فصيل من «المقاومة الوطنية» يضع السلاح جانبا ويخوض الانتخابات

أمين الجبهة الوطنية لأحرار العراق: الشعب بات يفتقد البعث

TT

قال زعيم فصيل مما يسمى «المقاومة الوطنية» إنهم قرروا ترك السلاح جانبا وخوض انتخابات مجالس المحافظات، لقطع الطريق على جهات لم يسمِّها، قال إنها قد تحاول تزوير نتيجة الاقتراع. وأكد حميد عبد الجميلي أمين عام «الجبهة الوطنية لأحرار العراق»، إنهم «الفصيل الوحيد من فصائل المقاومة الأم، الذي يشارك في الانتخابات والعملية السياسية بشكل مباشر».

ويضيف الجميلي، من مقره في الفلوجة بمحافظة الأنبار، إن «الآخرين لم يدخلوها بشكل علني حتى الآن». ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك فصائل دخلت العملية السياسية دون أن تعلن عن ذلك، وعبر أشخاص يختارونهم»، مشيرا إلى أن «إعلان الجبهة عن مشاركتها المباشرة، لم يسفر عن ارتباكات مع الفصائل الأخرى (...) أجرينا مشاورات معها فأيدَنا البعض ورفض آخرون».

والجميلي مسؤول «ألوية صلاح الدين وجيش صلاح الدين وتنظيم الناصر صلاح الدين». ويضيف: «هناك ثلاثة أحزاب تسيطر إداريا وتقدم خدمات لصالح مناصريها»، لكنه رفض تحديدها لأن «الدخول في الأسماء يثير حساسيات، خصوصا في الفلوجة، حيث تركيبة المجتمع عشائرية». وتخوض الجبهة بمرشحيها البالغ عددهم أربعة وعشرين، بينهم سبع نساء، انتخابات مجالس المحافظات بعد غد في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والسماوة وبغداد. ويوضح الجميلي: «عندما شكلنا فصيلنا، لم نكن نؤمن بتاتا بالعملية السياسية، لكن التدخل الخارجي من جانب قوى إقليمية وتكاثر الأجندات وتداخلها، أدى إلى سفك دماء العراقيين، الأمر الذي دفعنا إلى دخول المعترك السياسي». ويتابع بينما كان يلتقي شخصيات عدة في مكتبه: «رأينا في البدء ضرورة مقاتلة المحتل (...) نحن مقاومة وطنية شريفة لسنا تابعين لجهة خارجية، كما أننا لا نعارض الجيش أو الشرطة، إنما المحتل فقط». ويؤكد أن «من وصل مع المحتل سيخرج معه، والأفضل لمن أساء إلى العراق الخروج أيضا».

ويضيف الجميلي: «لكننا، كمقاومة، وضعنا السلاح جانبا حاليا، لأن القلم والكلمة أقوى من السلاح في الوقت الحاضر، بسبب اختراق بعض الأجهزة الخارجية لبعض فصائل المقاومة». ويؤكد: «جلسنا مع الأميركيين، وأبلغناهم بأننا، كمقاومة، سندخل العملية السياسية، فرحبوا بذلك، وأطلقوا سراح أكثر من مائتين من المعتقلين، كما كفوا عن ملاحقة مطلوبين لديهم، فالمعتقلون قاتلوا دفاعا عن البلد، ولم تلطخ أياديهم بالدماء». ويقول الجميلي دون ذكر جهات محددة: «هناك أجندات خارجية تقدم أموالا للإساءة إلى فصائل المقاومة، مثل اغتيال العلماء وشيوخ العشائر والطيارين. هذه الجهات لها مكاتب في كل مكان، تعمل لصالح الخارج». ويضيف: «هناك احتلال أميركي مباشر، لكن هناك احتلالات مخفاة، وهذا الأمر أدهى، مثل الاحتلال الفارسي العقدي، وهدفه إقامة الدولة الصفوية، وفرض هيمنة طائفة معينة». ويشير إلى أن العراقيين «اعتقدوا قبل خمس سنوات أن رجال الدين سينقذونهم، لكنهم بدأوا البحث عن كيانات جديدة، فأهالي الفلوجة يهمهم الوطن والدين الإسلامي الوسطي». ويوضح، ردا على سؤال حول تأثير العشائر على أبنائها، أن «المجتمع عشائري، وكل فرد ولاؤه للعشيرة، لكنني أعتقد أن الطابع الوطني يغلب على هذه الأفكار (...) أن ما يفصل بين العشيرة والكيانات الوطنية هو صندوق الانتخابات». وحول المخاوف من التزوير، يقول إن «ما ينقذنا من التزوير هو المشاركة الكثيفة للناخبين (...) وللأسف فالديمقراطية ممارسة معقدة، تستوجب ثقافة مختلفة، ولا أعتقد أن هناك تكيفا معها، فالعراق اعتاد على حكم قائد واحد، وحزب واحد، وجيش واحد».

ويؤكد الجميلي الخمسيني: «لست بعثيا أو ضابطا سابقا، كما أنني لست سياسيا، لكن الواقع المر دفعني إلى خوض المعترك. لقد انتقدني أقاربي على خياري هذا، لكن لا بد من ذلك، لأنه إذا تنحى الكل فمن سيتقدم؟». ويتابع: «لقد أدرك العراقيون، سنة وشيعة وأكرادا، أن حزب البعث كان أفضل للعراق (...) ولو شارك الحزب في الانتخابات فسيحقق أفضل النتائج بسبب خذلان الطبقة السياسية الحالية للشعب، الذي بات يفتقد البعث». ويرى أن «السياسة مصالح، وليست كالمقاومة مسألة مبدأ (...) فقد تعرضت للاعتقال مرتين عندما كنت مقاوما». ويختم مؤكدا: «لقد رفضنا الدعم الحكومي والأميركي لخوض الانتخابات، لكننا نتلقى تبرعات من أهل الخير والوطنيين».