أول قاضية شرعية لـ«الشرق الأوسط»: نشعر بتحدّ كبير ونسعى لتحقيق عدالة أكبر

أسمهان الوحيدي قالت إن تعيينها مع زميلتها خلود الفقيه يعني أن العقل أصبح يتغلب على العاطفة

TT

صادق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تعيين قاضيتين شرعيتين من بين 11 قاضيا، وذلك لأول مرة في تاريخ المرأة الفلسطينية، بعد أن اجتزن امتحان المسابقة القضائية.

وأوضح تيسير التميمي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني، أنه تمت المصادقة على تعيين القاضيتين: أسمهان يوسف الوحيدي، وخلود محمد أحمد الفقيه، معتبرا الحدث تاريخيا. وقال التميمي لـ«الشرق الأوسط»: «المرأة إنسان، وهي شقيق الرجل، وتستطيع أن تتولى أصعب المهام، والتاريخ أثبت ذلك... لقد كانت محاربة في الجيوش الإسلامية، وتبوأت مراكز حساسة ومهمة جدا، وتفوقت فيها كذلك»، وأضاف: «على مدار كفاحنا الوطني كانت جنبا إلى جنب مع الرجل، ونفذت حتى عمليات فدائية»، وأوضح التميمي: «عندما اخترناهما (أسمهان وخلود) كان بناء على مسابقة خضعت لمعايير صارمة»، وتابع: «أنا أراهن على نجاحهن إن شاء الله».

وكان التميمي اقترح قبل شهور على المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، السماح للمرأة بتولي منصب قاض شرعي، وقد وافق المجلس بالإجماع على الاقتراح، ولم يكن هناك اعتراض. وقال وقتها التميمي لـ«الشرق الأوسط» إنه استند في قراره السماح للمرأة بالترشح إلى المصلحة العامة، ورأي «الأحناف» الذي يقول إنه يجوز للمرأة أن تتولى القضاء في ما يجوز لها الشهادة فيه»، مضيفا: «إن مجال عمل المحاكم الشرعية هو الأحوال الشخصية، الطلاق والزواج والميراث والنسب وحضانة الأطفال وغيرها، وهو مجال المرأة، وهي أقدر فيه من غيرها». وتابع: «إنها تستطيع الشهادة في قضايا الأحوال، بخلاف موضوع الجنايات والدم، وهذا رأي الأحناف وابن حزم وابن جرير الطبري وغيرهم». وأوضح أنه «يرى أهمية لوجود قاضية في هذا المجال».

وسيتيح وصول المرأة إلى القضاء الشرعي، بالإضافة إلى نظرها في قضايا الأحوال الشخصية، أن تعقد القران (عقود الزواج) كذلك.

وكانت المحاميتان الحاصلتان على ماجستير في القضاء الشرعي قد تقدمتا بداية من بين 45 متسابقا لامتحان كتابي، كخطوة أولى للالتحاق بالقضاء الشرعي، تلاها امتحان شفهي ومقابلة مباشرة. وقال التميمي: «إنهن أظهرن شخصية قوية وثقافة عالية».

وستبدأ القاضيتان الأحد القادم أول يوم عمل لهما، وقال التميمي: «سيقسمان اليمين ويبدآن عملهما مباشرة».

وقالت القاضية أسمهان الوحيدي لـ«الشرق الأوسط» إنها تشعر «بتحدّ كبير لكونها ستتولى - لأول مرة في تاريخ المرأة الفلسطينية - منصبا حساسا ومهما، وسط آراء معارضة لذلك». وتابعت: «سننجح بإذن الله».

وحول ما إذا كانت المرأة القاضية قد تنحاز بسبب عاطفتها، قالت: «هذا غير وارد. ما دمنا قبلنا أن نتقلد مثل هذه المنصب فنحن سنسعى لتحقيق العدالة، بغض النظر لصالح من». وقالت: «نحن نلمس أن المرأة هي الطرف الضعيف في القضايا دائما، ورغم أننا أقرب إلى تفهّم مشاعر الأمومة ومشكلات المرأة فإننا سنحتكم إلى القانون الشرعي».

وتعتبر الوحيدي أن تعيينها وزميلتها خلود أثبت أن المرأة لديها القدرة العلمية التي تضاهي قدرات الرجل، وقالت: «هذا يعني أيضا أن العقل أصبح يتغلب على العاطفة». وترى الوحيدي أن تعيين قاضية سيسهل على الكثير من النساء اللواتي يشعرن أنهن غير قادرات على الكشف عن تفاصيل مشكلاتهن لقاضي رجل.

وقالت: «هناك كثير من النساء يتنازلن عن حقوقهن مقابل ألا يكشفن عن بعض التفاصيل للقاضي الرجل، أما لامرأة فستكون الأمور أسهل. ونحن نأمل أن يضمن هذا عدالة أكبر».

وستعمل الوحيدي في المحكمة الشرعية في الخليل، أما زميلتها الفقيه فستعمل في محكمة رام الله، ويأمل التميمي أن يزداد عدد النساء اللواتي يترشحن لمسابقة القضاء الشرعي في المرات القادمة.