جنوب السودان: مناهج تعليمية مستمدة من كينيا وأوغندا.. وتدرس تاريخ العبودية

مدارس تحت ظلال الأشجار مع بضع مناضد.. وبلامدرسين مؤهلين

TT

يعيش السودان في سلام منذ أربع سنوات لكن اليكس ايساو، وهو ناظر مدرسة يعاني بعض المشكلات المحبطة من الفصول المكتظة إلى العاملين الذين يفتقرون إلى التدريب، والتلاميذ الذين يمارسون أعمال شغب حين لا يتم سداد رواتب مدرسيهم.

وأصبح للكفاح من أجل تعليم الأطفال مغزى أكبر حيث يطبق جنوب السودان مناهج دراسية جديدة بالمدارس تعكس ثقافته وتراثه. ويحاول جنوب السودان تعويض ما فاته بعد أن حصل على حكم ذاتي موسع، حين أنهى اتفاق للسلام وقع عام 2005 تمردا متقطعا دام 50 عاما. وتم تطبيق منهج باللغة الانجليزية بالمدارس الابتدائية مخصص للجنوب عام 2007 كما تم تدريس منهج خاص بالمدارس الثانوية في بعض المواد العام الماضي.

وكانت حكومة جنوب السودان قد أطلقت بعيد اتفاقية السلام مبادرة (اذهب إلى المدرسة) التي تهدف إلى تعليم (1.6) مليون طفل في سن التعليم. ويواجه التعليم في الجنوب عدم توفر أماكن مخصصة للتعليم في الريف إلى جانب التقاليد الثقافية التي تمنع من إرسال الأطفال خاصة الفتيات إلى المدرسة، إضافة إلى الاختلاف في المناهج طيلة السنوات الماضية التي شهدت الحرب الأهلية، أكثر من 22 عاما، لكن وفقا للقيادي في الحركة الشعبية اوغستنو مادوت الذي تحدث لـ«لشرق الأوسط» فإن الحركة خلال أيام الحرب كانت لها سكرتارية بمثابة وزارة تعليم تقوم بمتابعة التعليم في المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق.

وقال ايساو لـ«رويترز»، «منهجنا الجديد يعكس هوية الجنوب. هذا أمر مهم للغاية». وقبل المناهج الجديدة كان ايساو يدرس من ترجمات بالانجليزية للمنهج الوطني الذي يدرس في السودان باللغة العربية لكن الطلبة كانوا يكافحون لاستيعابه. فالأسماء والسلوكيات والخلفية من الشمال العربي القاحل غامضة بالنسبة لهم.

وضحك ايساو قائلا «لم يروا جملا قط». وقال وليام اتر وكيل وزارة التعليم بالجنوب، في مؤتمر عقد في العاصمة الجنوبية جوبا، إن أقل من اثنين في المائة من المراجع في المنهج الوطني تذكر الجنوبيين الذين تقدر نسبتهم بثلث السكان. وقال اديلينو باترنو وهو ناظر مدرسة آخر، إن ما كان يتعلمه التلاميذ كان يعكس سياسة الخرطوم.

وأضاف أن مسائل مادة الرياضيات كانت تحتوي على أمثلة تفترض أن التلاميذ يؤدون الصلاة خمس مرات في اليوم، وفقا لتعاليم الإسلام. وأسقطت خريطة تستخدم في المدارس الجنوبية نصف الجنوب.

وسيشمل المنهج دراسات مسيحية وإسلامية أيضا. وقال لوبانج سكوباس الذي يشارك في وضع المنهج لـ«رويترز»، «سيدرس التلاميذ أنظمة الزواج والاحتفالات التقليدية». وسيضم منهج التاريخ العبودية في القرن الثامن عشر والأبطال المتمردين السود من جيل آبائهم وأجدادهم.