كاسترو يستأنف في موسكو مسيرة صداقة وتضامن.. بعد انقطاع ربع قرن

الكرملين يدعو إلى رفع العقوبات الأميركية عن كوبا

الرئيس الروسي ميدفيديف يساعد راوول كاسترو على لبس سترته، في المقر الرسمي للرئاسة خارج موسكو في زافيدوفو، أمس. (رويترز)
TT

بعد فترة غياب دامت لما يقرب من ربع قرن، استأنف الجانبان الروسي والكوبي مسيرة الصداقة والتضامن التي انقطعت في أعقاب إعلان موسكو لسياسات البيريسترويكا إبان حكم الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف. وكان الرئيس الكوبي راوول كاسترو قد وصل إلى موسكو أول من أمس، تلبية لدعوة نظيره الروسي دميتري ميدفيديف الذي سبق وزار كوبا في نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي، إعلانا عن توجه نوعي جديد من جانب كل من موسكو وهافانا. وقالت مصادر الكرملين إن ميدفيديف وضيفه الكوبي التقيا في ضواحي العاصمة موسكو أمس قبيل مباحثاتهما الرسمية التي من المقرر أن تجرى اليوم في الكرملين. وأشارت المصادر إلى أن الجانبين سيوقعان اتفاقيتين حكوميتين بهدف تنشيط العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، وكذلك تقديم الدعم والمساعدات الغذائية إلى جانب قرض روسي تبلغ قيمته 20 مليون دولار يخصص لشراء البضائع والسلع الروسية. وأشارت المصادر إلى تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يقرب من ثلاثمائة مليون دولار وهو رقم بالغ الضآلة مقارنة مع ما كان عليه إبان سنوات الحرب الباردة التي شهدت تقديم المعونات والأسلحة إلى كوبا بما كان يبلغ مجمله ستة مليارات دولار سنويا في الوقت التي لا تزال فيه كوبا مدينة لروسيا بما يقرب من 25 مليار دولار. وقالت المصادر إنه من المقرر أن تستأنف روسيا صادراتها إلى كوبا من الطائرات والسيارات والمعدات الصناعية إلى جانب التعاون المشترك في مجال الطاقة في الوقت الذي لا تخفي فيه موسكو اهتمامها بالتواجد البحري في منطقة الكاريبي وأميركا اللاتينية في إطار التوجهات الاستراتيجية الجديدة. وتوقف المراقبون عند تصريحات سيرغي لافروف وزير الخارجية التي قال فيها إن موسكو تنوي السعي من أجل إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على كوبا في إطار خططها لإنعاش العلاقات الروسية الكوبية. وقال لافروف إن بلاده تدعو إلى تطبيع الأوضاع حول كوبا وإلى إعادة إشراكها في العمليات الإقليمية والعالمية معربا عن أمله في أن يتغير موقف الولايات المتحدة من كوبا مع وصول الرئيس الجديد باراك أوباما.