أفغانستان تنتج 93% من أفيون العالم

4 تجار فقط تمت محاكمتهم منذ 2001

TT

وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فإن أفغانستان تتصدر الدول المنتجة للأفيون خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تشكل وحدها 93% من المعروض العالمي من الأفيون (العنصر الرئيسي الذي يستخدم في تصنيع الهيروين). رغم التقدم غير المسبوق الذي أحرز في الشهور الأخيرة في مكافحة المخدرات في البلاد باعتقال العديد من المهربين.

وتبلغ قيمة تجارة المخدرات في أفغانستان نحو 2.8 مليار دولار، وهي تعادل 60% من النشاط الاقتصادي القانوني في البلاد. يذهب نحو ربع هذا المبلغ إلى مزارعي نبات الخشخاش فيما يخصص الباقي للضرائب للمسؤولين المحليين ولقادة المتمردين ومهربي المخدرات. وأكثر من 80% من الأفيون الأفغاني يتم تكريره وتحويله إلى هيروين داخل أفغانستان، بدلا من تصديره كمادة خام إلى الخارج.

ويتركز محصول الأفيون في الجنوب والجنوب الغربي للبلاد، حيث ينحصر أكثر من 80% منه في خمسة أقاليم جنوبية تسيطر عليها حركة طالبان، هي: (قندهار، أرزوغان، فراه، زابول، هلمند) ويتصدر هلمند القائمة إذ تتم زراعة 60% من الأفيون في هذا الإقليم (ما يقدر بربع مخدرات العالم). وتساعد تجارة المخدرات بشكل أساسي في تمويل الأعمال الإرهابية لحركة طالبان، الأمر الذي يعيق العمليات الإنسانية في البلاد. مئات الآلاف من الأشخاص يعملون في زراعة الأفيون والعوائد الناتجة تشكل 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ووفقاً لبيان عن وزارة الخارجية الأميركية صدر في 11 مارس (آذار) 2008 حول زراعة الخشخاش وتجارة الأفيون في أفغانستان فقد تم إخراج أربعة تجار مخدرات رئيسيين مهمين من أفغانستان وتوجيه الاتهامات إليهم في الخارج، حيث وجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات لأربعة تجار مخدرات أفغان رئيسيين تربطهم صلات بالتمرد الذي تتزعمه طالبان وهم خان محمد والحاج بشير نورزاي ومحمد عيسى والحاج باز محمد. كما صدر في العام 2007 أكثر من 278 حكماً بالإدانة بجرائم مخدرات، مقارنة بـ182 حكماً في العام 2006.

وفي آخر مسح دولي صدر في أغسطس (آب) 2008، فإن الحوادث المتعلقة بأنشطة اجتثاث المخدرات في أقاليم «هلمند وقندهار وهيرات ونمروز وكابيسا وكابول ونانجارهار» قد خلفت 78 قتيلاً على الأقل عام 2008، معظمهم من رجال الشرطة، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 75% مقارنة بعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مثل هذه العمليات عام 2007 (19 شخصاً).

ويقوم بزراعة معظم الخشخاش الأفغاني اليوم أصحاب الأراضي الأثرياء والمسؤولون الفاسدون والمتعاطفون مع طالبان، لا المزارعون الفقراء، وأكثر من نصف مزارعي الخشخاش في أفغانستان بدأوا زراعة الخشخاش بعد عام 2001، و70% من زراعة الخشخاش في هلمند جديدة بدأت في السنوات الثلاث».

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»