نصرالله: الحرب على غزة قرار أميركي منسق دوليا وعربيا

قال إن «النظام المصري يكذب على العرب ويقول إنه فتح معبر رفح» وحاول تبرير عدم قيام حزب الله بنصرة غزة أثناء الحرب

الأمين العام لحزب الله اللبناني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عبر شاشة ضخمة في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (أ ب)
TT

وجه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله دعوة من «موقع المسؤولية الوطنية والأخلاقية» الى السلطة السياسية في لبنان، الى الحكومة اللبنانية لتتحمل مسؤوليتها «في ما يتعلق بمصير الشهداء أو ملف المفقودين» في اسرائيل، مؤكداً ان «حزب الله لن يتخلى عن هذه القضية»، كما اعتبر «ان الحكومة معنية بكشف مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الاربعة الذين كانوا معتمدين لديها» وأن «القوات اللبنانية» وحدها تستطيع حسم ملف هؤلاء الدبلوماسيين.

كلام نصر الله جاء خلال مؤتمر صحافي عقده أمس واستهله بالاشارة الى انه «في مثل هذه الايام من العام 2004 أنجزت المقاومة الاسلامية في لبنان أهم عمليات التبادل حيث تم الافراج عن جمع عزيز من الاسرى المقاومين وفي مقدمهم الشيخ عبد الكريم عبيد والاخ أبو علي الديراني وأعزاء مجاهدون آخرون فضلاً عن الافراج عن عدد كبير من أجساد الشهداء».

وتطرق الى «عملية الرضوان» التي كشف النقاب عن جزء كبير من نتائجها وبقي بعض الجوانب منها مذكراً بقضية «الأسرى الفلسطينيين والسوريين والاردنيين والعرب وخصوصاً أسرى القدس وأسرى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الذين يتجاوز عددهم 11 ألف معتقل وأسير بينهم أعداد كبيرة من الاطفال والنساء...».

وركز نصر الله على موضوعي «الأخ الأسير يحيى سكاف والأخت الشهيدة دلال المغربي»، لافتاً الى انه خلال تبادل 2004 كان «حزب الله» يصر على ان يشمل الأسير يحيى سكاف «وكانت اسرائيل تدعي انه استشهد ضمن مجموعة الشهيدة دلال المغربي وكنا نطالب بجثمانه، وحصلت تعقيدات آنذاك، وفي عملية الرضوان أصررنا على أجساد الشهداء في عملية دلال المغربي وتم تسليمنا معلومات وملفات حول عملية الشهيدة دلال وقيل لنا ان رفات 4 شهداء، هي لشهداء هذه العملية وأن الاسرائيليين لا يستطيعون التمييز بينها واستلمنا هذه الرفات ونحن لا نستطيع ان نقول أن أياً من الرفات هي للشهيدة دلال أو للأخ يحيى سكاف أبلغنا العائلة بنفس النتيجة. نحن لا نستطيع أن نحسم سوى أن رفات الجثامين الاربعة لا تضم رفات الشهيد سكاف وتبقى الفرضيات مفتوحة حول ما اذا كان حياً فاسرائيل تنفي وجوده لديها وهل هو مفقود أو مجهول المصير أو شهيد ضاعت رفاته أو ان اسرائيل تحتفظ برفاته». وقال ان الامر يعود لعائلة الأسير الاخ يحيى سكاف «للبت في مسألة مصيره».

واعلن نصر الله «اني أوجه دعوة مسؤولة من موقع المسؤولية الوطنية والاخلاقية الى السلطة السياسية في لبنان، الى الحكومة اللبنانية خصوصاً وأن لدينا حكومة وحدة وطنية. وهناك عمل منذ سنوات على اعادة بناء الدولة. هذا الملف بالدرجة الاولى هو مسؤوليتها وبالتأكيد نحن كمقاومة لن نتخلى عن مسؤولياتنا سواء في ما يعني أجساد الشهداء أو في ما يتعلق بالمفقودين الذين تمثل قضيتهم مأساة انسانية لعائلاتهم».

وفي ما يتصل بقضية الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة، كشف نصرالله «ان لدى الحزب ملفا كاملا من التحقيقات الاسرائيلية التي يدعون انهم اجروها رغم ان كل ما يقولونه بحاجة الى تدقيق وتحقيق. وفي المحصلة ورغم حساسية الموضوع يصر الاسرائيلي على الادعاء بان الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة تم خطفهم على يد القوات اللبنانية عام 1982 ويدعي الاسرائيلي انه تمت تصفيتهم من قبل القوات اللبنانية وتم دفنهم في اماكن، ويحدد التقرير اماكن محتملة للدفن. هذه النتيجة التي يدعيها الاسرائيلي، بالنسبة لنا هناك معطيات تقول بامكانية وجود هؤلاء الدبلوماسيين في السجون الاسرائيلية».

وعرض رؤيته لمعالجة الموضوع «انطلاقا من انه تم اختطافهم على يد «القوات اللبنانية» وكانوا احياء في سجونها والسؤال: «هل قامت «القوات اللبنانية» بقتلهم أو تصفيتهم؟ وأين هي أجسادهم في أي مكان؟ وهل تم إخفاء الأجساد؟ وهل مازالوا احياء لدى القوات اللبنانية هذه فرضية وان كانت ضعيفة وهل قامت القوات اللبنانية بتسليمهم الى الاسرائيلي؟ المطلوب هنا معرفة موقف القوات اللبنانية. واتوجه الى الحكومة اللبنانية بالسؤال عن هؤلاء الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة اللبنانية المعنية بكشف مصيرهم وجلاء الحقيقة وخصوصا ان القوات اللبنانية شريك في الحكومة ووزارة العدل في عهدة القوات اللبنانية ونحن حاضرون لتقديم كل المعطيات التي حصلنا عليها بمعزل عن تبنينا لهذه المعطيات خصوصا انها جاءت من العدو. والذي يستطيع ان يحسم هذه المسألة هو القوات اللبنانية»، مؤكدا انه لا يثير هذه القضية لتسجيل نقاط سياسية او لفتح جراح لها علاقة بالموضوع.

وتطرق نصرالله الى موضوع غزة معتبرا «ان الحرب على القطاع كانت بقرار اميركي من ادارة جورج بوش ومنسقة دوليا وعربيا من اجل استغلال الفرصة المتبقية من ادارة بوش وقبل استلام اوباما (الرئاسة الاميركية) لتغيير الوقائع... وهناك هدف اعلى وهدف ادنى. الهدف الأعلى القضاء على المقاومة في قطاع غزة والقضاء على حكومة حماس وبقية فصائل المقاومة. اما الهدف الادنى فهو اخضاع المقاومة واخضاع حماس واخضاع القطاع سياسيا ونفسيا ومعنويا للقبول بالشروط التي ستعرض عليه في إطار التسوية الجديدة».

وثمن «صلابة قيادة المقاومة في غزة والصمود الاسطوري لمجاهديها في فلسطين والوقفة التاريخية لأهل غزة وما عطل اهداف المعركة، وحال دون ان يحقق العدو أيا من اهدافه». واكد انه «من خلال استمرار الحصار على قطاع غزة في ظل ظروف معيشية وحياتية اصعب مما كانت عليه قبل الحرب، هناك من يعمل على فرض شروط اسرائيل على قيادة المقاومة وهو ما عجزوا عن فرضه من خلال القصف والقتل هم يريدون الان استغلال حاجة اهل القطاع لاعادة الاعمار وفي ظل ظروف معيشية صعبة لفرض هذه الشروط. بكل صراحة ان ربط اعادة الاعمار لقطاع غزة بشروط سياسية هو ابتزاز سياسي غير اخلاقي ومهين لا يجوز القبول به بل تجب ادانته». ودعا الى «التعاون من اجل تقديم المساعدة الى اهل غزة لاعادة اعمارها ولاخراجها من المعاناة التي يعيشها اهلها من دون قيد او شرط ومن دون شروط سياسية مسبقة».

وجدد نصرالله ادانته لموقف مصر لجهة اغلاق معبر رفح. وقال نصر الله «انا ادين النظام المصري لانه مازال يغلق معبر رفح في وجه كل شيء .انا ادين هذا النظام لانه يكذب على العالمين العربي والاسلامي ويقول انه فتح المعبر و(هذا) غير صحيح». واضاف نصر الله، ردا على سؤال، إن النظام المصري «هو شريك في حصار قطاع غزة. صحيح انه وسيط قهري لا مهرب من هذا الوسيط ولكن هل هو وسيط نزيه.. انا اشك. انا اشعر واعرف انه يحاول الضغط على الفلسطينيين وفرض شروط الاخرين على الفلسطينيين».

وختم قائلا: «انا اعتبر معبر رفح بالنسبة لقطاع غزة مصيريا... وبالتالي اغلاق هذا المعبر من اكبر الجرائم التاريخية التي ارتكبت وما زالت ترتكب».

وردا على سؤال حول عدم قيام حزب الله بنصرة غزة، قال نصر الله: بالنسبة إلى موضوع غزة هذا الأمر أثاروه البعض أثناء الحرب. السؤال هل كان يجب ونحن كنا نتضامن سياسيا وإعلاميا وشعبيا ولعل هناك  جوانب أخرى كنا نتعاون فيها ولست مّضطر للتوضيح أو الإجابة عن هذا الأمر، لكن السؤال له علاقة بالجبهة اللبنانية هل كان يجب أن نفعل ذلك، وإذا كان يجب أن نفعل ذلك، أين يجب أن  يتخذ هذا القرار؟ وما هي الإرادة اللبنانية في هذه المسألة؟ هذه مجموعة مسائل كان لها صلة قوية بأدائنا وسلوكنا وعلى كل حال أنا لست بموقع الدفاع عن نفسي فنحن ما زلنا مقاومة حاضرة للدفاع عن لبنان ومواجهة هذا العدو في كل وقت يجب أن نقدم على ذلك ويجب أن نفعل ذلك ولم نخرج ولا لحظة من دائرة الصراع.

وبالنسبة إلى قمة الكويت قال الأمين العام لحزب الله: طبعا نحن مع أي مصالحة عربية، سين ـ سين وميم ـ سين، أي مصالحة عربية، أي مصالحة الإسلامية أي تقارب، أي توحد، أي تنسيق، أي تعاون نحن معه بلا قيد أو شرط، ونعتبر أن فيه مصلحة كبرى لشعوبنا ومنطقتنا، وهذا أحد أسباب النصر والصمود، ولا تنازعوا فتفشلوا، فنحن نؤيد هذه المصالحة وهذا الموضوع لا ننظر له من زاوية التكتيكات المحلية. أنا أعرف، في تلك الليلة عندما الملك عبد الله والرئيس بشار سلموا على بعضهم وتبادلوا القبل، انزعج بعض الناس في لبنان وحزنوا وناموا على وجوههم. بالنسبة لهذا الموضوع، نحن نعتبر أن أي تقارب أو تعاون أي تصالح بين الحكومات العربية فيها مصلحة أكيدة وكبيرة. نحن أي كلام إيجابي أي كلام فيه دعم أياً يكن سقفه نؤيده ونحييه، لكن للأسف الكلام الذي قيل في الخطابات  عندما أتينا إلى بيان وزراء الخارجية العرب لم نجد له أثراً، ولذلك صدر البيان دون سقف خطابات قمة الدوحة، دون سقف خطابات قمة الكويت. هذا أمر مؤسف ومحزن.   وقال ردا على سؤال حول كلام لرئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري «نحن لن نرد في الاعلام ولكني بعثت بعتب من خلال الاصدقاء المشتركين مع الشيخ سعد وقلنا ان هذا ليس هو الجو الذي توافقنا عليه وبكل الاحوال ادعو الى الاستمرار في جو التهدئة وهذا لمصلحة كل الاطراف. وفي ما يتصل بالانتخابات كي نستطيع جميعا ان نتكلم بشكل سياسي منطقي وموضوعي ونطرح رؤى وبرامج وخيارات من دون اللجوء الى الاتهامات او الاثارة المذهبية». واعلن وقوفه الى جانب رئيس المجلس النيابي نبيه بري في موضوع مجلس الجنوب ودعمه.