الإسرائيليون يريدون حزبا برأس ليفني.. وجسد باراك.. وإذا تعذر فالبديل نتنياهو

فضيحة الفساد ضد حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف تقويه وتزيد من شعبيته

TT

أشارت ثلاثة استطلاعات رأي نشرت في إسرائيل، أمس، إلى أن فضيحة الفساد الجديدة التي كشفتها الشرطة وبدأت تحقق فيها مع قادة حزب «إسرائيل بيتنا» لم تؤد إلى إضعاف هذا الحزب اليميني المتطرف، بل إنها زادت من فرص نجاحه وشعبيته. وارتفع عدد المقاعد المتوقع الفوز بها 1 – 3 مقاعد ليتفوق على حزب العمل.

وأكدت الاستطلاعات أن الجمهور يؤيد هذا الحزب بسبب مواقف قائده أفيغدور ليبرمان، الحازمة (المتطرفة) ضد العرب. ويرى غالبية الإسرائيليين أن تحقيقات الشرطة مع سبعة من قادة هذا الحزب، بمن في ذلك ابنة ليبرمان ورئيس حملته الانتخابية ومحاميه، هي خطوة سياسية ولا تنبع من الاعتبارات المهنية للشرطة. هدفها الأساسي صد المد الجارف لشعبية هذا الحزب الذي ارتفع من 11 مقعدا في الانتخابات الماضية إلى 16 مقعدا حسب تقديرات استطلاعات الرأي للانتخابات القادمة.

الجدير ذكره أن الجمهور الإسرائيلي ما زال متلبكا في اختيار قيادته السياسية للدورة البرلمانية القادمة. فمع أنه لم يبق سوى عشرة أيام على الانتخابات (في العاشر من الشهر المقبل)، يقول أكثر من نصف الناخبين إنهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. ولكن الذين قرروا، أجمعت الاستطلاعات الثلاثة التي نشرت، أمس، على أن الغالبية تؤيد حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو. وفي حين يتنبأ استطلاع الإذاعة الرسمية بأن يفوز الليكود بفارق 9 مقاعد على حزب «كاديما» الحاكم، برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، يرى الاستطلاعان الآخران (من صحيفة «هآرتس» ومن القناة العاشرة للتلفزيون التجاري) أن الفارق هو 3 مقاعد فقط. مما يعزز الآمال لدى ليفني بأن تتمكن من سد الهوة وتحقيق الفوز. وقد خرجت ليفني بحملة دعائية جديدة ضد الليكود تعتمد فيها على عنصرين: الأول هو مهاجمة نتنياهو على تحالفه مع حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، حيث إن الجمهور العام وخصوصا اليهود الاشكناز يكرهون هذا الحزب ويعتبرونه حزب ابتزاز مالي، فتعلن في حملتها أنها لن تقيم حكومة مع هذا الحزب. والثاني هو المساس بمصداقية نتنياهو وإظهاره قائدا متلونا وكاذبا مزمنا. وتقتبس العديد من أقواله التي يكذب فيها بوضوح.

ومن الكذبات الشهيرة لنتنياهو تقتبس ليفني كلمته في تأبين قائد اليمين المتطرف، رحبعام زئيفي (الذي قتل برصاص شبان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، حيث قال: «كنت أثق بأقواله عندما خدم وزيرا في حكومتي وأنصت لكلماته في جلسات الحكومة باحترام شديد». بينما المعروف أن زئيفي لم يكن وزيرا في حكومة نتنياهو. وكذبة أخرى طازجة، أطلقها قبل أسبوع، حينما حاول نفاق الجمهور الديني فقال: «ليس صدفة أنني وضعت 7 شخصيات دينية في أماكن مضمونة في قائمة الليكود لهذه الانتخابات». وتبين أنه من أول 30 مرشحا يوجد 4 متدينين فقط. أما الليكود فيواصل حملته ضد ليفني من خلال الشعار: «وظيفة رئيس حكومة كبيرة عليها». ويبرز انتقال شخصيتين بارزتين في حزبها، هما شقيقها ايتان والأمين العام لحزب «قديما»، مئير نتسان، إلى حزب الليكود. ومع أن حزب العمل برئاسة وزير الدفاع، إيهود باراك، قد ارتفع من الحضيض بشكل بارز بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة، إلا أن تقدمه قد توقف. ويحظى في الاستطلاعات بـ 14 – 16 مقعدا، علما بأن عدد نوابه حاليا 19. وقد بدأ أمس حملة دعائية جديدة يركز فيها على الموضوع الاقتصادي، باعتبار أن ليفني ونتنياهو يطرحان برامج اقتصادية تلحق الضرر بالشرائح الاجتماعية الضعيفة. وفي تحليل لنتائج هذه الاستطلاعات، قال المعلق السياسي، حنان فوغل، إن الجمهور الإسرائيلي يريد أن يفوز في الانتخابات القادمة حزب ترأسه شخصية نظيفة مثل تسيبي ليفني ولكن بجسد مثل جسد حزب العمل الذي يضم شخصيات مهمة ومجربة. ولأنه لا يرى إمكانية لقيام حزب كهذا، يتجه إلى نتنياهو. ففيه شيء من هذه (ليفني) ومن ذاك (باراك).