صواريخ فلسطينية وغارات إسرائيلية على قطاع غزة.. تهدد جهود مبعوث أوباما

18 جريحا فلسطينيا بينهم 11 طفلا.. وتل أبيب تهدد بخطوات ليس لها نظير.. كوشنير متخوف من عودة الحرب

TT

هددت هجمات صاروخية فلسطينية، وغارات إسرائيلية على قطاع غزة، أمس بتقويض الجهود التي يبذلها مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط لتثبيت الهدنة الهشة. وأطلق نشطاء فلسطينيون في قطاع غزة صاروخين على إسرائيل أمس، في أول هجوم من نوعه منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 يناير (كانون الثاني). ولم يسفر الهجومان عن وقوع إصابات. وبدورها أغارت طائرات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة وهاجمت ورشة حدادة قال الجيش الإسرائيلي إنها لإنتاج الأسلحة وقصفت دراجة نارية مما أسفر عن إصابة اثنين من النشطاء وعشرة من المارة.

وقرر القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون، بعد سلسلة مباحثات، أمس، تصعيد العمليات الحربية في قطاع غزة بدعوى «نسف خطة حماس الهادفة إلى العودة إلى قصف الصواريخ» و«تغيير التسعيرة». وأصدروا الأوامر للجيش بالرد على كل عملية فلسطينية بـ«عمليات حربية تلائم جبروتنا العسكري وبوزن غير مسبوق حتى تكسر تماما رغبة حماس في القتال مع إسرائيل».

وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن إطلاق القذيفتين، منوهة بأنها تأتي رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات إسرائيلية نفاثة من طراز «إف 15» قصفت الشريط الحدودي الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر حيث أدى القصف إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمنازل الفلسطينية المجاورة التي هجرها أصحابها خشية التعرض للأذى. وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الإسرائيلية ألقت على المناطق قنابل تزن الواحدة منها طناً، الأمر الذي أدى إلى حدوث حفر عميقة وواسعة جداًَ على طول الشريط الحدودي. وهاجمت مروحيات عسكرية أميركية الصنع من طراز «أباتشي» ورشة للحدادة في قلب مدينة رفح، الأمر الذي أدى إلى تدميرها بالكامل. وقبل ظهر أمس أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار صاروخاً على دراجة نارية كانت تمر بالقرب من مستشفى «ناصر»، وسط مدينة خان يونس، جنوب القطاع، الأمر الذي أدى إلى إصابة عشرة أشخاص، معظمهم من الأطفال. وذكرت المصادر الفلسطينية أن الدراجة النارية كانت تقل اثنين من «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري لـ«لجان المقاومة الشعبية». وزعمت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن قصف الشريط الحدودي يأتي من أجل تدمير أكبر عدد من الأنفاق التي تصل القطاع بمصر، منوهة بأن هذا يأتي في إطار التزام إسرائيل بمحاربة عمليات تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة.

وأشارت المصادر إلى أن مهاجمة ورشة الحدادة لتوفر معلومات تؤكد أن هذه الورشة تستخدم في تصنيع الوسائل القتالية. ونوهت المصادر بأن الشخصين الذين كانا يستقلان الدراجة النارية التي هوجمت في خان يونس كانا متورطين في تدبير عملية «كيسفويم».

وكانت الأوضاع الأمنية قد تدهورت بحجم كبير منذ ثلاثة أيام، حين فجرت خلية فلسطينية عبوة ناسفة قرب السياج الحدودي بين إسرائيل والقطاع وتسببت في قتل ضابط عربي في الجيش الإسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين جراح أحدهم قاسية. واعتبرت إسرائيل هذه العملية محاولة من حماس لأن تعيد فرض قوانين اللعب القديمة، في الظهور بأنها ما زالت قوية رغم الحرب. ومع أن حماس أوضحت أن الخلية التي نفذت العملية غير تابعة لها، فقد ردت إسرائيل بقصف مكثف لعدة مواقع في قطاع غزة طيلة الأيام الثلاثة الماضية. واجتمع قادة حرب غزة الثلاثة، رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع، إيهود باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، مع القيادة العسكرية الأمنية واتفقوا على سلسلة خطوات عملية تفرض قواعد رد صارمة. وحسب مصدر عسكري إسرائيلي فإن هذه الخطوات لم يسبق لها نظير، من ناحية ميزان الرعب الذي تفرضه على المنطقة. ومع ذلك، فقد حرص مصدر مقرب من أولمرت على فتح طاقة إيجابية أمام حماس، بأن إسرائيل معنية بوقف إطلاق النار لفترة طويلة ومستعدة لفتح المعابر ووقف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، بغض النظر عن من يقف على رأس قيادتهم، شرط أن يحركوا ملف الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، ويطلقوا سراحه مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس عن «تخوفه» من عودة العنف إلى غزة محذرا من خطر «الانزلاق إلى الحرب». وقال كوشنير أمام الصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في الالب السويسرية «إنه أمر مقلق لأنه بدءا من إطلاق صاروخ أو رد فعل إسرائيلي قد ننزلق مجددا إلى الحرب». ورحب كوشنير بجهود الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي التقي أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد عودته من إسرائيل ومصر. وقال كوشنير الذي يلتقي ميتشل الاثنين المقبل في باريس إن المبعوث الأميركي «يحمل رؤية جديدة ومشاركة أميركية ضرورية».