد رجل ملثم، باللغة الألمانية، بعدم استثناء ألمانيا من الضربات باعتبارها ثالث قوة تدخل عسكري في أفغانستان.

ووردت عام 2006 معلومات للمخابرات الألمانية من نظيرتها الأميركية تشي بوجود تنظيم «اتحاد الجهاد الإسلامي» الذي يجند في ألمانيا المتطوعين للقتال في أفغانستان. واستفادت المخابرات الألمانية من هذه المعلومات لتوجه ضربة قاصمة إلى التنظيم في صيف 2007 حينما اعتقلت فرتز جيلوفيتش ودانييل شنايدر وآدم. ي، وكلهم من معتنقي الإسلام، بتهمة التحضير لعمليات تفجير في ألمانيا. وتشير الدلائل المتوفرة حتى الآن إلى أن الملثم الذي تحدث الألمانية في شريط الفيديو الأخير قد يكون الشاب الألماني اريك بايننغر، 20 سنة، الذي ينتمي إلى تنظيم «اتحاد الجهاد الإسلامي» الذي اعتقلت السلطات الألمانية 7 من أفراده خلال سنتين. وأرسل بايننغر، الذي تحول إلى الإسلام قبل عامين فقط، رسالة إلكترونية إلى والديه يودعهما بالقول إنه لن يعود إلى ألمانيا بعد الآن وأنه بصدد «تنفيذ عملية جهادية أخيرة». وعرض موقع «زمن الجهاد الإسلامي» قبل عام فيلم فيديو قصيرا يظهر اريك بايننغر أثناء أداء التدريبات العسكرية في معسكر ما بين الجبال ويدعو المسلمين الألمان إلى الجهاد. واعتبرت متحدثة باسم شرطة الجنايات فيلم بايننغر رسالة توديع أكثر منها رسالة تهديد، كما اعتبرته رسالة تحد ردا على أوامر إلقاء القبض التي وزعتها السلطات الألمانية ضد بايننغر وزملائه في العاصمة الأفغانية كابل. وكانت السلطات الأمنية الألمانية عثرت قبل أسبوعين على تسجيل مماثل على الإنترنت، وأفادت أنها حددت هوية الرجل الذي يتحدث الألمانية في التسجيل، وهو ألماني الجنسية مغربي المولد، تلقى تعليمه في مدرسة ثانوية إسلامية في مدينة بون. إلى ذلك يبدو أن مسألة استقبال ألمانيا لمحتجزين من معتقل غوانتانامو بعد إغلاقه «المرتقب» لا تثير الخلاف بين الساسة والمسؤولين في ألمانيا فحسب، بل بين المواطنين أيضا. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأربعاء أن 49% من أفراد الشعب الألماني يؤيدون فكرة استقبال معتقلين «أبرياء» من جوانتانامو في حين يرفضها 44% . وبدا التأييد واضحا لفكرة استقبال معتقلين من غوانتانامو داخل صفوف حزب الخضر (72%) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (64%) وحزب «اليسار» (51%). فيما كانت نسبة التأييد أقل بين صفوف الحزب الديمقراطي الحر (48%) والتحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل (42%). وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر عقب توليه السلطة مباشرة إغلاق المعتقل الأميركي المثير للجدل.