السودان: مبعوث روسيا يعلن ترتيبات لعقد مؤتمر دولي بموسكو حول دارفور

كبير مساعدي الرئيس السوداني يتهم قطر بالتواطؤ مع حركة متمردة لتصعيد الأوضاع في الإقليم

TT

أعلن مبعوث الرئيس الروسي للسودان، ميخائيل ميرغلوف، في ختام زيارة قام بها للسودان أمس استغرقت 5 أيام أن بلاده ترتب لعقد مؤتمر دولي بالعاصمة الروسية موسكو في سبتمبر (أيلول) المقبل، لبحث سبل حل الأزمة في دارفور، والمساهمة في إعمار وتنمية الإقليم المضطرب. وأنهى المبعوث زيارته للسودان بمباحثات أجرها مع الرئيس عمر البشير، وصفها بالمهمة والجيدة. ولم يعلن المبعوث الروسي موقفا محددا حيال الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية، التي تطالب مذكرة من مدعيها الإعلام بإصدار أمر بتوقيف الرئيس البشير بادعاء ارتكابه جرائم حرب في دارفور، وترك الأمر لحكومته. وقال في مؤتمر صحافي إن المؤتمر المرتقب ستدعى له الأطرف الدولية والإقليمية كافة ذات الصلة بملف دارفور، وأضاف أن المؤتمر سيكون فرصة للمانحين للمساهمة في حل المشكلة عبر الإعمار ومشروعات التنمية. وشملت زيارة المسؤول الروسي، التي تعتبر الأولى من نوعها له منذ تعيينه في المنصب العام الماضي، لقاءات مع المسؤولين في الخرطوم ودارفور، التي أمضى فيها يومين، زار خلالهما معسكرين للنازحين في الإقليم. وكشف المبعوث أنه تشكلت لديه خلال الزيارة رؤية حول الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية، التي يتوقع أن تصدر مذكرة تطالب فيها بتوقيف البشير سيقوم بعكسها للقيادة الروسية، وهي التي ستقرر بشأن الموقف الذي ستتخذه حيالها. وتعهد المبعوث الروسي بأن بلاده ستساند السودان بفاعلية في مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى، وطالب الأطراف الدولية ذات الصلة بملف دارفور بأن «تكون متوازنة ومتأنية في إصدار القرارات بشأن دارفور»، وأفصح عن حرص بلاده على لعب دور فاعل في قضايا القارة الأفريقية، واعتبر أن السلام والاستقرار في السودان يعد أمرا مهما للقارة الأفريقية، كما أفصح عن حرص موسكو على وحدة السودان وتماسكه.

من جانبه، قال على كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية في تصريحات صحافية إن البشير في اللقاء مع المبعوث الروسي أشاد بالمواقف الروسية المساندة للسودان، مقابل ذلك، وجه كرتي انتقادات للمبعوثين الغربيين الذين يزورون السودان، وقال «معظمهم يأتي إما لتقصي الحقائق أو فرض رؤى محددة، كما يعمد معظمهم إلى نشر معلومات مغلوطة». من جانب آخر، قال كرتي إن الأجهزة الأمنية السودانية ضبطت وثائق ومستندات مهمة توضح تورط تشاد في التصعيد والاشتباكات الأخيرة في إقليم دارفور، وتعهد الوزير السوداني بإعلان ذلك للأجهزة الإعلامية خلال الأيام المقبلة، «لنثبت أن تشاد تتدخل في الشأن السوداني الداخلي». ووصف مني اركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني ورئيس حركة جيش تحرير السودان الموقع على اتفاق مع الحكومة في تصريحات صحافية ما يحدث في منطقة « مهاجرية» بقيام حركة «العدل والمساواة» المسلحة في دارفور بالسيطرة عليها، بعملية «رخيصة»، واتهم مناوي في تصريحات صحافية دولة قطر التي ترتب لمفاوضات لسلام دارفور عبر المبادرة العربية القطرية، بالمساهمة في التواطؤ في تصعيد الأوضاع في دارفور، حين قال «ما جرى بالنسبة لنا درس قاس، وعلمنا منه أن المؤامرة تحاك في قطر».

ومضى«وإذا كانت قطر تريد خليل إبراهيم زعيم العدل والمساواة وحركته فقط فإننا سنبتعد عن مبادرتها، ولن نشارك فيها». ويعتقد مناوي، منذ وقت بعيد، أن المبادرة العربية القطرية تتجاهل المشاركة في خطوات ترتيب المفاوضات ضمن القوى الأخرى التي لها صلة بالأزمة في دارفور. وتابع اتهامه لقطر بالقول «معلوماتنا تقول إنهم طلبوا من القطريين أن يمهلوهم حتى يوحدوا الحركات بالقوة». كما اتهم مناوي الوسيط الأفريقي الأممي لسلام دارفور جبريل باسولي بالتواطؤ مع حركة العدل والمساواة في تحركاتها العسكرية الأخيرة في دارفور، وقال «جبريل باسولي الوسيط المشترك يعرف هذا الكلام ونحن نفسر هذا الصمت من جانب باسولي بالتواطؤ مع حركة خليل وإعطائه الضوء الأخضر لتنفيذ مخططه لتوحيد الحركات المسلحة بالقوة».