المخابرات الإسرائيلية تتهم الجيش بالتسبب في تصفية عدد من عملائها الفلسطينيين

عضو لجنة فينوغراد: بعض أخطاء حرب لبنان تكررت في حرب غزة مثل الاستخفاف بالعدو وضبابية الأهداف

تلاميذ فلسطينيون في رفح يلوحون بأوراق العملة الإسرائيلية التي وزعتها عليهم الأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي العامة «الشاباك» قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي نفذت عمليات الحرب العدوانية على غزة، بأنها تصرفت بطريقة أنانية فظة وتسببت في إحراق وتصفية عدد من عملائها الفلسطينيين، الذين كان لهم دور كبير في هذه الحرب.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية للصحافيين آفي سخاروف وعاموس هرئيل، مراسلي صحيفة «هاآرتس»، أمس، إن العملاء الفلسطينيين قدموا معلومات دقيقة ممتازة للمخابرات أتاحت توجيه ضربات قاصمة لحركة «حماس». وإن هؤلاء العملاء، خصوصاً الذين ينتمون منهم لحركة «حماس» ووصلوا إلى مواقع ذات مصادر معلومات غنية، يعتبرون كنزاً لا يستغنى عنه في الحرب الإسرائيلية على الإرهاب. ولكن قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية الذين حاربوا في غزة، وتلقوا المعلومات التي وفرها هؤلاء العملاء، تصرفوا بطريقة متسرعة ومن دون الاكتراث بمصيرهم وتسببوا في كشف هويتهم أمام عناصر «حماس» ومن ثم قتلهم. وبهذا يكون هؤلاء العسكريون قد وجهوا ضربة قاسية لعمل المخابرات.

وقد اعترفت عناصر في الجيش بأنها تسببت في إحراق العملاء. ولكنها وجدت تبريراً لذلك بالقول إن القادة العسكريين وضعوا في رأس سلم اهتماماتهم الحفاظ على أرواح جنودهم وقتل أكبر عدد من نشطاء «حماس» وقيادتهم. و«مع الاحترام لحسابات المخابرات، فإن حياة المتعاونين الفلسطينيين تأتي درجة واحدة بعد درجة الحفاظ على أرواح جنودنا». ورفض الجيش محاولات المخابرات «تضخيم الأضرار» التي تحدثت عنها المخابرات. وقالت عناصره إن «غالبية الذين قتلتهم حماس بحجة العمالة لإسرائيل هم من حركة فتح ولا علاقة لهم بالمخابرات الإسرائيلية وكل ما هنا هو أن حماس قتلتهم في إطار تصفية الحسابات الداخلية أو التستر على حقيقة وجود عملاء لإسرائيل في صفوف حماس وليس معاقبة العملاء». وأضاف أحد هذه العناصر العسكرية في إسرائيل: «لا أدري لماذا هذا التأثر في المخابرات الإسرائيلية. ففي نهاية المطاف ما جرى هو أعمال قتل بين الفلسطينيين أنفسهم، تم فيها التخلص من عناصر في حماس وعناصر في فتح التي لا تقل خطورة عن حماس، بل ربما تزيد». ومع ذلك، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الجيش وافق على إجراء تحقيق في ادعاءات المخابرات بخصوص هذه الاتهامات.

من جهة ثانية وجهت انتقادات للحرب العدوانية على غزة في ندوة سياسية عقدت الليلة قبل الماضية بمشاركة رئيس وأعضاء لجنة فينوغراد، التي حققت في إخفاقات الحرب الأخيرة على لبنان (2006). فقد قالت القاضية روت غبنزون، عضو اللجنة، إن خطئين فاحشين في حرب لبنان تكررا في حرب غزة، وهما، أولا: الاستهتار بالعدو وإظهاره مجرد مجموعة من الإرهابيين، بينما هو يضم مسلحين مقاتلين تدربوا على فنون القتال في صفوف جيش منظم (إيران) أو أكثر. وثانياً: الضبابية في أهداف الحرب. ففي البداية جرى الحديث عن وقف الصواريخ ووقف تهريب الأسلحة، لكن العملية تدحرجت وأصبحت الأهداف ضبابية وخرجنا بشعور أن الحرب لم تحقق أهدافها.

وقالت غبنزون إن إسرائيل، وفي اللحظة التي قالت فيها إن حربها ضد إرهاب وإرهابيين، وضعت نفسها في قفص الاتهام كونها قامت بتجنيد قوة عسكرية ضخمة لا تتناسب والأهداف المعلنة أو مع حجم العدو. وهذا أثار ضد إسرائيل حملة احتجاج عالمية.

وقال عضو اللجنة مناحم عينان إن القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على السواء أصيبت بمرض الجمهور الإسرائيلي إزاء الخوف من الخسائر البشرية في الحروب. وقد أصبحوا يبالغون في هذا الخوف لدرجة التأثير على اتجاهات الحرب. فمن هذا الخوف نبعت الخسائر البشرية الهائلة بين المدنيين الفلسطينيين.

أما رئيس اللجنة، القاضي فينوغراد، فقد تكلم عن الأمور «الايجابية» في حرب غزة فقال إن الجيش تعلم من درس حرب لبنان في الكثير من القضايا، خصوصاً في وقف انفلات وسائل الإعلام ومنع الجنود المحاربين من حمل الهواتف خلال القتال.