واشنطن تفرض حظرا على 4 من قيادة «القاعدة» في إيران

بينهم نجل أسامة بن لادن وأبو الوليد المصري وصهر الظواهري

TT

حظرت وزارة الخزانة الأميركية التعامل مع أربعة أشخاص من قادة «القاعدة» يوجدون في إيران من بينهم سعد نجل أسامة بن لادن زعيم التنظيم، ومصريون ويمني، ويقضي القرار تجميد أي ممتلكات تعود لهم في الولايات المتحدة. وقال مصدر في الوزارة لـ«الشرق الأوسط»، «الوزارة تعتبر التعامل معهم من طرف شركات أو أفراد أميركيين مخالفا للقانون ويحتم المتابعة القضائية» مشيرا إلى أن «الغرض من هذا الإجراء الذي يتم طبقا لأوامر تنفيذية سارية المفعول هو تجفيف موارد تنظيم «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى». وأوضح المصدر أن الجهود التي بذلت تفيد أن «القاعدة» لم تعد تملك موارد مالية تذكر، وقال المصدر «يمكن العودة إلى توضيحات أدلى بها ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة المسؤول عن الإرهاب والمعلومات المالية» ورفض المصدر الإفادة حول ما إذا كان الأشخاص الأربعة مازالوا يوجدون في إيران، وقال «بيان الوزارة حول الأمر كان كافيا». وكان ستيوارت ليفي انتقد إيران، وقال «من الضروري أن تقدم إيران توضيحات علنية حول التزاماتها الدولية بشأن التضييق على تنظيم القاعدة» مشيرا إلى أن الجهود الدولية التي بذلت جعلت من المتعذر تماما جمع تبرعات «للقاعدة». وأضاف «على الرغم من ذلك تظل «القاعدة» تشكل خطرا لذلك يبقى أمرا ضروريا استهداف «القاعدة» والتنظيمات المرتبطة بها» وقال أيضا إنه «من الضروري مواصلة الضغوط المالية على «القاعدة» والمنظمات الإرهابية ووقف تزويدها بالأموال». وتفيد المعلومات التي نشرتها الوزارة عن الأشخاص الأربعة بأنهم من قادة التنظيم الذين كانوا يشكلون حلقة وصل بين «القاعدة» وإيران، وهم مصطفى محمد عطية حامد، وهو مصري الجنسية ويحمل الجنسية الباكستانية أيضا، كما أن له عدة أسماء أخرى منها مصطفى عطية، وأبو الوليد المصري، وهاشم المكي، وعمل أبو الوليد المصري بحسب بيان الخزانة الأميركية حلقة اتصال بين إيران و«القاعدة»، وقبل سقوط نظام طالبان في كابل أشرف أبو الوليد المصري على معسكر تدريب على استخدام المتفجرات في جلال آباد، وهو صهر سيف العدل أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة، كما عمل أبو الوليد المصري مراسلا لإحدى القنوات التلفزيونية بطلب من قيادة «القاعدة»، وخلال إقامته في إيران تولى الحرس الإسلامي الثوري إخفاءه. وقاد أبو الوليد خلال التسعينات مفاوضات سرية بين إيران وأسامة بن لادن سمحت لعدد كبير من أعضاء «القاعدة» بالمرور عبر إيران إلى أفغانستان.

وفي عام 2001 تولى أبو الوليد المصري نقل رسائل من حركة طالبان الى الحكومة الإيرانية، كما تفاوض نيابة عن «القاعدة» من أجل انتقال أسر أعضاء في «القاعدة» إلى إيران. وفي عام 2003 كان أبو الوليد من بين آخرين من أعضاء «القاعدة» اعتقلوا في طهران.

اما الشخص الثاني فيدعى محمد ربيع السعيد البهتيتي، ويعرف أيضا بعدة أسماء منها، محمد ربيع الزايد البهتيتي، أو محمد ربيع البهتيتي، أو أبو دجانة المصري، وهو مصري يحمل الجنسية الباكستانية. وتفيد معلومات وزارة الخزانة الأميركية بأن البهتيتي كان عضوا قياديا في منظمة الجهاد الإسلامية المصرية، ثم أصبح في وقت لاحق عضوا فعالا في تنظيم القاعدة، وعمل مساعدا لأيمن الظواهري وهو صهر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.

وأشرف ربيع البهتيتي خلال التسعينات على تدريبات لأعضاء «القاعدة» في تكتيكات حرب المدن، كما وضع كتابا يعد بمثابة دليل عمل للتدريبات العسكرية وكذلك كتابا أمنيا لمساعدة التنظيم في عمليات المراقبة. ويعتقد أن محمد ربيع البهتيتي أحد الذين نظموا عملية تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد بباكستان في عام 1995. وعمل البهتيتي على نقل عائلة أيمن الظواهري بعد تفجيرات سبتمبر (ايلول) إلى إيران، وظل هناك إلى أن اعتقل عام 2003 . والشخص الثالث هو علي صالح حسين وهو يمني، ويعرف أيضا باسم (أبو الضحاك)، وعلى صالح حسين التبوكي أو أبو الضحاك اليمني، ويعد على صالح حسين من المقربين من أسامة بن لادن، وكان مسؤولا عن بعض الأمور اللوجيستية كما كان صلة الوصل بين «القاعدة» وبعض المنظمات المؤيدة لها في الشيشان، وأشرف على تدريب مقاتلين في معسكرات «القاعدة» في أفغانستان وإرسالهم بعد ذلك إلى الشيشان. وفي عام 2001 ترأس على صالح حسين اجتماعا حضره قادة بارزون من «القاعدة» لبحث القيام بعمليات ضد إسرائيل، حيث قال عضو «القاعدة» أبو زبيدة لاحقا للمحققين إن الاجتماع كلف على صالح حسين بتنفيذ العمليات ضد إسرائيل. وتولى على صالح حسين بعد انهيار نظام طالبان في كابل عام 2001 نقل مقاتلي «القاعدة» من أفغانستان إلى إيران، وفي عام 2002 حول على صالح حسين مبلغ 20 ألف دولار إلى أحد قادة «القاعدة». واعتقلت السلطات الإيرانية في عام 2003 على صالح حسين. الشخصية الرابعة على قائمة الحظر الأميركية هو سعد بن لادن، وهو سعودي ويحمل جواز سفر سوداني، ويعرف أيضا باسم سعد محمد عوض عبود، وسعد محمد باعبود، وعبد الرحمن القحطاني، وبن محمد عوض عبود، وسعد بن لادن هو أحد أبناء أسامة بن لادن، وهو من أعضاء تنظيم القاعدة، تولى عام 2001 نقل أسرة بن لادن من أفغانستان إلى إيران، وبقي سعد ضمن مجموعة صغيرة من أعضاء «القاعدة» التي تتولى إدارة شؤون التنظيم في إيران، وفي عام 2003 اعتقلت السلطات الإيرانية سعد بن لادن، وفي سبتمبر (ايلول) من السنة الماضية لم يعد معتقلا.