قراصنة يختطفون ناقلة ألمانية قرب خليج عدن ومواجهة مسلحة مع طاقم السفينة

الجيش الألماني: الناقلة لم تسجل طلب حماية لدى الفرقاطة «أتلانتا»

صوماليون معتقلون من قبل البحرية الفرنسية في خليج عدن أمس يعتقد أنهم قراصنة (أ.ب)
TT

نجح قراصنة، يعتقد أنهم صوماليون، في اختطاف ناقلة ألمانية محملة بالغاز السائل بالقرب من خليج عدن. وذكر متحدث باسم الشركة المتركزة في هامبورغ «م ب س» الضامنة للنقل البحري أن القراصنة اختطفوا الناقلة «م/ت لونجتشامب» رغم ابحارها ضمن قافلة من السفن التي تحظى بالحماية الدولية ضد القراصنة في المنطقة في اول عملية خطف سفينة في خليج عدن منذ نحو اربعة اسابيع.

وقال المتحدث إن البحرية الهندية حاولت التدخل، وربما أن ذلك هو سبب المواجهة المسلحة التي تحدث عنها مسؤول في برنامج حماية النقل البحري، إلا أن الخاطفين نجحوا في السيطرة على الموقف واجبار طاقم الناقلة على تغيير مسارها باتجاه السواحل الصومالية. وأكد المتحدث أن الاتصالات مع طاقم الناقلة مقطوعة، لكن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن ايا من أفراد طاقم الناقلة لم يتعرض لإصابات.

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية خبر الاختطاف مشيرا إلى أن الناقلة، التي كانت تبحر تحت علم الباهاما أو بنما، تجاهلت التوصيات التي تدعو السفن لتسجيل رحلاتها لدى الفرقاطة أتلانتا المكلفة بتوفير الحماية للملاحة الدولية قرب القرن الافريقي. وسبق للسلطات الألمانية، بدعم من دول الاتحاد الأوروبي، أن أرسلت هذه الفرقاطة إلى منطقة نشاط القراصنة قرب خليج عدن بعد تكرر حوادث اختطاف الناقلات هناك. وأكد المتحدث أن البحرية الألمانية ستبذل قصارى جهدها لتحرير الناقلة من ايدي القراصنة دون إراقة دماء. وكانت الناقلة «م/ت لونجتشامب» تشق المياه قرب خليج عدن وهي محملة بنحو 3415 طنا من الغاز السائل. ويعمل على متن الفرقاطة طاقم من 12 فيلبينيا واندونيسي واحد. وتم بناء الناقلة في اليابان عام 1990، طولها 100 متر وعرضها 16 مترا. وهناك الآن 7 قراصنة مسلحين على متن الناقلة المختطفة التي تبحر في مياه مجهولة.

ونشرت شركة" بيرنهارد و شولته للنقل" على صفحتها الإلكترونية خبر الاختطاف الذي جرى صبيحة أمس بالقرب من خليج عدن. وأكدت الشركة أن طاقم السفينة بخير، إلا أن الاتصالات معهم مقطوعة.

وسبق للبحرية الألمانية أن تحدثت في الاسبوع الماضي عن تلقيها طلبي إغاثة من سفن حاول القراصنة اختطافها قرب السواحل الصومالية.

وتلقت الفرقاطة الألمانية «كارلسروهة» نداء استغاثة من الناقلة البريطانية «الطرف الأغر» يوم الأربعاء الماضي بينما كانت تبحر بالقرب من خليج عدن. وأرسلت الفرقاطة طائرة هيليكوبتر للإغاثة بعد أن تحدثت الباخرة البريطانية عن هجوم للقراصنة باستخدام 8ـ9 زوارق سريعة.

وسبق للفرقاطة كارلسروهة أن أغاثت سفينة النقل الاثيوبية «ادينيت» بعد تعرضها لهجوم زورقين محملين بالقراصنة على بعد 50 كم عن الساحل اليمني الجنوبي.

وهاجم القراصنة الصوماليون 111 ناقلة وسفينة، منها 42 هجوما قرب السواحل الصومالية، في العام الماضي. ونجحوا من خلال أعمال القرصنة في الحصول على مبالغ فدية ترتفع إلى 30 مليون دولار.

وكان مسؤول في السلطات البحرية الكينية اعلن ان قراصنة صوماليين استولوا امس على سفينة شحن المانية وعلى متنها 13 من افراد الطاقم الفيليبينيين والاندونيسيين في خليج عدن.

وقال اندرو موانغورا الذي يدير فرع كينيا من برنامج مساعدة البحارة «جرى تبادل كثيف لاطلاق النار الا انه يعتقد ان طاقم السفينة بخير» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال في بيان على موقعه على شبكة الانترنت «سمح للقبطان بالتحدث الينا لفترة وجيزة وكل افراد الطاقم سالمون فيما يبدو».

وأدت أعمال الخطف الى زيادة تكاليف التأمين مما دفع بعض اصحاب السفن الى الدوران حول جنوب افريقيا بدلا من الابحار في قناة السويس مما ادى الى نشر قوات بحرية دولية.

وتقول الشركات المالكة للسفن ان ذلك ادى الى تراجع مرات الخطف حيث كانت عملية الخطف السابقة في الثالث من يناير لكن ضابطا كبيرا بقيادة القوات الاميركية في افريقيا قال لرويترز هذا الاسبوع ان التراجع ربما كان بسبب الطقس.

وقد تبنت تسع دول في المنطقة قانون سلوك بشأن قمع اعمال القرصنة. واتفقوا على إنشاء مراكز معلومات بشأن القرصنة في المدن الساحلية مثل دار السلام وصنعاء في اليمن وميناء مومباسا الكيني. وفي استوكهولم، اعلنت الحكومة السويدية أنها ستطلب من البرلمان الموافقة على نشر ثلاث سفن قبالة الصومال لحماية شحنات المساعدات الإنسانية. وقد انطلقت مهمة حماية شحنات الأمم المتحدة التي يسيرها برنامج الغذاء العالمي في ديسمبر.

وقال وزير الخارجية كارل بيلدت إن «المشاركة السويدية تأتي استجابة لطلب من الأمم المتحدة لحماية وتأمين شحنات الغذاء التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي إلى الصومال». وسوف تشمل المشاركة السويدية سفينتين حربيتين وسفينة إمداد في مهمة مدتها أربعة أشهر كما نقلت وكالة الأنباء الالمانية.